الذكرى 13 لرحيله
فى ذكرى رحيله.. الطيب صالح ينفي عن نفسه صفة المهاجر
أديب عربى سودانى عرف باسم عبقرى الرواية العربية، أول قصة كتبها فى حياته كانت قصة "نخلة على الجدول"، خرج من السودان مهاجرا إلى لندن في سنوات شبابه الأولى، وعاش هناك، واتهم بأنه ترك السودان وهى فى ظل الاحتلال، هو الأديب السودانى الطيب صالح الذى رحل فى مثل هذا اليوم عام 2009.
كان الطيب صالح قد نشر رواية موسم الهجرة للشمال فى روايات الهلال وهى بداية انطلاق الطيب صالح.. إنها شهادة ميلاده الحقيقية، إلا أنه تعرض لهجوم اخوانى شأنه شأن الكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين باتهامه بالهجرة الى بلاد الافرنج فى وقت عاش فيه السودان فى أزمات.
ويرد الطيب الصالح على مهاجميه بتركه السودان إلى أوروبا فقال: “كلمة هجرة لا تنطبق علي، لم أهاجر لكني سافرت إلى لندن، فقد كانت لدي رغبة في مواصلة دراستي هناك، كان والدي وعدني بأني لو حصلت على درجات عليا في اللغة الانجليزية بالثانوية، سوف يرسلني للدراسة بجامعة اكسفورد أو كمبريدج، إلا أنه رفض بعد ذلك خوفًا علي، ورضخت للأمر الواقع؛ لكن حين أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية طلب مذيعين قدمت أوراقي، وذهبت إلى هناك ولم أترك السودان بشكل متعمد، وتغيرت الأمور في غيابي، فقد استقل السودان وخرج الإنجليز”.
وأضاف: ورغم أني لا أعرف لماذا يلازمني الإحساس بأني تنكرت لبيئتي الحقيقية، وكان يجب أن أظل بالسودان مهما كان، وكانت أزمة لكني تحولت دون أن أقصد إلى مراقب، حتى الكتابة جاءتني بالصدفة، وبدلًا من أن أشارك تحولت إلى مراقب من بعيد، وكنت أحضر إلى السودان على فترات لتعويض الغياب.
الهجرة إلى الشمال
وعندما زعم الإخوان أن رواية صالح (موسم الهجرة إلى الشمال) تهين الهوية الإسلامية وتقدم محتوى جنسي، فرد عليهم الطيب صالح مؤكدا أنهم يتوهمون امتلاك مفاتيح الجنة، وكأن الله أعطاها لهم واتهمهم بأنهم فئة مغرورة ضيعت البلاد العربية وضيعت السودان خاصة في أباطيل كثيرة.
عن الكتابة يقول الأديب الطيب الصالح:لست من المؤمنين بأن الكتابة هى الغاية ويجب أن نضحى من أجلها، فالكتابة ليست سهلة إنها لعنة، إنها تلتهم الحياة لأن الفن يلتهم الحياة.
ويضرب الطيب الصالح مثلا نجيب محفوظ فيقول: رجل نذر نفسه للفن الروائى وقدم نفسه ضحية والنتيجة كانت مأساوية وهو حاول أن يتجنب المأساة لكنه لم يسافر ولم يخرج من مصر.. رتب حياته بصرامة شديدة، فأصبحت الكتابة هى الهدف والتهم الفن حياته.
وحول توقفه عن الكتابة قال الطيب صالح: أنا ما زلت لا أشعر بأننى كاتب، لا أحس بعد أنني كتبت كل ما أريد أن أكتبه وأنا لم أتوقف عن الكتابة لكن توقفت عن كتابة الرواية تحديدا ولدى كتابات فى النقد والرحلات والتاريخ، ولأن الكتابة نشاط إلى جانب عدة أنشطة فى الحياة فليست هى الشيء الوحيد فى حياتى فأنا أحب السفر وأحب القراءة، استمع إلى الموسيقى وأتحدث مع الناس.