شبكات الموت.. عصابات دولية تغرق البلاد بالمخدرات الحديثة.. ومدن القناة بوابة التهريب الأولى

جسد فيلم «شبكة الموت» واحدًا من ألاعيب العصابات العابرة للحدود فى إغراق البلاد بالمواد المخدرة وأعمال الجلب والتهريب لتدمير الشباب، وكلما ضيقت أجهزة الأمن الخناق على العصابات الدولية لجأوا إلى حيلة أخرى وإدخال أنواع جديدة من المواد التخليقية والحديثة لاستقطاب فئات جديدة من طلاب المدارس والجامعات.

مخدرات حديثة
تؤكد تقارير أمنية ارتفاع معدلات الإدمان بين الشباب، خاصة المواد المخدرة الحديثة التى أصبحت معها حرب المخدرات لا تقل خطورة عن مواجهة الإرهاب، والتى تقدر حجم تجارتها تقريبا 30 مليار جنيه سنويا فيما ضبط 6 مليارات منها فى عام 2021، وبلغت نسبة التعاطى  10%، والإدمان 3.3% حتى عام 2016، وبعد المسح الحديث عام 2021، انخفضت النسب ووصلت نسبة التعاطى إلى 5.6%، والإدمان إلى 2.4% من إجمالى عدد السكان.

فيما استمرت نسبة 5% حتى عام 2021 بسبب ظهور أنواع جديدة من المواد التخليقية والحديثة استدرجت فئات جديدة إلى سوق الكيف.

سوهاج
وأشارت التقارير إلى أن محافظة سوهاج تتصدر قائمة الإدمان فيما كانت مدن القناة البوابة الأولى لأكثر أعمال الجلب والتهريب، وتعد محافظات الوجة القبلى (من بينها سوهاج وأسيوط وقنا) الأكثر استهلاكا لمخدر الشابو، فيما تكون المناطق الشعبية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية (عين شمس - المطرية - المرج - حلوان - دار السلام - الخصوص - الخانكة - قليوب - بولاق الدكرور - إمبابة - الوراق - شبرا الخيمة) الأكثر انتشارا للإستروكس والترامادول والفودو.

الحشيش والهيروين

كما أوضحت التقارير أن مخدر الحشيش والهيروين الأكثر انتشارا بمحافظتى القاهرة والإسكندرية فيما يكون مخدر الطوابع البريدية والكبتاجون وحبوب الفيل الأزرق والكوكايين أكثر انتشارا فى المناطق الراقية هى عقاقير (أبناء الذوات) لارتفاع ثمنها، فيما يكون مخدر البانجو أكثر انتشارا بمحافظة الإسماعيلية ويليها الشرقية، أما مخدر الإكستاسى يكون فى المدن الساحلية وأماكن الحفلات الليلية ونوادى الرقص والحفلات الخاصة فى أكتوبر والعبور والتجمع الخامس والساحل الشمالى، حيث يوجد 40 نوعا من المواد المخدرة الحديثة دخلت السوق المصرى بخلاف المواد المخدرة التقليدية.

900 نوع

وألمح تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعنى لمكافحة المخدرات والجريمة عن ظهور 900 نوع من المخدرات التخليقية التى تحتوى على مواد كيماوية مدمرة لخلايا الجسم حول العالم، وتوجد بعض الأنواع منها فى مصر.

وكشف تقرير صندوق مكافحة الإدمان، عن تصدر محافظة سوهاج المرتبة الأولى فى تعاطى المواد المخدرة بنسبة 12.2%، ويليها القليوبية 10.5%، ويعقبها الشرقية 8.2%، وجاءت باقى المحافظات بالترتيب المنيا 8%، والبحر الأحمر 6.7%، وأسوان 6.5%، والدقهلية 6.5%، والقاهرة 6%، والجيزة 5.9%، والإسكندرية 5.2%.
مكافحة المخدرات
الإستروكس يعد الأكثر انتشارا فى أعمال التصنيع بالقناطر الخيرية وقليوب وبنها والمرج وإمبابة والوراق، فيما يصنع الفودو بمدينة نصر وأكتوبر وحدائق القبة والسلام فيما يصنع مخدر الكبتاجون بمنطقة العاشر من رمضان والإسماعيلية، أما مخدر الشابو فى مركز البلينا والمحلة الكبرى والهرم، أما مخدر الإكستاسى والطوابع البريدية والقات والكوكايين والماريجوانا من الخارج البلاد تهرب بحيل مختلفة.

