رئيس التحرير
عصام كامل

معاهدة الأمن الجماعي تبحث إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا

قوات روسية
قوات روسية

قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس، إن المنظمة، قد ترسل قوات لحفظ السلام إلى مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها المتمردون المدعومون من موسكو "إذا لزم الأمر".

والوضع في منطقتين، أعلنتا نفسيهما جمهوريتين مؤيدتين لروسيا في إقليم دونباس الأوكراني، على حافة الانفجار، بعد أن أعلن زعماء المتمردين التعبئة الكاملة لقواتهم، وطلبوا من المدنيين المغادرة إلى روسيا، بعد قصف تبادلت أوكرانيا والمتمردون الانفصاليون الاتهامات بشأنه.

وفي مقابلة أُجريت قبل بدء الإجلاء، قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومقرها موسكو، إن بإمكانها أن ترسل قوات لحفظ السلام إلى دونباس، "إذا كان هناك إجماع دولي على مثل هذا الانتشار".

وأضاف ستانيسلاف زاس لوكالة رويترز: "من الناحية الافتراضية، يمكنك تخيل ذلك (مثل هذا الانتشار) إذا كانت هناك نوايا حسنة من أوكرانيا، فهي أراض تابعة لها قبل أي شيء، ويوجد تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإذا كانت هناك حاجة لذلك، وكان هذا القرار مدعوما من قبل جميع حكوماتنا".

ونشرت المنظمة الشهر الماضي، ولأول مرة في تاريخها الممتد منذ 20 عاما، قوات في دولة سوفيتية سابقة، للمساعدة في قمع محاولة انقلاب في كازاخستان.

واعتبر زاس أن "المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في أوكرانيا"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن لدى المنظمة "قوة قوامها 17 ألف جندي في حالة تأهب دائم، وقوة حفظ سلام متخصصة قوامها نحو 4 آلاف جندي".


من ناحية أخرى نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن السلطات المحلية في جنوب غرب روسيا، قولها السبت إن قذيفة أصابت منزلا بقرية روسية قرب الحدود الأوكرانية، وأحدثت أضرارا في سطحه من دون أن يصاب أحد بأذى.


ونفت أوكرانيا بشدة تقريرين سابقين عن سقوط قذائفها على الأراضي الروسية قرب الحدود، ووصفتها بأنها أنباء زائفة.

وقالت كييف إن قوات الحكومة الأوكرانية لا تطلق النار، وإنها لا مصلحة لها في تصعيد التوتر المرتفع بالفعل.

ومن جهة أخرى، سقط عدد من قذائف الهاون داخل الأراضي الأوكرانية، السبت، وفق وكالة "فرانس برس".

وسقطت القذائف على بعد مئات الأمتار من مكان تواجد وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، حيث التقى صحفيين خلال جولة قام بها لجبهة القتال ضد المتمردين المدعومين من روسيا.

وأُجبر الوزير على الاختباء لدى انفجار القذائف، وذلك بعد وقت قصير من إدلائه بتصريحات لوسائل إعلام دولية، وفقما أفاد مراسلو "فرانس برس"، فيما لم يسجل سقوط أي ضحايا.

حلف الناتو

أفادت صحيفة Verdens Gang النرويجية بأن حلف الناتو قرر إجلاء مكتبه في العاصمة الأوكرانية كييف، بدعوى خطر "الغزو الروسي".

وذكرت الصحيفة اليوم السبت أن المكتب الإعلامي للناتو أكد لها نقل موظفي مكتب حلف شمال الأطلسي في كييف إلى العاصمة البلجيكية بروكسل ومدينة لفوف غرب أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الناتو ذكره في رسالة إلكترونية أن "الناتو والدول الأعضاء فيه تتابع عن كثب وتقيم الوضع وتتخذ كل الإجراءات الاحترازية الممكنة"، مشددا على أن "أمن الموظفين أولوية قصوى" بالنسبة للحلف.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا قد نقلت سفاراتها من كييف إلى لفوف، على الرغم من نفي روسيا مرارا وتكرارا وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا.

ويأتي ذلك على خلفية تصعيد التوترات العسكرية في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا، حيث تتبادل حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا اتهامات بمخالفة اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.

وأعلنت جمهوريتا دونباس التعبئة العامة وشرعتا في إجلاء مواطنيهما المدنيين إلى روسيا، محذرتين من أن قوات الحكومة الأوكرانية أنهت استعداداتها لشن هجوم واسع جديد عليهما.
 

الجريدة الرسمية