حكم التشاؤم من الأرقام فى الإسلام ؟
هل يجوز للإنسان أن يصدق أو يعتقد أو يتشاءم ويتوهم أن يصيبه مرض أو موت أو غيره من الأعداد أو من السنين او من الشهور أو من الأيام والأوقات، فهناك كثيرون يتشاءمون من بعض الأرقام وخاصة الرقم 13 الذى يعتبرونه مرادفا للنحس وسوء الطالع وهناك من يتشاءم من شهر محدد فى العام فما حكم الدين فى التشاؤم ؟
يجيب فضيلة الشيخ حسن مأمون مفتى الديار المصرية ـ رحمه الله ـ فيقول: كان التطير والتشاؤم فى الجاهلية، وجاء الاسلام برفع ذلك، ففى الحديث ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ) وفيه ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبنى الفأل الحسن )
الاستعاذة من الشر
وفى الحديث ايضا ( من تكهن أو رده عن صفر طير فليس منا ) ونحو ذلك من الأحاديث، وذلك اذا اعتقد ان شيئا مما تشاءم منه من عدد او وقت أو طير أو غيره موجب لما ظنه،ولم يضف التدبير الى الله سبحانه وتعالى.
أما اذا علم أن الله هو المدبر ولكنه أشفق من الشر، لأن التجارب قضت بأن يوما من الايام، أو وقتا من الاوقات يرد فيه مكروه، فإن وطن نفسه على ذلك أساء، واذا سأل الله الخير واستعاذ به من الشر ومضى متوكلا ولم يتشاءم..لم يضره ما وجد فى نفسه من ذلك، وإلا فيؤاخذ به، لأن التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى بغير سبب محقق.
وربما وقع به ذلك المكروه الذى اعتقد بعينه عقوبة له على اعتقاده الفاسد، ولا تنافى بين ما ذكر وما رواه عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه.
منهى عنه شرعا
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الشؤم فى المرأة والدار والفرس ) وفى رواية عنه ايضا قال: ذكروا الشؤم عند النبى صلى الله عليه وسلم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( ان كان الشؤم فى شئ ففى الدار والمرأة والفرس )، ذ.لك لان الرسول صلواته وسلامه عليه يشير بهذا الى تخصيص الشؤم بمن تحصل منهم العداوة والفتنة، لا كما يفهم بعض الناس من التشاؤم بهذه الاشياء، أو أن لها تأثير وهى مالا يقول به أحد من العلماء.
ويؤيد هذا ما رواه الطبرانى: ان من شقاء المرء فى الدنيا سوء الدار والمرأة والدابة..وسوء الدار ضيق مساحتها وخبث جيرانها، وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء طبعها، وسوء المرأة عقم رحمها وسوء خلقها.
ومما سبق بيانه يعلم ان التشاؤم بالارقام والايام وغيرها منهى عنه شرعا، لأن الامور تجرى بأسبابها وبقدرة الله سبحانه وتعالى، ولا ارتباط لهذه الاشياء بخير يناله الانسان، أو شر يصيبه