تحركات الفرصة الأخيرة.. ماكرون يهاتف بوتين الأحد.. وجونسون يدعو الغرب للتضامن
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساء أمس الجمعة أنه ”لا تزال هناك فرصة لتجنّب سفك للدماء لا داعي له“ في أوكرانيا، داعيًا الغربيين إلى ”التضامن“، وذلك قبيل توجّهه إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ الأمني.
وأكد داوننج ستريت أن روسيا واصلت تعزيز قواتها على الحدود مع أوكرانيا بسبعة آلاف جندي إضافي، رغم أن موسكو تؤكّد عكس ذلك.
من جهتها تتحدث الولايات المتحدة عن وجود 150 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا، وتعتقد أن هذا العدد قد يصل إلى 190 ألفا إذا تم احتساب القوات الانفصالية، وفقًا لمسؤول أميركي.وقال جونسون في بيان إنه ”لا تزال هناك فرصة لتجنب سفك للدماء لا داعي له، لكن الأمر يتطلب من الغربيين إظهار تضامن يتجاوز كل ما رأيناه في التاريخ الحديث“.
وأضاف الزعيم البريطاني الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ اليوم السبت ”يتعين على الحلفاء التحدث بصوت واحد للتأكيد للرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين على الثمن الباهظ الذي سيتوجب عليه دفعه. لا يزال ممكنا أن تسود الدبلوماسية“.ويعقد مؤتمر ميونيخ من الجمعة إلى الأحد في ذروة التوتر بين موسكو والغرب بشأن أوكرانيا.
من جانبه، يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفيًا الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والسبت مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما أعلن الإليزيه الجمعة، وذلك في محاولة منه ”لتجنّب الأسوأ“ في الأزمة بين موسكو وكييف.
وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ ”واجبنا هو تجنّب الأسوأ، نعتقد أنّه ما زالت لدينا الإمكانية لثني الرئيس بوتين عن المضيّ قدمًا نحو مهاجمة أوكرانيا“.
وشدّد الإليزيه على ضرورة ”تجربة كل شيء، والقيام بكل شيء حتى لا يحدث الأسوأ“، محذّرًا من ”خطر غزو روسي للأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة حكومة“ كييف، وليس فقط لتلك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.
وفي أعقاب محادثة جرت بين قادة ورؤساء حكومات أبرز الدول الغربية، قال مستشار للرئيس الفرنسي ”نعتقد أنه ما زالت لدينا إمكانية لثني الرئيس بوتين عن المضي قدمًا نحو الهجوم على أوكرانيا“.
وجمعت المكالمة بالإضافة إلى ماكرون كلًا من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ والرئيس البولندي أندريه دودا ونظيره الروماني كلاوس يوهانيس.
وشدّد الإليزيه على أنّه ”يجب أن نحاول كلّ شيء لتجنّب مواجهة ستكون مزعزعة لاستقرار أمن القارة الأوروبية ولروسيا وللشركاء الأوروبيين، وستضعنا في وضع جيوستراتيجي آخر إذا غزت روسيا أوكرانيا“.وشدّدت الرئاسة الفرنسية على أنّ الغربيين لم يرصدوا ”أيّ انسحاب للقوات الروسية“ المحتشدة على تخوم أوكرانيا، وذلك خلافًا لما أعلنته روسيا في الأيام الأخيرة.
واعتبر الإليزيه أنّ الزيارة التي سيجريها بوتين السبت لبيلاروس، جارة أوكرانيا، حيث تواصل القوات الروسية والبيلاروسية إجراء مناورات مشتركة ”هي مؤشر إلى تصعيد وليس إلى تهدئة“.
وانضمّت باريس إلى واشنطن ولندن بإعلانها أنّه ”ليس لديها شكّ“ في أن الهجمات الإلكترونية التي استهدفت أوكرانيا هذا الأسبوع ”مصدرها روسيا“.