فى ذكرى استشهاد يوسف السباعي.. جبرتي العصر الذي دفع حياته ثمنا لجرأة السادات
لقب بفارس الرومانسية أثرى الحياة الأدبية بإبداعه وأعماله التى لا تنسى، كان أديبا روائيا وكاتبا صحفيا ووزيرا فنانا ومفكرا سياسيا وانسانا بسيطا وفارسا نبيلا واخيرا بطلا شهيدا، استشهد فى مثل هذا اليوم 18 فبراير 1978 الفنان يوسف السباعى برصاصات الإرهاب عند حضوره مؤتمر للتضامن الأفريقى الأسيوى فى قبرص.
ولد الأديب يوسف السباعى عام 1917 بحارة الروم حى الدرب الأحمر، وهو ابن المترجم محمد السباعي الذى كان أبا حنونا عصريا متفتحا مثقفا، وكانت مكتبته ونصائحه هى الأساس الأدبى للابن إضافة إلى حواديت جدته "نينة تحية، وتربى بحى السيدة زينب ".
تخرج من الكلية الحربية عام 1937، وعمل بسلاح الصواري ثم قائدا لسلاح الفرسان، وحصل على شهادة الأركان حرب عام 1944 فكانت نهاية المطاف لحياته العسكرية فقد سمح لنفسه بأن يطلق العنان لموهبته الأدبية التى كانت حبيسة أسوار الكلية الحربية، وحصل على دبلوم الصحافة عام 1952
الأعمال السينمائية
كتب يوسف السباعى اكثر من 50 رواية وفيلما ومسرحية وامضى نصف قرن فى بلاط صاحبة الجلالة التى دخلها من باب الأدب مما أحدث تآلفا مع قرائه وتحولت معظم اعماله الروائية الى افلام سينمائية ومعظمها أفلام رومانسية منها" إنى راحلة، بين الاطلال، شارع الحب ".
عكست روايات يوسف السباعى العديدة الحياة الشعبية فى مصر بكل مايدور فيها فوضع يده على جوهر المصرى فى صدقه وتدينه وانتمائه لوطنه فجاءت جميع مؤلفاته انعكاسا للواقع.
فصورت روايته السقا مات الحياة فى البيئة الشعبية كما عاشها فى الدرب الاحمر وكذلك اعماله الاخرى مثل: بين ابو الريش وجنينة ناميش،نابغه الميضا، نحن لا نزرع الشوك، وغيرها.
الاحداث السياسية
كما شغله الانسان فى احلامه وآماله ومشاعره الدافئة فجاءت رواياته “ بين الاطلال، رد قلبى، نادية، العمر لحظة” وغيرها لتواكب الاحداث بعد الثورة وما طرا على المجتمع من متغيرات سياسية واجتماعية، حتى وصفه الاديب نجيب محفوظ بـ جبرتى العصر وهو وصف دقيق، فرواية " ارض النفاق " تصور الفساد فى البلاد حتى ان احمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة تساءل فى دهشة كيف طبعت الرواية وكيف نشرت، "رد قلبى "تصور الاوضاع قبل الثورة حتى قيام الثورة، "طريق العودة" تسجل مأساة فلسطين، "جفت الدموع" حول حدث الوحدة بينمصر وسوريا،واشارت رواية "ليل له آخر"عن الانفصال بين البلدين ن وسجلت "العمر لحظة" نصراكتوبر.
يقول الأديب يوسف السباعى عن نفسه:أنا في رواياتي أقدم قطعا من حياتي، اقتطفها كما هي وألقي بها عارية مجردة لا أثر فيها لخيال قاص أو ابتكار لمؤلف.
كتابة القصة
عمل أستاذا لمادة التاريخ العسكرى، ثم مديرا للمتحف الحربي، وساهم مع مجموعة الضباط الأحرار فى قيام ثورة يوليو، وبعد أن كتب روايته "رد قلبى " ولاقت رواجا أدبيا وسينمائيا تفرغ السباعى للأدب وأصبح من أشهر كتاب القصة.
الكتابة الصحفية
اتجه الى الكتابة بالصحف والمجلات فبدأ بكتابة تعليق عسكري أسبوعى بجريدة "آخر خبر" تبعها بترجمة احدى القصص الاجنبية، ومنها برع كقصاص فى مجلة مسامرات الجيب فنشر فيها عام 1950 مجموعته القصصية الأولى "بين أبو الريش وجنينة ناميش"، وبعد أن تعرف على الكاتب أحمد قاسم جودة اتجه إلى الكتابة فى جريدة الكتلة فنشر فيها روايتان هما: يا أمة ضحكت، أرض النفاق.
ساهم فى انشاء عدد من المؤسسات الثقافية ورأس اغلبها مثل نادي القصة ونادي الأدباء والمجلس الأعلى للفنون والآداب بالمشاركة مع الأديب إحسان عبد القدوس،اتحاد الكتاب، كما تولى رئاسة إدارة وتحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف، دار الهلال، آخر ساعة، مؤسسة الأهرام وتولى وزارة الثقافة المصرية وانتخب نقيبا للصحفيين عام 1977 وهو آخر منصب تقلده.
سافر مع الرئيس السادات الى القدس من اجل معاهدة السلام وهو وزيرا للثقافة وبسبب هذه الزيارة تم اغتياله فى قبرص أثناء حضوره المؤتمر الأفرو أسيوى على ايدى فلسطينيان فى فبراير 1978 فى بهو الفندق.