بيع بلا ربح.. ارتفاع أسعار الخامات يشل صناعة الأعلاف.. وانكماش معدلات التربية يضاعف الأزمة
يعيش مصنعو أعلاف الدواجن مرحلة صعبة بسبب الارتفاع المطرد لأسعار المواد الخام خلال الأشهر الماضية إلى جانب تجمع عدد من العوامل الأخرى التي تسببت في تراجع الطلب نسبيًّا على الأعلاف بسبب الأزمات الأخيرة التي ضربت قطاع عريض من مربي الدواجن.
وقال المهندس إبراهيم الهدهد أحد كبار مصنعي الأعلاف بالدلتا إن صناعة الأعلاف تعاني في الوقت الحالي من الارتفاع المستمر لخامات الذرة الصفراء وبودرة الصويا كونهما أهم مكونات صناعة أعلاف الدواجن.
طن العلف بـ9 آلاف جنيه
موضحًا إلى أن طن العلف وصل سره الآن إلى 9 آلاف جنيه بسبب ارتفاع تكلفة التصنع وهو ما ترتب عليه انعدام الأرباح لدى المصنعين، إلى جانب ظهور تحدي آخر وهو انكماش سوق تجارة الدواجن، نتيجة تراجع في حجم تربية دواجن التسمين خلال الفترة الحالية بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها صغار المربين والذين يشكلون أغلب صناعة الدواجن في مصر، بسبب موجة حادة من أمراض الشتاء والتي تسببت في نفوق نسبة كبيرة من الدواجن وبالتالي أحجام المربين عن التربية مؤقتًا، وبالطبع هناك قلق أكبر من التأثيرات المتوقعة لأزمة الحرب الروسية الأوكرانية على تدفقات الخامات من الذرة والصويا حال استمرار حالة التوتر الحالية بين البلدين.
تراجع حركة البيع
وتابع: "المرحلة الحالية حساسة وصعبة جدا لأننا كمصنعين غير قادرين على تحصيل حقوقنا لدى المربين الذين يواجهون ظروف صعبة نتيجة خسائرهم المادية الكبيرة، بالإضافة لتراجع حركة البيع وارتفاع أسعار الخامات".
ولفت إلى أن طن الذرة الصفراء وصل سعره الآن إلى 5600 جنيه، بينما يقترب طن بودرة الصويا من 10 آلاف جنيه، وهي اسعار يصعب معها التصنيع بغرض تحقيق الربح.
شواهد الحرب غير مؤثرة
ومن جانبه أكد الحاج عوض عبد الظاهر مالك أحد أكبر مصانع الأعلاف في مصر، أن شواهد الحرب الروسية الأوكرانية لم تؤثر حتى الآن في صناعة الأعلاف في مصر، مشيرًا إلى أن الأسعار تضاعفت الآن عن نفس الفترة في العام الماضي بسبب الارتفاع العالمي لأسعار خامات الأعلاف سواء الذرة التي تمثل 65% من مكونات العلف أو الصويا والإضافات الأخرى.
موجات الجفاف
وأوضح أن أسباب الارتفاع المستمر في أسعار الخامات يرجع إلى موجات الجفاف التي ضربت عددًا من المناطق في الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وغيرها من دول الأمريكتين، التي تعتبر مناطق إستراتيجية في إنتاج الذرة والصويا.
وأشار إلى أن شركات تصنيع الأعلاف تبيع إنتاجها في الوقت الحالي بدون مكاسب تذكر نتيجة تأثر كل عناصر صناعة الدواجن بالأزمات الأخيرة، وأن بداية الخيط لتأثر سلسلة الإنتاج في الصناعة هو المربي الصغير الذي يعاني من خسائر كبيرة مثل معدلات النفوق الكبيرة في القطعان خلال فترة الشتاء والتي وصلت إلى 50% في عدد من المزارع، وتسببت في عجز المربين عن سداد ثمن مستلزمات الإنتاج التي أدخلوها في دورات التربية، وينسحب هذا التأثير على بقية المنظومة ومنها مصانع الأعلاف.
وتجدر الإشارة إلى موجة من القلق المتصاعد بين المحللين الاقتصاديين حول تأثر إمدادات الشرق الأوسط من الحبوب الأوكرانية والتي تمد الدول العربية وأفريقيا بقرابة 40% من احتياجاتها من إمدادات القمح والذرة خاصة مع موجات الجفاف والتغيرات المناخية التي ضربت مناطق شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى خلال الفترات الأخيرة وفقا لتقارير صحفية متخصصة.
ووفقًا لذات التقارير فأن من المتوقع أن تساهم أوكرانيا في 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير، و19% لبذور اللفت.