وزير السياحة بندوة مجلس الأعمال المصري الكندي: سن مشروعات قوانين غير مسبوقة.. ويكشف مفاجآت 2022
شارك الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، مساء اليوم الأربعاء، في الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي عن "مستقبل السياحة المصرية وسط التحديات الراهنة" والتي تناولت ما حققه القطاع السياحي المصري خلال الفترة الماضية، وما تبنته وزارة السياحة والآثار من إستراتيجيات وخطط لمواجهة تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا وكسب ثقة دول العالم في المقصد السياحي المصري واستئناف حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
وحضر الندوة محافظ القاهرة، وعدد من سفراء الدول الأجنبية بمصر والشخصيات العامة، ونائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، والرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، ومساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الفنية.
وخلال الندوة، استعرض الدكتور خالد العناني، من خلال عرض تقديمي، نبذة عن كافة القطاعات والهيئات بالوزارة، والهيكل التنظيمي لها من هيئات وقطاعات وإدارات.
قانون حماية الآثار
كما تحدث عن أبرز التطورات التي شهدها قطاع السياحة والآثار خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى بعض الإجراءات التشريعية ذات الصلة بقطاع السياحة والآثار ومنها تعديل قانون حماية الآثار مرتين في عامي 2018 و2020 لتغليظ عقوبة سرقة الآثار وتهريبها ومحاربة الحفر خلسة وتسلق أثر وغيرها، بالإضافة إلى إصدار قوانين إنشاء هيئتين اقتصاديتين وهما هيئة المتحف المصري الكبير عام 2020 وهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2021، بالإضافة إلى موافقة مجلس النواب على قانون صندوق دعم السياحة والآثار لتعظيم دخل الصندوق، وقانون المنشآت الفندقية والسياحية للتسهيل على المستثمرين لإنهاء التراخيص، واللذان لم يتم تعديلهما منذ سبعينات القرن الماضي.
كما استعرض الوزير معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة من 2010 وحتى الآن، كما أشار إلى الجهود التي بذلتها الدولة لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا واستئناف الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من تطبيق إجراءات احترازية وضوابط سلامة صحية في المنشآت الفندقية والسياحية والمتاحف والمواقع الأثرية والمطارات والأنشطة السياحية المختلفة، والشركات الدولية المتخصصة والتي تقوم بمراجعة الاشتراطات الصحية بالمنشآت الفندقية، بالإضافة إلى تطعيم جميع العاملين بالقطاع السياحي، ما اكسب ثقة دول العالم في المقصد السياحي المصري.
وتحدث الوزير عن إستراتيجية الوزارة للتنمية المستدامة وأهدافها في إطار رؤية مصر 2030، حيث إنها تعمل على النهوض بقطاعي السياحة والآثار في مصر والاستغلال الأمثل لموارد الدولة السياحية والطبيعية والبشرية والأثرية والعمل على ضمان استدامتهما، وتوفير بنية تحتية وخدمية متميزة ومتطورة بهما لزيادة القدرة التنافسية لمصر، من خلال تشجيع فرص الاستثمار ورفع كفاءة العنصر البشرى واستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة.
وذلك من خلال أطر مؤسسية وتشريعية لمواكبة التطور العالمي، مع تطبيق أفضل السبل للترويج والتنشيط السياحي محليًّا ودوليًّا لجذب أكبر عدد من السائحين من مختلف الأسواق وكافة الفئات خاصة ذات الإنفاق المرتفع، وتشجيع السياحة الداخلية وزيادة الوعى السياحي والأثري، والقيام بأعمال الحفائر الأثرية وتنفيذ مشروعات تأمين وترميم وصيانة الآثار وبناء وتطوير المتاحف بمختلف أنحاء الجمهورية.
مبادرات البنك المركزي
وأشار إلى دعم الدولة للقطاع السياحي، ومبادرات البنك البنك المركزي المصري لدعم القطاع.
كما أشار الوزير إلى الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الوزارة للسائحين من بينها تخصيص خط ساخن للوزارة لتلقى مقترحاتهم وشكواهم والرد على استفساراتهم، بالإضافة إلى تفعيل خدمة الرسائل النصية للسائحين عند وصولهم لمصر للترحيب بهم وتعريفهم برقم الخط الساخن للوزارة وأرقام الطوارئ الأخرى، بالإضافة إلى إصدار تذاكر إلكترونية لدخول المتاحف والمواقع الاثرية، مشيرا إلى أن هناك ٧٤ جنسية يمكنها الحصول على التأشيرة السياحية إلى مصر إلكترونيًا، أو منحهم التأشيرة الاضطرارية عند الوصول إلى المنافذ المصرية.
وتحدث عن ملامح الاستراتيجية الإعلامية للترويج للسياحي لمصر والتي تهدف إلى إظهار المقصد السياحي المصري كمقصد شاب نابض بالحياة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على المقومات السياحية للمقصد السياحي المصري وأنماطه ومنتجاته المتنوعة والتي يتميز بها، بالاضافة الى إطلاق عدد من الحملات الترويجية الإلكترونية على منصات التواصل الإجتماعي المختلفة بعدد من الأسواق السياحية الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر والتي من بينها حملة (Sunny Christmas) الكريسماس المشرق للترويج للمقصد السياحي المصري لموسم شتاء 2022، والحملة التي تم إطلاقها للترويج للمقصد السياحي المصري في السوق الروسي، والتي فازت فيها مصر بأفضل حملة ترويجية تم إطلاقها على منصات التواصل الاجتماعي في روسيا.
