الأقصر السينمائي والسياحة الغائبة
في حواره مع إحدى الصحف تحدث السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر السينمائي بكلمات تنضح بالمرارة عن دور وزارة السياحة في دعم المهرجان الذى يقام في مدينة الأقصر الشهر المقبل، كشف سيد فؤاد عن تراجع دعم وزارة السياحة للمهرجان على مدار السنوات الأخيرة رغم دوره السياحي المهم جدا بجانب دوره الفني بل والسياسي خصوصا في هذه المرحلة.
سيد فؤاد أكد على أن المهرجان في دورته الجديدة يرفع شعار إعادة اكتشاف مصر، ويحتفل مهرجان الأقصر السينمائي بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، كما مر ٢٠٠ عام على فك رموز حجر رشيد، بالإضافة لإلقاء الضوء على طريق الكباش بعد افتتاحه بحضور قرابة ٢٠٠ ضيف عربي وإفريقي، ورغم ذلك فالمهرجان يحظى بميزانية ضئيلة جدا لا تتناسب مع قيمة المهرجان، في حين أن مهرجان مثل القاهرة السينمائي يتم دعمه بـ٥٠ مليون جنيه.
والأمر فعلا مثير للحزن والمرارة فمع كل التقدير للمهرجانات الآخرى إلا أن مهرجان الأقصر السينمائي حالة خاصة جدا بالفعل، فهو نافذة تواصل افريقي بامتياز في ظرف تاريخي حساس، وهو أيضا داعم لخطط الدولة فيما يخص التعامل مع أكبر متحف مفتوح في العالم، وهو ما تجلى مؤخرا في افتتاح طريق الكباش وغيره من المشاريع التطويرية الآخرى ناهيك عن إتاحة التصوير والتدريب ودعم الموهوبين في مجال التدريب السينمائي والورش المجانية.
المهرجان الذي يقدم هذه الدورة ٦٧ فيلما عالميا منها ٣٠% منها تعرض للمرة الأولى عالميا، و٥ أفلام تمثل مصر، وسيتم إفتتاح مهرجان الأقصر السينمائي في معبد الأقصر، لذا فهو يحتاج نظرة مختلفة تماما من الدولة وخصوصا وزارة السياحة التي يبدو أن بعض موظفيها يتقاعسون عن تنفيذ توجيهات الرئيس بخصوص الأقصر عموما والأقصر السينمائي الإفريقي خصوصا، وهو أمر يحتاج لتحرك فوري لإنقاذ هذا المهرجان الهام بكل المقاييس من المعاناة السنوية رغم إصرار القائمين عليه على إقامته بأفضل صورة مشرفة لمصر وسط معاناة حقيقية دون كلل وفي صمت وتعفف واضح.
