غدر الصحاب.. حكايات من دفتر الأحوال.. والحاجة إلى المال أكبر دوافع المتهمين للقتل
قصص وحكايات تدور داخل أقسام الشرطة وساحات القضاء وتعج بالكثير من التفاصيل المثيرة عن أشخاص تحولوا إلى أرقام فى السجلات يقبعون خلف القضبان نتيجة ما ارتكبوا.
"غدر الصحاب" واحدة من الحكايات التى أصبحت تملأ السجلات بأشخاص باعوا أصدقاءهم وأقدموا على قتلهم طمعًا فى أموالهم، فما بين غدر الصديق وضحايا لقمة العيش نرصد أبرزها:
الواقعة الأولى دارت أحداثها فى مدينة طوخ بتلقى قسم الشرطة بلاغا بالعثور على جثة شخص ملقاة وسط الزراعات، دقائق وكانت الشرطة تهرول الى مكان الحادث وفرض سياج أمنى وأخطرت النيابة العامة وبدء فريق بحث فى سؤال شهود العيان والبحث عن اسرة المجنى عليه وفحص علاقاته.
تشكل فريق بحث لسرعة ضبط مرتكبى الواقعة والتى قادت الى تحديد هوية المجنى عليه وسرقة متعلقاته وسيارته، بالاضافة الى تحديد هوية الجانى صديق الضحية.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهم وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه على التحقيقات وإحالته إلى محكمة الجنايات.
وأسندت النيابة الى المتهمين تهمة القتل العمد وسرقة سيارة ومبلغ مالى وهاتف المجنى عليه، وخلال التحقيقات اعترف المتهمين بان ضائقة مالية وراء دفعهم الى ارتكاب الواقعة.
واستكمل المتهم قائلا بأن المجنى عليه كانت تربطه بينهما علاقة صداقة وفى احد الايام اثناء جلسة سهر مع اصدقائه اختمرت فى ذهنه فكرة قتل صديقه لسرقة سيارة، فقام بالاتفاق مع آخر على تنفيذ الخطة.
تحقيقات النيابة العامة ذكرت فى القضية أن المتهم “محمود ص ” 25 سنة سائق قتل المجنى عليه "عزت ق" عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على الخلاص منه وأعد لهذا الغرض أداة فأس وما أن تهيأت له الفرصة قام بضربه ضربتين على رأسه لخلاف بينهما قاصدا من ذلك إزهاق روحه فأحدث إصابته التى أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات.
وأكدت النيابة العامة أنه ارتكب هذه الجناية لتسهيل ارتكاب جنحة سرقة سيارة نقل ملك شقيق المجنى عليه والمبلغ المالى والهاتف المحمول وحافظة النقود الخاصة بالمجنى عليه.
ومن مركز طوخ الى شبرا الخيمة التي كانت شاهدة على جريمة أخرى لغدر الأصدقاء بتلقى مركز شرطة قليوب بلاغا من شخصين مقيمان بدائرة قسم شرطة ثان شبرا الخيمة بغياب نجل أحدهما وما قررا المُبلغان أن المتغيب يعمل على سيارة أجرة ميكروباص ملك الثانى وخروجه صباح يوم التغيب للعمل عليها وعدم عودته وعثورهما على السيارة متروكة بإحدى القرى بدائرة المركز.
وأسفرت جهود فريق البحث المُشكل برئاسة قطاع الأمن العام بالاشتراك مع إدارة البحث الجنائى بالقليوبية أن وراء تغيبه شخصين "لأحدهما معلومات جنائية"وتبين بان أحدهما صديق المجنى عليه هما “ يحيى.أ ” سائق بنفس خط سير المجنى عليه و“رضوان.ر” سائق وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهما وضبطهما.
المتهم الرئيسى “ يحيى.أ” لم ينكر ارتكاب الجريمة واعترف بتفاصيلها كاملة وخطة التنفيذ مؤكداُ بان حاجته الى المال دفعته لقتل صديقه بدم بارد دون ان يشعر، مضيفا بانه نادم الآن على ما فعله.
واعترف المتهم الثانى “ رضوان. ر” بالاتفاق فيما بينهما على سرقة السيارة التى يعمل عليها المجنى عليه وبيعها واقتسام ثمنها.
واستكمل حديثه قام المتهم الرئيسى باستدراجه بالسيارة واستقلالها رفقته، وأثناء ذلك قام بإلقاء كمية من مسحوق "الشطة "على وجهه وتعديا عليه بالضرب بالأيدى فأصيب بحالة إغماء وتولى القيادة وإصطحباه عنوة بالسيارة حتى أحد مصارف المياه بدائرة المركز وألقيا بها، ثم قاما بإخفاء السيارة لحين التصرف فيها بالبيع وتم استخراج الجثة بإرشاد المتهمان وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وجاري العرض على النيابة العامة التى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات
ومن القليوبية إلى الشرقية، أقدم “ عبد الله ” بائع على قتل صديقه "زكريا.ف " تاجر لسرقة الاموال بحوزته متحصلات بيع اعلاف وبالعرض على النيابة أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.
البداية كانت بتلقى مدير امن الشرقية اخطارًا بوصول جثة الى مستشفى الحسينية المركزي إثر إصابته بجروح قطعية وكدمات وإصابات بأنحاء متفرقة بالرأس والجسد.
بسؤال أسرة المتوفى أشاروا إلى تلقيهم اتصالًا هاتفيًا من صديق المجنى عليه والذي يعمل لديه عبدالله بائع يخبرهم خلاله بوفاة نجلهم جراء تعرضه لحادث سير وبالفحص تبين وجود شبه جنائية.
وباجراء التحريات توصلت الى أن وراء الواقعة صديقه وأنه أنهى حياته طمعًا في سرقة مبلغ من المال كان بحوزته من متحصلات بيع أعلاف في منطقة المرج بمحافظة القاهرة وتم ضبط المتهم والعرض على النيابة.
القتل العمد
تحقق فيه أمران، أحدهما قصد الشخص بالقتل، فلو كان غير قاصد لقتله، فإنه لا يسمى عمدًا؛ وثانيهما، أن تكون الوسيلة في القتل مما يقتل غالبًا، فلو أنه ضربه بعصا صغيرة، أو بحصاة صغيرة في غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل في الغالب".
وتنص الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه "يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"؛ وأشار إلى أن القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات تقضى بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات).
وخرج المشرع على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلًا هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة".
والظروف المشددة فى جريمة القتل العمدى، سبق الإصرار وعقوبته الإعدام، والترصد -هو تربص الجانى فى مكان ما فترة معينة من الوقت سواء طالت أو قصرت بهدف ارتكاب جريمته وإيذاء شخص معين- وعقوبته الإعدام، القتل المقترن بجناية، وهى الإعدام أو السجن المشدد.