الحقنا بنتحرق.. مأساة عاشتها أسرة حريق شقة شارع مراد بالجيزة
نشب حريق كبير داخل شقة في الجيزة، أسفر عن مصرع ٣ أطفال، وترك الأم والابن الناجي يصارعان الموت في مستشفى أم المصريين.
هذه المأساة كشفتها تحقيقات النيابة والتي عكست حجم المأساة واللحظات المرعبة التي عاشتها العائلة المنكوبة جراء الحريق.
بحسب ما أكده الأب المكلوم فعندما شعرت زوجته بدخان الحريق أمسكت هاتفها لتستغيث به بعدما توقف عقلها عن التصرف، وما أن رد الزوج على الهاتف إلا ليسمع صرخات وصوتا بأسا خائفا: الحقنا أحنا بنتحرق.
ثم اتصلت على شقيقها لتردد نفس الكلمات بحسب ما أكده في شهادته، وهب الشقيق والزوج مسرعين إلى المنزل ليجدا أمامهما مأساة مفجعة، نيران مشتعلة وصرخات أهالي المنطقة، وأصوات سيارات المطافئ والإسعاف.
حريق شارع مراد بالجيزة
كانت غرفة عمليات شرطة النجدة بالجيزة تلقت بلاغا من الأهالى يفيد نشوب حريق داخل شقة سكنية بشارع مراد بالجيزة، ودفعت الحماية المدنية بالجيزة بـ5 سيارات إطفاء لمكان الحريق لمحاولة إخماده.
وتم فرض كردون أمني لمحاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المجاورات وتمت السيطرة على الحريق.
وبالفحص تبين مصرع "هايدي مصطفى الأمير" 6 سنوات، وشقيقيها "محمد" 6 سنوات، "نورهان" 8 سنوات، وإصابة شقيقهم الرابع "مصطفى" ووالدتهم "هنية ربيع حسين" 41 سنة، بحالة اختناق، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، ونقل الجثث إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وكشفت التحريات الأولية أن ماسا كهربائيا وراء اندلاع الحريق وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
وطلبت نيابة الجيزة الاستعلام عن حالة الشقيق الرابع والأم، وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة والاستماع لأقوال الشهود في الواقعة للوقوف على أسباب وملابسات الحادث.
الحماية المدنية
وقالت إدارة الحماية المدنية، إنه قد تتزايد الحرائق، لوجود مجموعة من الأخطاء التي يرتكبها قاطنو الشقق والعقارات السكنية، تؤدى إلى اندلاع الحرائق، منها عدم وجود فتحات تهوية سواء فى الشقق أو داخل المخازن التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.
وتشدد الإدارة على عدم استعمال أسلاك كهربائية مقلدة لا تتحمل الضغوط وتؤدى لنشوب حرائق بسبب الماس الكهربي، بالإضافة إلى الأحمال الزائدة، بسبب تشغيل الأجهزة الكهربائية، وتخزين مواد سريعة الاشتعال بجوار مصدر حراري.
وتشير الإدارة إلى أن هناك أخطاء متكررة للحرائق منها كثرة اللجوء لوصلات الكهرباء العشوائية التي تؤدي للحرائق، والتدخين عند الشعور بالنعاس وعدم التأكد من إطفاء السيجارة، وترك الشموع أو أعواد الكبريت فى متناول الأطفال، واستخدم الماء فى حرائق الزيت المشتعلة، واستخدام أعواد الكبريت لاختبار تسرب الغاز، والأفضل استبدال الصابون به.
وحول إجراءات الوقاية من الحرائق فتكون عن طريق: التفتيش والفحص الدوري على أماكن العمل وإذ يعتبر التفتيش بطريقة دورية على مواقع العمل حتى وإن كانت مصممة ضد الحرائق والوقاية منها من أهم الإجراءات الوقائية ضد الحرائق.
ووضع نظام أمان بالمبنى وذلك كتركيب عدد من طفايات الحريق بأكثر من مكان بالمبنى ووضع إرشادات للسلامة الأمنية والالتزام بها للحد من خطر نشوب الحرائق.
ويتم تركيب نظام الإنذار الأتوماتيكي أو التلقائي في المباني وتستخدم أنظمة الإنذار الأتوماتيكية في الأماكن والقاعات التي تتزايد احتمالات حدوث الحرائق بها وما قد تنجم عنه من خسائر.
وتعمل أجهزة الإنذار الأتوماتيكية حال وقوع حريق على اختصار الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه ما يفسح المجال أمام سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة والسيطرة على الحريق وبالتالي تقليل حجم الخسائر الناجمة عنه.