تطورات الأزمة الأوكرانية.. تهديد بنهاية اتفاقية مينسك.. و800 ألف جواز سفر روسي في شرق أوكرانيا
كانت منطقة دونباس التي تقع في شرق أوكرانيا النقطة الأبرز في الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا ، والتي تتوقف على الحدود البرية والنفوذ الاستراتيجي.
إقليم دونباس
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير نشرته مؤخرا، أن إقليم الدونباس في شرق أوكرانيا، أصبح محل نظر الجميع، منذ أمس الاثنين، بعد اعتراف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستقلال دونيستك ولوجانسك.
وأفادت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن الرئيس الروسي، وقع على مراسيم وقرارت تقضي بدخول قوات عسكرية روسية إلى دونيستك ولوجانسك، بهدف حفظ السلام.
ويمثل الاعتراف الروسي تصعيدًا كبيرًا يشير إلى نهاية اتفاقية السلام التي استمرت سبع سنوات والمعروفة باسم اتفاقية مينسك، كما يُنظر إليها على أنها قد تمنح الزعيم الروسي ذريعة لغزو أوكرانيا، وذلك حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
وأثار الاعتراف القرار الروسي الزعماء الغربيين لإطلاق العديد من التنديدات، حيث أعلن البعض عن عقوبات وعقد اجتماعات طارئة واتهموا موسكو بشدة بخرق القانون الدولي.
القرار الروسي
وكانت منطقة دونباس في شرق أوكرانيا قبل الحرب تُعرف بأنها قوة صناعية ذات قدرة كبيرة على التعدين وإنتاج الصلب، فضلًا عن احتياطيات كبيرة من الفحم.
ومنذ تداعيات الغزو الروسي في عام 2014 وضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، تم تقسيم المنطقة إلى مناطق منفصلة تحت سيطرة مختلفة: الأجزاء التي تسيطر عليها كييف في ولايتي دونيتسك ولوجانسك، والجزأ الذي يسيطر عليه النفصاليين المدعومين من روسيا في دونيتسك ولوجانسك، والتي يطلق عليها "الجمهوريات الشعبية"، والتي اعترفت بها موسكو مؤخرا.
ثلث المنطقة
وأشارت واشنطن بوست، في تقريرها، إلى أن الانفصاليين يعتبرون جميع مناطق دونيتسك ولوجانسك هي أراضيهم، ولكنهم يسيطرون على حوالي ثلث المنطقة، بما يعادل حوالي 6500 ميل مربع، وفقًا لبعض التقديرات، على طول الحدود مع روسيا.
وتم عزل دونيتسك ولوجانسك إلى حد كبير عن أوكرانيا في أعقاب اندلاع القتال في عام 2014، واعترف بوتين أمس بهما جمهوريتين مستقلتين، ومن الصعب تحديد عدد سكانها بدقة، لكن بعض التقديرات تشير إلى أنها موطن لحوالي 2.3 مليون و1.5 مليون شخص على التوالي، وكثير منهميتحدثون بالغة الروسية.
واستمر القتال في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين والحكومة الأوكرانية منذ عام 2014، مما أودى بحياة 14000 شخص وأضر العنف والانقسام والانكماش الاقتصادي بالمنطقة. وفرار أكثر من مليوني شخص منذ ذلك الحين، وذلك حسب واشنطن بوست.
تعديل الاتفاق
وفي الآونة الأخيرة، أدى القصف الواسع النطاق في شرق أوكرانيا إلى زيادة المخاوف في الغرب وفي كييف من هجوم روسي، حيث تواصل الأخيرة حشد قواتها، التي يقدر قوامها الآن بنحو 150 ألف جندي، بالقرب من أوكرانيا.
وقال بوتين إن أوكرانيا ليس لديها نية لتنفيذ شروط الاتفاق.
ومن جانبها سعت أوكرانيا إلى إدخال تعديلات على الاتفاق، الذي تم التوسط فيه بعد سلسلة من الخسائر العسكرية الي تكبدتها، وقالت إن الاتفاق على الشروط الروسية سيمنح موسكو سلطة التأثير على السياسة الخارجية لأوكرانيا وتقويض سيادتها فيما قال مسؤولون في كييف إن الشروط الحالية، في حالة تنفيذها، ستؤدي إلى أعمال شغب وفوضى.
دعم الاتفاق
وأعربت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون عن دعمهم للاتفاق، بينما دعت جميع الأطراف إلى الوفاء بأجزائها من الصفقة.
وفي غضون ذلك، أصدرت موسكو 800 ألف جواز سفر روسي في المناطق الانفصالية، ويقول مسؤولون أوكرانيون وغربيون إن روسيا قامت بتسليح ودعم الانفصاليين، ولكن موسكو تنفي ذلك.