السُحت الإلكتروني.. عالم أزهري: التحايل على أموال الناس بالباطل من الكبائر
حذرت الشريعة الإسلامية أتباعها من استحلال أموال الناس بغير حق، ومن اتباع الطرق غير الشرعية لسلب الأموال والتربح من أجل الوصول إلى الغنى السريع، وفى السنة النبوية المشرفة نجد أحاديث كثيرة حذر فيها النبى -صلى الله عليه وسلم- من أكل أموال الناس بالباطل، متوعدًا من يسلك بالعذاب الأليم فى الدنيا والآخرة، كما دعا النبى الأمين أمته إلى أن يكون لديهم من الحذر والحيطة ما يمكنهم من عدم الوقوع فريسة لأصحاب الأطماع ومن يسعون لغش الناس.
من جانبه قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديث فى جامعة الأزهر، إن النبى -صلى الله عليه وسلم-: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس"، وطرق استحلال المال تكون عن طريق كسب مشروع وأن تكون المعاملة محل التعاقد مشروعة، وإذا خلت من هذين الشرطين تكون من باب أكل أموال الناس بالباطل، ومن ذلك ما يسمى بالتحايل الإلكترونى على الناس، وهو نوع من أنواع الجريمة التى يعاقب عليها القانون تحت مسمى النصب.
احتيال وكبيرة
مؤكدا أن الإسلام ضد كل صور النصب والاحتيال والغش والتدليس، وقال -عليه الصلاة والسلام: “من غشنا فليس منا”، والنصب الإلكترونى يعد من أعلى أنواع الغش، كما أنه يترتب عليه أكل أموال الناس بالباطل، وبالتالى كل كسب لا يقابله عمل مشروع فهو غير جائز، وذلك لأن المال لا بد وأن يقابله عمل، سواء كان ذهنيا أو بدنيا، وهذا المال الذى يتم الحصول عليه فى عمليات النصب تلك يكون من غير عمل، ويعرض صاحبه للعذاب الأليم وللعقوبة الشرعية فى الدنيا بسبب أكل "السحت"، والنبى -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به»، ولا شك أن هؤلاء يأكلون سحتًا بهذه الأساليب الرخيصة غير المشروعة فى أكل أموال الناس بالباطل.
وأضاف العشماوى فى تصريح خاص لـ“فيتو” أن من الصعوبة بمكان السيطرة على الوسائل الإلكترونية الحديثة التى تسهل عمليات النصب الإلكترونى، على الرغم من المجهودات الكبيرة التى تبذلها الدولة والمؤسسات المعنية فى حماية أمن المواطن، وأن الأمر الذى يعول عليه هنا هو وعى المواطن، وأن يكون لديه من الدراية ما يمنعه من الوقوع فريسة لأصحاب تلك العمليات، خاصة أنه يصعب على الدولة أن تقوم بحماية كل مواطن من “الاستغفال”.
وفى نفس الوقت فإن الدولة تقوم بما عليها وتضع رسائل تحذيرية وتوعية للمواطنين عبر الوسائل المختلفة لكنها لن تتدخل فى حماية كل من مواطن من فخ نصب له للوقوع ضحية لإحدى عمليات النصب والرهان هنا يكون على ذكاء المواطن نفسه ويكون لديه حرص بعدم الإدلاء ببياناته الشخصية والبنكية لأى جهة غير معلومة بالنسبة له، وأوضح أستاذ الحديث فى جامعة الأزهر أن الوسائل الإلكترونية الحديثة تعد سلاحا ذا حدين، وأن من أسوأ صور استخدامها هو عمليات النصب الإلكترونى.
بجانب الأمور الأخرى التى أصبحنا نراها مؤخرًا من هدم مكارم الفضيلة وابتزاز الناس والإساءة للأخلاق، ويعد النصب الإلكترونى أحد أسوأ استغلال تلك الوسائل الحديثة، لافتا إلى أنه يجب على كافة المؤسسات المعنية بتوعية المواطنين سواء أكانت مؤسسة دينية أو أمنية أو اجتماعية أن تقوم بدورها وتزيد من عملية الوعى لدى المواطنين بحيث يعلم خطورة هذه الظواهر ويجيد كيفية التعامل معها فى حال وقوعه فريسة لإحدى عمليات النصب الإلكتروني.
شروط توظيف الأموال
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: توظيف الأموال له شروطه الدينية، وله أصوله ومصادره، وليس بمثل هذه السذاجة، ولا بد أن تكون جهة رسمية مأمونة الجانب أعطى لها الأموال كى تستثمرها.
وأضافت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر فى تصريح خاص لـ"فيتو"، أن إلقاء المال دون أي ضمان لأحد التطبيقات الإلكترونية كى تُعيدها له بالأرباح ليس مسألة حلال أو حرام فقط، ولكنها نوع من الفوضى والإهمال.
نقلًا عن العدد الورقي…،