رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم.. 71 عاما على إلغاء "البغاء" في مصر.. عندما مزقت العاهرات ملابس الوزير

صورة لرخص العاهرات
صورة لرخص العاهرات فى القرن الـ 19

جاهد الشيخ محمد مأمون الشناوى، شيخ الأزهر الأسبق، للعمل على إلغاء البغاء، وإلغاء بيوت الدعارة نهائيًّا فى مصر، كما ناهض بعض نواب البرلمان، وعلى رأسهم نائب باب الشعرية سيد جلال، وفى 1951 صدر الأمر الملكى بالقانون 68 لسنة 1951 بإلغاء الدعارة نهائيا ومكافحتها فى مصر، وفرض عقوبات على ممارسيها وأصحاب بيوتها.

رخصة وضريبة وكشف دوري

وقد بدأت مهنة ممارسة البغاء فى مصر مع قدوم الحملة الفرنسية فى القرن 17، وتم تقنينها بعمل رخص لبيوتها، بالإضافة إلى فرض ضريبة على امتهانها عام 1837، وأنشأ الخديو اسماعيل مستشفى الحوض المرصود للكشف الطبى الدوري على العاهرات، ثم صدرت لائحة البغاء عام 1905 فى عهد الخديو عباس، وبذلك تم تقنين البغاء وخضوعه لإشراف الدولة.

شوارع تمركز العاهرات فى القرن 19

وفى عام 1933، وقعت مصر معاهدات دولية فى باريس وجنيف خاصة بمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض ومحاربة الفجور والدعارة، فأوقفت مصر عملية منح رخص جديدة للعاهرات، خاصة مع وجود شوارع بأكملها انتشرت فيها هذه البيوت، مثل كلوت بك، وبولاق، ومنطقة باب الشعرية، وعماد الدين وشارع البركة. 

النائب سيد جلال الذى تمكن من إلغاء البغاء من مصر 

مقلب من النائب

وتقدم النائب البرلمانى سيد جلال عن حى باب الشعرية باقتراح فى مجلس النواب بإلغاء بيوت البغاء من مصر.. إلا أن الاقتراح رفض، فدبر النائب مقلبا باستدعاء وزير الشئون البلدية جلال فهيم إلى شارع كلوت بك لافتتاح أحد المشروعات الخيرية، إلا أنه ما إن وضع الوزير قدمه فى الشارع حتى سارعت العاهرات إليه ظنا منهن أنه أحد  الزبائن، فسقط طربوش الوزير، وتمزقت ملابسه فاستصدر أمرا عسكريا رقم 76 بإغلاق بيوت البغاء من مصر، فى 20 فبراير عام 1949، فخرجت العاهرات إلى الشوارع، وعددهن 700 رافضة للقرار، وباحثات عن لقمة العيش !!

الكشف الطبي الدوري 

فما كان من الحكومة إلا ان أنشأت دارًا للتائبات لإعالتهن لكن لم تلتحق بها واحدة منهن، وهناك مستندات فى دار المحفوظات منذ أكثر من 120 عامًا عن الرخص التى كانت تمنح للعاهرات، حيث انقسمت العاهرات إلى قسمين: العايقة وهى القوادة، والمقطورة وهى ممارِسة النشاط، وأمام كل اسم صورتها ورقم رخصتها، ومكان إقامتها، وتواريخ الكشف الطبى الدورى عليها.

وتبنت بعض الصحف فكرة الإبقاء على البغاء، وتزعم الكاتب الصحفى سلامة موسى  ـ رحل عام 1958 ـ الهجوم بمقالات ساخنة بجريدة "مصر" التى يرأس تحريرها؛ بحجة انتشار البغاء فى السر بدون رقابة أو تفتيش، وما يترتب عليه من انتشار الأمراض السرية.

توقف الهجوم 

ورد النائب سيد جلال عليه بأنه على كل مؤيد للبغاء التقدم بخمس سيدات من أسرته لممارسة البغاء، فتوقف الهجوم على القرار، وبعده بعامين 1951 صدرقرارعام بمكافحة البغاء، وفرض عقوبات الحبس على ممارسيه. 

الجريدة الرسمية