رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عيسى ومن على شاكلته

لا أدرى السبب وراء الهجمات المنظمة التى يصر البعض على إطلاقها بين الحين والآخر، للطعن والتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي، تحت زعم إعادة النظر في الخطاب الديني، دون النظر إلى أن ما يتحدثون يعد ضربا في صميم وأسس العقيدة التى لن يقبل مسلم المساس بها، وتختلف كليا عما نادى به البعض من مراجعة لما ورد في بعض كتب التراث.

 

ولعل ما يدعو للأسف أن تلك الهجمات دائما ما تأتى من غير المتخصصين مثل الزميل إبراهيم عيسى الذى يصر على تقديم نفسه كمفكر وجهبذ وعالم في كل شيء، لدرجة أن برامجة خلال السنوات الأخيرة تنوعت بين الفن والدين والسياسة، وجميعها أثارت لغطا نظر لأرائه الجدلية الغريبة وكأنه يسير بمبدأ خالف تعرف.

 

ولأننا نعيش في بلد لا تحتكم لظوابط، فقد كان من الطبيعى أن تفتح الفضائيات المختلفة أبوابها ل إبراهيم عيسى ليخرج علينا بوجهه الوسيم وقوامه الممشوق وملابسة العصرية وفكرة المستنير، ليشكك في كل شيء، لدرجة أن شططه طال ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية والعقيدة والسيرة والسلف، دون أدنى تحرك من الدولة.

 

الغريب في الأمر، أن حجم الغرور وصل بهذا الإبراهيم إلى حد بات يرى معه أنه المعلم والأول والوحيد للمسلمين، الذين باتوا من وجهه نظره في غير حاجه للتعلم من رجال دين الذين تحولو عبر قنوات اليوتيوب إلى مفتشى قلوب، يقصون قصص وحكايات 99% منها كاذبة أو لا تقول نص الحقيقة - طبقا لرأيه -.

 

الطعن في الثوابت

 

للأسف، لقد وصل حجم التطاول والشطط بإبراهيم عيسى إلى حد التشكيك في عدالة الفاروق عمر، قائلا نصا: "بيقولك عمر بن الخطاب عدلت فأمنت فنمت يا عمر، وفرحان أوي بعدالة سيدنا عمر، طيب هو حكالك انه اتقتل بعدها، يبقى عدل فأمن فنام إزاي، حكالك الشيخ إن الراجل اللى قال الجملة دي لعمر هو المتهم الأول بقتل عمر بن الخطاب، اتقتل وهو بيصلى في الجامع.. وهل الشيخ قالك إن ابن سيدنا عمر خرج بعد لما اتقتل سيدنا عمر وراح قتل المتهم بقتله وبنته وابنه بدون حساب وقصاص، وإنه كان المفترض يفرض عليه القصاص ويتقتل، وعثمان بن عفان عفا عنه ومنفذش فيه القصاص، إذن كل قصص المشايخ وهمية وغير حقيقية".

 

غير أن شطط إبراهيم عيسي عبقرى عصره، وصل أيضا إلى حد التشكيك في معجزة "الإسراء والمعراج" مؤكدا أنها قصة وهمية وفقا لكتب التاريخ والحديث" متناسيا كل ما ورد عنها نص قرآني صريح عن قصة الإسراء في قولة تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير".

 

وفي تطاول لا يمكن السكوت عليه، غفل عيسى ثبوت معجزة المعراج، وقوله تعالى نصا في الآية القرآنية الكريمة من سورةالنجم: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى".

 

الثابت، أن إبراهيم عيسى وأمثاله من الطاعنين في توابث العقيدة -تحت دعوى التنوير- قد باتوا في حاجة إلى علاج نفسى، بعد أن وصل بهم الغرور إلى حد تجاوز نصوص قرآنية ثابتة، ورغم اتفاق من جمهور العلماء الذين يحط من قدر أى منهم أن نضعه في مقارنة مع إبراهيم عيسى وأمثاله، وقرارهم جميعا أَنَّ الإسراء حَدَث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ في قوله تعالى: "بِعَبْدِهِ" والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد.

 

 

يقينى أن التطاول على الأديان بات في حاجة إلى تشريع أكثر صرامة، لمنع السفهاء والجهلاء من الطعن في العقائد طلبا للشهرة، دون النظر إلى حالة الغضب والفتنة التى لن تعود على المجتمع سوى بالسلب، في ظل تلقى استحسان ورعاية من فضائيات تعمل تحت رقابة الدولة، التى صنعت من إبراهيم عيسى ومن على شاكلته مفكرين وعلماء ومنظرين وتنويريين يطعنون في ثوابت الأديان.. وكفي.

الجريدة الرسمية