فيما يصنع مخدر الهيدرو والهيروين والحشيش فى المحافظات المتاخمة للسحر والجمال وبحيرة المنزلة، فيما يصنع الترامادول والتامول بمناطق طنطا والمنوفية والأهرام وكرداسة، ويجرى تصنيع أنواع أخرى من المخدرات التخليقية داخل شقق أو مخازن تابعة لصيدليات لإخفاء الشبهة وعدم الشك تمهيدا للبيع، وتكثر فى المناطق الشعبية بالمحافظات.

 قطاع مكافحة المخدرات

من جانبه، أكد مصدر مسئول، تشكيل وزارة الداخلية ممثلة فى قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة بالتنسيق مع قطاعى الأمن العام والأمن الوطنى، فرق عمل تتولى مهمة البحث وملاحقة القائمين على أعمال الجلب والتهريب والتصنيع ومداهمة البؤر الإجرامية والتشكيلات الخطرة.

وأوضح المصدر، تجهيز تطبيق إلكترونى يحتوى على البيانات الخاصة بكافة المواد الملحقة بقانون مكافحة المخدرات رقم 182 لسنة 1960 وتعديلاته وصور المواد المخدرة الأكثر انتشارًا فى السوق بهدف تيسير الإجراءات القانونية برصد المواد المخدرة الحديثة لتعزيز القدرات التقنية للضباط بالمطارات والموانئ والمعينين بنقاط التفتيش الأمنية الثابتة والأقوال الأمنية بخلاف ضباط مكافحة إدارة مكافحة المخدرات.

وارتكزت الخطة على خفض الطلب على المخدرات وملاحقة الطرود البريدية وإجراء تعديلات تشريعية لتسهيل الإجراءات اللازمة وإدراج أنواع جديدة إلى جدول المواد التخليقية وتعزيز الرقابة على الإنترنت للحد من استخدام المنصات الإلكترونية فى الترويج.

المنافذ الشرعية 

وشملت الخطة، تشديد الإجراءات على المنافذ الشرعية باستخدام تقنيات حديثة دخلت الخدمة وأجهزة الكشف عن المواد المخدرة مخبأة داخل الشحنات الواردة من الخارج لمجابهة جرائم جلب وتهريب المخدرات التخليقية المستحدثة عبر البضائع والطرود البريدية، وتعزيز التعاون مع الأجهزة الحكومية والمنظمات الأهلية بالبلاد للارتقاء بالجهود الوطنية فى مجال الوقاية والتوعية من مخاطر تعاطى المواد المخدرة وعلاج الإدمان.

وأردف المصدر: خلال الأيام الماضية داهمت مجموعة عمل عدة بؤر إجرامية على غرار "الباطنية"، وأسفرت المواجهات عن مقتل 3 عناصر وإصابة اثنين آخرين وضبط 24 آخرين عقب تبادل لإطلاق النيران بنطاق الدقهلية وسوهاج والجيزة، بالإضافة إلى كشف 3 قضايا غسيل أموال من حصيلة تجارة المخدرات بقيمة 250 مليون جنيه.

حصيلة المواجهات 6 مليارات جنيه
وعلى مدار العام 2021 حتى يناير 2022 ضبط 90.8 ألف قضية، و21.2 طن لمخدر الحشيش، و2391 كيلو جرام لمخدر الهيروين، و308.7 طن لمخدر البانجو و805 كيلو لمخدر الإستروكس، 24 مليون قرصًا لعقار الكبتاجون بقيمة 5 مليارات و834 مليون جنيه.كما جرى كشف قضايا غسل أموال من متحصلات تجارة المخدرات بقيمة أكثر من 3 مليارات جنيه.

وأكد تقرير لصندوق مكافحة الإدمان بمصر صدر مؤخرا بأن مخدر الحشيش يحتل المرتبة الأولى فى قائمة الأكثر استهلاكا بنسبة 41%، يليه الهيروين بنسبة 33% والترامادول المرتبة الثالثة 26%، ويعقبه الإستروكس والفودو بنسبة تصل إلى 9.9%، وفيما يكون تعاطى مواد تخليقية أخرى بنسبة 25%.

