رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الهلالى يطالب بوقف المتاجرة بـ"حماية الدين"

الدكتور سعد الدين
الدكتور سعد الدين الهلالي

قال الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه يجب أن ننتهى من المتاجرة بحماية الدين.

 

دور الأزهر الحقيقي


وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صالة التحرير” الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى بقناة “صدى البلد”: مطلوب من الأزهر التصدي للأمية والجهل ومحاربة الجهل وليس الحملات المغرضة لحماية الاسلام.

 

تصحيح المسار الديني


وتابع:"نحتاج إلى تصحيح المسار الديني من الإفتاء إلى الفقه، وكل من ينتمي للإخوان أو أي تيار ديني لا يعمل عقله".


حرية الاختيار

ولفت:"ربنا جعل لكل جيل عقله وحضارته المستقلة عن السابقين، والفقيه يقدم أكثر من حل في المسألة الواحدة ويترك للإنسان حرية الإختيار".

 
وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنَّ ملتقى التميز الدعوي خطوةٌ جديدة في مسيرة تجديد الفكر والعمل التي يتبناها الأزهر الشريف، ويعمل بكل قطاعاته وأدواته على دعمها وتأصيلها، مؤكدًا أنَّ الملتقى يمثل تلاحمًا دعويًا وتدريبيًا بين الأزهر والشريف ووزارة الأوقاف، ويبعث برسائل إيجابيةٍ تؤكد أن مصر بمؤسساتها الوطنية الدينية ستظل رائدة الفكر والدعوة والاستنارة.

رسالة الأزهر الشريف 
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بملتقى التميز الدعوي الأول "افتراضيا" أنَّ رسالة الازهر الشريف هي تعزيز الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف، لترسيخ وحدة جامعة مهما اختلفت مذاهب الناس الفقهية والعقدية، وتباينت توجهاتهم السياسية ومنازعهم الفكرية، ما داموا يسلمون جميعا بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا يخرجون عن أطرها العامة، فالحياة لا تتوقف عند صورة واحدة، ولذا فإن مفتاح التجديد في الفكر الإسلامي هو فهم الإسلام فهمًا سليمًا بعيدا عن تعريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

وأوضح فضيلته أنَّ المتأمل في علوم الإسلام يرى فيها ثراء فكريا نافعا، وزخما معرفيا منتجا، يدور بين مجمع عليه، ومختلف فيه، والأصل أنَّ تفاوت العلماء في الفهم وتباينهم في النظر رحمةٌ بالأمة، مشددا على أنَّ اختلاف التناول لبعض مسائل العقيدة والفقه والسياسة أثمر جماعات وفرقا، حمل التاريخ خبر ما كان بينها من صراعات؛ وذلك حين ادعت كلُ فرقة أنَّ الحق معها، وأنها الفرقة الوحيدة التي تحتكر الإسلام.

وبيَّن الدكتور الضويني أنَّ فرض الرأي الواحد والمذهب الواحد من أخطر العلل والأمراض التي تُصيب المجتمعات بالشلل الفكري، وتقتل فيها الإبداع المعرفي، وتمنعها استثمار التنوع، وتقضي بالتبعية على مكمن القوة في أمة الإسلام، وتضعها بذلك في ذيل الأمم. وأكد فضيلته أنَّ الفكر الإسلامي لديه القدرة الخلاقة على البعث والإحياء والتجدد؛ فهو فكر قادر على أن يجدد نفسه داخليا، وأن يجدد الواقع من حوله خارجيا، لأنه فكر يجاري السنن الإلهية في الكون.

التجديد في الفكر الإسلامي
وشدد وكيل الأزهر على أن التجديد لا ينفك عن الشريعة الإسلامية، وإذا كنا نقرر ونكرر أنَّ الشريعة صالحة لكل زمان  ومكان، فإنها لا تكون كذلك إلا إذا كانت متجددة ومواكبة للمتغيرات، ولذا كان من الواجب الديني أن ترتبط الفتاوى بالزمان والمكان وأعراف الناس، شريطة أن يكون تجديد الفتاوى على ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، مضيفا أن التجديد ليس مجازفة، وإنما هو صناعة دقيقة لا يحسنها إلا الراسخون في دراسة المنقول والمعقول، ممن يفهمون طبيعة التراث والمناهج العلمية وأدوات التحليل الفكري المستخدمة في البحث والتقصي، أما غير المؤهلين فعليهم أن يتجنبوا الخوض فيما لا يحسنون، حتى لا يتحول التجديد إلى تبديد.

 

الجريدة الرسمية