رئيس التحرير
عصام كامل

هذا هو شوقى غريب؟ فمن أنتم؟

مثل غيرى تلقيت بيان اتحاد الكرة بشأن الإدارة الفنية للمنتخب الأوليمبى بقيادة الكابتن شوقي غريب، غير أنى قلبت رأسى يمينا ويسارا، لعلى أفهم عبارة سقطت على العقل والمنطق سقوط الصخرة الصماء. 

قال البيان: إنه يشكر شوقي غريب ومعاونيه بمعنى أنه تقرر الاستغناء عن خدماتهم جميعا فما السبب؟ السبب جاء في كلمتين جامدتين "توفيرا للنفقات".

 

فهمت من البيان أن السادة في اتحاد الكرة قرروا الاستغناء عن شوقي غريب دون اتصال يليق به أو حوار معه أو تكريم يليق بالاتحاد وبما قدمه الرجل من خدمات. 

والمعنى الضمنى أننا أمام إهانة مقصودة وموجهة إلي شوقي غريب ومعاونيه من قبل اتحاد الكرة، والاتحاد لمن لا يعرف هو القائم على شئون الكرة في مصر وهو في ذات الوقت اتحاد منتخب، والمنتخبون لابد وأن تتوافر فيهم صفات منها الفهم الكامل والتخطيط الشامل والقدرة على منح المجتهدين حقوقهم وتقديم صورة مثالية للأداء وإدارة النشاط.

ما فهمته من البيان أنهم اجتمعوا وتدارسوا وقرروا ونفذوا ما قرروا، وحدود علمى وعلم العامة أن بالاتحاد أسماء مقدرة ومحترمة تعرف المعنى السامى للقيم الرياضية، وهو ما يتعارض مع ما اتخذوه من قرارات تحت شعار لطيف اسمه "توفيرا للنفقات".

 

 دور شوقي غريب

 

قبل هذا وذاك هل ناقشوا في اجتماعهم ما قدمه شوقي غريب لبلاده.. شوقي لمن لا يعرف من أعضاء الاتحاد الموقر.. واحد من نجوم مصر الفائزين ببطولة أفريقيا عام ١٩٨٦، كلاعب كان له دور ملموس ولا أحد ينسى هدفه في كوت ديفوار، وكمدرب حقق لأول وآخر مرة الفوز بالأمم الإفريقية للناشئين عام ١٩٩٧م ببتسوانا وكان وقتها مساعدا للدكتور محمد على.

 

ووقفت مصر على منصة التتويج العالمية ببرونزية مونديال الأرجنتين عام ٢٠٠١م ، وهي المرة الوحيدة في تاريخ الكرة المصرية الممتد علي مدار قرن من الزمان أن يقف فريق مصري علي منصة تتويج الفيفا، وكان شوقي غريب وقتها مديرا فنيا للفريق.. وحقق مع المعلم حسن شحاتة الفوز بالأمم الإفريقية أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠ وارتقى المنتخب الوطني في عهدهما للمركز التاسع في تصنيف الفيفا لأول وآخر مرة في تاريخ كرة القدم المصرية.

 

لم يتوقف إنجاز الرجل الذي طردناه بتلك الطريقة المهينة عند هذا الحد، فقد حصل على أفضل مدير فنى عام ٢٠١٩م من الكاف في بطولة الأمم الإفريقية للمنتخبات الأولمبية بعد أن قاد مصر للفوز بها.

هل انتهي دور شوقي غريب؟.. لا لم ينته فمن تابع منتخب مصر في الأمم الإفريقية الأخيرة ربما لا يعرف أن تسعة من منتخب مصر هم من أولاد شوقي غريب وتلامذته وتربيته.

 

شوقي غريب هو أحد القلائل الذين لا يتجاوزون اليد الواحدة الذين فازوا بالأمم الإفريقية لاعبا ومدربا، والمصري الوحيد فقط الذي شارك في الدورة الأوليمبية لوس أنجلوس 84 لاعبا، وشارك مديرا فنيا في طوكيو 2020.

 

 

هو نفسه شوقي غريب الذي توج بخمسة أوسمة من ثلاث رؤساء جمهورية، آخرهم وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد قيادته لأبناء مصر للفوز ببطولة الأمم الإفريقية للمنتخبات الأوليمبية لأول مرة في تاريخ مصر..

هذا هو شوقي غريب الذي كان يجب تكريمه حتى لو أردنا توفير النفقات.. هذا هو شوقي غريب فمن أنتم؟!

الجريدة الرسمية