99 عاما على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. أسرار من حياة الفرعون الشاب.. وسبب وفاته في سن مبكرة
في يوم 16 فبراير عام 1923 تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.
والحقيقة أن تلك الضجة الواسعة ليست لها علاقة بإنجازاته أو بالحروب اللى انتصرت فيها مصر بحكمه مثل فراعنة آخرين؛ لكن في الحقيقة كانت لأسباب أخرى تعتبر مهمة بالنسبة للتاريخ والمؤرخين ومن أهمها اكتشاف مقبرته وكل كنوزه سليمة لا شيء منها مخرب أو مسروق وذلك بالإضافة إلى موته في سن صغير خصوصًا أنهم وجدوا كسورًا في العظم والفخذ والرأس، وأسباب أخرى بعد موته زادت غموض حكاية وفاته فى سن صغير مثل زواج زوجته بوزير من وزرائه والذي أعلن نفسه فرعون من بعده.
توليه الحكم
كان توت عنخ أمون بعمر التاسعة عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة يعني "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة.
عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد. وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.
وفاة توت عنخ امون
سبب موت توت عنخ آمون حالة من اللغز من قبل العلماء والمستكشفون، حيث ظهرت العديد من النظريات المطروحة، هل كان ضحية للملاريا؟ أو الغرغرينا أثر كسر في الساق؟ أم دهس من قبل عربة؟ ربما اغتيل بسبب الفتحة الموجودة في الرأس؟ وأوضح عالم الآثار زاهي حواس أن سبب موت توت عنخ آمون كان كسر في الساق سببه له التهاب وأدى إلى وفاته، والفتحه الموجودة في رأسه بسبب التحنيط.
وهناك اعتقاد آخر سائد أن وفاة توت عنخ أمون لم تكن لأسباب مرضية وانما قد تكون من جراء عملية اغتيال قام الوزير خبرخبرو رع آي بتدبيرها وهناك العديد من الأدلة التي يوردها المؤمنون بهذه النظرية منها على سبيل المثال زواج الوزير خبرخبرو رع آي من أرملة توت عنخ أمون حيث عثر على ختم فرعوني يحمل اسم آي وعنخ إسن أمون أرملة توت عنخ أمون.
وايضا يوجد رسالة بعثتها عنخ إسن أمون (أرملة توت عنخ أمون) إلى ملك الحيثيين تطلب منه ارسال أحد ابنائه لغرض الزواج بها بعد موت زوجها وقام ملك الحيثيين بارسال احد ابناءه كي يتزوج من أرملة توت عنخ أمون ولكنه مات قبل ان يدخل ارض مصر.
وهناك اعتقاد انه تم اغتياله على الأرجح بتدبير من الوزير خبرخبرو رع آي الذي فيما يبدو كان يخطط للاستيلاء على عرش مصر فقام بقتل فرعون توت عنخ أمون وقتل عريس ارملته ولكن هذه فرضيات ولايوجد دليل قاطع لإثبات كل هذه النظريات.
مقبرة توت عنخ آمون
كانت مقبرة توت عنخ امون صغيرة الحجم لكنها ضمت حوالي 3500 قطعة أثرية تم اكتشافها والتي كانت مكدسة بإحكام شديد. وهذه القطع تعكس نمط الحياة في القصر الملكي، وتشمل الأشياء التي كان توت عنخ آمون سيستخدمها في حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسي والألعاب والأواني المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.
الغرفة المخفية
بصفته ملكا قديما ذائع الصيت، كان لتوت عنخ آمون حجرة دفن مثيرة للإعجاب مثل مقبرته المذهبة، مزدحمة بالمصنوعات اليدوية والقرابين. وسرت الشائعات أنه كان لديه أيضا غرفة إضافية عُيّنت في الهيكل الأساسي.
وأثبتت التطورات الجديدة المطبقة على الغرفة أن هذه التوقعات لا أساس لها من الصحة، ولم تبلغ وزارة الآثار عن أي دليل على وجود غرفة مخبأة خلف جدار زائف.
قناع توت عنخ آمون
تناول عالم المصريات، البروفيسور جوان فليتشر في كتابه "وادي الملوك: العصر الذهبي المصري"، عنصرا مهما لم يلتفت إليه العلماء والباحثون طوال السنوات الماضية، والمتمثل بأذن الفرعون.
وجاء في كتابه: "لفت انتباهي في قناع الفرعون ميزة تم التغاضي عنها حتى الآن، وهي الآذان المثقوبة".
وأوضح: "تشير الأبحاث إلى أن توت عنخ آمون لم يكن يرتدي الأقراط بعد طفولته، لذا فعندما توفي وهو في سن العشرين، فمن المفترض ألا يصوّر بآذان مثقوبة".
واسترسل مبينا: "قد يكون القناع قد صنع لفرعون آخر أو لشخصية على درجة عالية من الأهمية وليس لتوت عنخ آمون. القناع لم يصنع لفرعون ذكر بالغ. وبمقارنة الذهب المستخدم في صناعة الوجه، اتضح أنه مختلف عن ذلك المستعمل في باقي الأجزاء، وهناك خط لحام مرئي على القناع".
شهرة توت عنخ أمون
ويُجمع علماء المصريات حول العالم على أن عظمة اكتشاف مقبرة الملك «توت عنخ آمون» الملقب بالفرعون الصغير ليست لأنه ملك محارب أسهم في توسيع أرجاء الإمبراطورية المصرية كأسلافه، أو لأنه كان ملك بناء أقام العديد من المعابد والمنشآت، ولكن لأن القدر أراد لمقبرته أن تختفي عن أعين اللصوص، فتظل محتفظة بكنوزها حتى يومنا هذا، والتي أسهمت بشكل كبير في الكشف عن جانب مهم من التاريخ المصري القديم، لما قدمته من معلومات وتفاصيل مهمة لتلك الحقبة الزمنية في عمر الحضارة الإنسانية. ولايزال الغموض يحيط بأسباب وفاة الفرعون الصغير توت عنخ امون