سوق الكيف

ونحو أكثر من 40 نوعا من المخدرات الحديثة المصنعة داخلت سوق الكيف فى مصر، وفقا لما أكدته تقارير فرق العمل المكلفة بملاحقة تجار المخدرات، والتى من أبرزها: "الشابو - الإستروكس - الكبتاجون - الكيتامين - القات - الهيدرو - طوابع عقار L.S.D - مخدر الشيطان - الفودو - الترامادول - التامول - الموسيقى الرقمية - عقار سابوتكس - الزانكس.. وغيرها".
 

مخدر الشابو.. فى بعض الأحيان يطلق عليه "الآيس" أو "الكريستال ميث" من مركبات "الميثا أمفيتامين" وهى منشطات شديدة التأثير وسريعة الإدمان يدمنها الإنسان بمجرد تعاطيها مرتين، وتسبب فى حالة من الهلوسة السمعية والبصرية للمتعاطى فيشاهد تخيلات وأشياء لا وجود لها فى الحقيقة، ويدمر القلب ويؤدى إلى انفجار شرايين المخ والجلطات وتشوهات كبيرة فى الوجه، والشيخوخة المبكرة، تساقط الأسنان، فقدان جزئى للذاكرة ويضعف المناعة، انفصام الشخصية.

مادة القات

أما مخدر القات ممنوع فى معظم دول العالم لما له خطورة على حياة المواطنين ما عدا دولة اليمن، حيث تنبت مادة القات فى شرق أفريقيا واليمن، وكان يستخدمه المصريون القدماء فى المعابد، وحاولت تشكيلات عصابية تهريبه داخل البلاد عبر "طرود بريدية"، كما يعد مسئولا عن ارتفاع ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب ومضغه لساعات طويلة سبب فى نوبات قلبية مفاجئة وانعدام الشهية والأورام الخبيثة فى الفم ويتسبب فى الإصابة بالهلوسة.

أما مخدر الكيتامين، فيستخدم لعلاج الحيوانات، وبدأ تجار السموم فى استخدامه عن طريق خلطه مع مواد أخرى مثل مخدر الإستروكس وبيعه على شكل أقراص مضغوطة يعطى انتعاشه لمتعاطيه وانفصال عن العالم الواقعى، وحدوث شلل تام فى الجسد وعدم المقاومة ويلجأ بعض العناصر الإجرامية فى استخدامه مع الفتيات فى الاغتصاب أو لشخص معين لارتكاب فعل مما يتسبب فى ارتفاع معدلات الجرائم.

أما مخدر الهيدرو فهو نبات مخدر معد وراثيا بمركبات كميائية لزيادة قدرته التخديرية ويتسبب فى عدم السيطرة التامة على الجهاز العصبى، الهلوسة البصرية، تضخم فى الكبد، تآكل الخلايا العصبية، الذبحة الصدرية، وفقدان مؤقت للذاكرة.

أما الزانكس.. فهو من العقاقير قصيرة المفعول من فئة البنزوديازيبين، ويستخدم لعلاج اضطرابات القلق المعتدلة والشديدة ونوبات الهلع.

 الهلوسة السمعية والبصرية 

وتسبب طوابع عقار L.S.D الهلوسة السمعية والبصرية وصولًا إلى مرحلة رؤية الأشياء على خلاف الحقيقة وغير الموجودة إلا فى عقله فقط، والتى أحيانا تنتهى بالجنون أو انتحار متعاطيه وتوزيعه على المتعاطين من طبقات معينة من المجتمع لارتفاع سعره.
أما حبوب الفيل الأزرق التي تعرف علميا بـ"DMT"، وهى أقراص انتشرت بين الشباب وتتكون من مادة "ثنائى ميثيل التريبتامين" أو "DMT" ويطلق عليه أحيانا مخدر الشيطان وهو مادة مهلوسة تسبب هلاوس بصرية وسمعية قصيرة ومكثفة وأكثر انتشارا فى المكسيك وأمريكا الجنوبية وأجزاء من آسيا.

نقلًا عن العدد الورقي…