كما فازت مصر بجائزة أفضل فيلم دعائي في الشرق الأوسط لفئة القصص الاستثنائية عن السياحة المستدامة، وذلك خلال المسابقة الدولية التي أطلقتها منظمة السياحة العالمية.
وقال إن احتفاليتي موكب المومياوات الملكية والأقصر طريق الكباش وما لهما من تأثير كبير في الترويج للسياحة المصرية وخلق مزيد من الشغف لدى شعوب العالم لزيارة مصر ومشاهدة الآثار المصرية العريقة، بالإضافة إلى أنها ساهمت في رفع الوعي السياحي والأثري لدى جموع الشعب المصري، كما تمت استضافة العديد من المدونين والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف دول العالم ممن يتمتعون بنسبة متابعة عالية لزيارة المقصد السياحي المصري والترويج له.
هذا بالإضافة إلى تنظيم زيارات لعدد من سفراء دول العالم لحضور عدد من الفعاليات التي تنظمها الوزارة والذين ساهموا أيضا في الترويج للمقصد المصري حيث قام سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالقاهرة بنشر أكثر من 20 فيلمًا قصيرًا للترويج للأماكن السياحية والأثرية المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وبسفارات بلادهم.
معارض الآثار
وأوضح أن المعارض والبورصات السياحية الدولية التي شاركت بها الوزارة مؤخرا، بالإضافة إلى معارض الآثار الخارجية المؤقتة وما لها من دور في الترويج السياحي لمصر والتي من بينها معرض آثار الملك توت الملك عنخ آمون بأمريكا وفرنسا وإنجلترا من ٢٠١٨ وحتى ٢٠٢٠، ومعرض "ملوك الشمس" الذي أقيم بالمتحف القومي بالعاصمة التشيكية براغ عام 2020، ومعرض "رمسيس وذهب الفراعنة" المُقام حاليًّا بمتحف هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركة الوزارة في معرض إكسبو دبي 2020 بتابوت آثري للعرض بالجناح المصري المقام بالمعرض.
كما أشار إلى أعمال تطوير مطاري سفنكس وسانت كاترين، لافتا إلى حصول 9 مطارات مصرية على شهادة الاعتماد الصحي للسفر الآمن الممنوحة من المجلس العالمي للمطارات ACI، مؤكدًا جهود الوزارة نحو تحويل القطاع السياحي المصري إلى قطاع صديق للبيئة ما يأتي تماشيًا مع أهداف إستراتيجية التنمية المستدامة للوزارة ورؤية مصر ٢٠٣٠ للحفاظ على التوازن البيئي واستدامة النشاط السياحي والأثري، وأن هذه الجهود لا تتزامن فقط مع الاستعدادات الخاصة لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ " COP27"، ولكن لتحويل القطاع السياحي إلى قطاع يطبق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة وفقا لمفهوم السياحة المستدامة، مشيرا الى حملة ECO Egypt " إيكو إيجيبت" والتي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة البيئة للترويج للسياحة البيئية محليا دوليا، لافتًا إلى حرص الوزارة على دعم السياحة البيئية المسؤولة والمستدامة والتي تهدف إلى الحفاظ على البيئة من أجل التحول الأخضر.
وأكد دور الوزارة وحرصها على رفع الوعي السياحي والأثري لدى كافة فئات المجتمع وخاصة الشباب والأطفال بالإضافة إلى اهتمامها بإشراك المجتمعات المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية في عملية التنمية المستدامة وتعزيز المشاركة المجتمعية ورفع كفاءة الموارد البشرية، هذا إلى جانب اهتمام الوزارة بالحرف اليدوية والتراثية.
رفع كفاءة الخدمات السياحية
كما سلط الضوء على جهود الوزارة لتطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة للزائرين بالمتاحف والمواقع الأثرية وإتاحتها للسياحة الميسرة والتي من بينها تطوير الخدمات بقصر البارون إمبان، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، ومعابد الكرنك وفيلة وأبو سمبل، ومنطقة آثار سقارة، والمتحف المصري بالتحرير، وما يتم بمنطقة أهرامات الجيزة وافتتاح أول مطعم بها وأول سيارة تعمل بالطاقة الصديقة للبيئة لنقل الزائرين داخل المنطقة، كما أشار إلى أنه تم تطبيق منظومة التذاكر الإلكترونية في 14 متحفًا وموقعًا أثريًّا.
كما ألقى الضوء على أهم الاكتشافات الأثرية التي تمت مؤخرًا، والتي من بينها الكشف عن 159 تابوتًا أثريًّا بمنطقة آثار سقارة، بالإضافة إلى الافتتاحات الأثرية التي تمت خلال الفترة الأخيرة والتي من بينها متحف المركبات الملكية ببولاق، ومسجد الفتح الأثري في عابدين بالقاهرة، والمعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبي بالإسكندرية، وافتتاح مشروع ترميم هرم زوسر المدرج، ومتحفي شرم الشيخ والغردقة، بالإضافة إلى افتتاح وتطوير ثلاثة مواقع على مسار العائلة المقدسة وهى موقع سمنود بمحافظة الغربية، وموقع تل بسطا بمحافظة الشرقية، وموقع كنيسة السيدة العذراء مريم بسخا بمحافظة كفر الشيخ، لافتًا إلى أنه جار تطوير وترميم باقي المناطق الواقعة على المسار.
كما أشار الوزير إلى الافتتاحات الأثرية الوشيكة والتي من بينها قصر محمد على بشبرا، ومتحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، والمتحف المصري الكبير، حيث استعرض الوزير آخر مستجدات الأعمال بالمتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن عام 2022 هو عام استثنائي ومميز حيث سيشهد مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكذلك مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات.