هل يمكن استخدام الأدوية بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها؟
بعد انتهاء مدة صلاحية الدواء، لا تتحمل الشركة المصنعة أي مسؤولية عن جودته وفعاليته. لأن الدواء بعد انتهاء المدة المثبتة، يمكن أن يفقد خصائصه العلاجية ويسبب ردود فعل سلبية خطيرة. أي إن تعاطي الشخص لدواء منتهي الصلاحية، يجعله يجازف بصحته وحتى بحياته، فماذا يحدث إذا استخدمت دواء منتهي الصلاحية؟!
انتهاء صلاحية الأدوية
قد تتأثر أغلب الأدوية بالعوامل المحيطة مثل الحرارة والرطوبة والضوء ويؤدي تعرضها لأي من هذه العوامل إلى فقدان فعاليتها وربما قد يصل الأمر أيضًا إلى تفاعلها في بعض الحالات، ما يشكل خطرًا على الصحة.
كما أن تاريخ انتهاء الصلاحية، لا يفقد الأدوية فعاليتها فحسب، بل يمكنه أيضًا أن يحولها إلى منتجات ضارة بالصحة. لهذا يحذر خبراء من الغرفة الاتحادية للصيادلة (ABDA) في ألمانيا، نقلًا عن وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) من الاستمرار بالعلاج بالأدوية حتى بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، وذلك لأن تاريخ انتهاء استخدام الأدوية "غير قابل للتفاوض".
وعلى جانب آخر وجدت دراسة أخرى احتفاظ بعض الأدوية بفاعلية تصل إلى 90% بعد مرور 15 عامًا على تاريخ انتهائها الأصلي، ولكن يجب التنبيه هنا إلى أن بعض الحالات المرضية لا تتحمل بأي شكل من الأشكال انخفاضًا في الفاعلية إذ يشكل ذلك تهديدًا لسلامة المريض.
مخاطر استخدام الأدوية منتهية الصلاحية
يوجد العديد من المخاطر المرتبطة بتناول دواء منتهي الصلاحية، أو تناول دواء لم يتم تخزينه وفقًا للشروط المطلوبة، وتؤثر هذه المخاطر على المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومهددة للحياة بشكل خاص.
تظهر هذه المخاطر؛ لأن قوة الدواء تصبح أقل من القوة المرجوة لتحقيق الفائدة للمريض، إضافةً إلى ذلك من الممكن أن تنتج الأدوية منتهية الصلاحية مركبات سامة تؤثر على المستهلكين وتجعلهم يعانون آثارًا جانبية غير مقصودة.
أدوية يجب التخلص منها بعد انتهاء تاريخ الصلاحية
وتتضمن الأدوية التي تمثل خطورة في استخدامها بعد تواريخ انتهاء صلاحيتها: المضادات الحيوية حيث تفقد فعاليتها بعد انتهاء الصلاحية، على الرغم من أن العلماء لا يزالون يبحثون في هذا، بالاضافة إلى أدوية القلب، والأنسولين، والمضادات الحيوية السائلة.
وتعتبر خسارة الفعالية مهمة عندما يتعلق الأمر بعلاجات الالتهابات البكتيرية، وقد تسبب مشكلة كبيرة تؤدي إلى تطور المقاومة البكتيرية. اما بالنسبة للادوية التي تستخدم عن طريق الحقن فيجب أن يتم التخلص منها في حال ظهور رواسب أو تغير لونها وعكورتها سواء انتهت صلاحيتها أم لم تنتهي. وبالنسبة لقطرات العيون والأذنين والمراهم الجلدية السطحية فقد تتعرض لتبخر المواد المذيبة للمادة الفعالة فيها وخصوصًا أنها تحتوي على مواد حافظة، وبعد خسارتها سيكون من غير الأمن استخدامها بعد تاريخ صلاحيتها المحدد.
كيف يتم تحديد فترة الصلاحية
لتحديد فترة الصلاحية، تقوم شركات الأدوية بعمل «اختبارات ثبات» لمنتجاتها الدوائية. وتتم هذه الاختبارات على مراحل مختلفة، حيث يتم تخزين الدواء في غرف خاصة لفترات معينة في درجات حرارة ورطوبة مختلفة تحاكي ظروف التخزين العادية والمتوسطة والمتطرفة، بهدف وضع الدواء تحت أقصى ظروف تخزين ممكنة يمكنها أن تسرع من تدهور المنتج خلال فترة قصيرة. ثم يتم أخذ عينات لتحليلها كل فترة، مثلًا بعد 0، 3، 6 أشهر، لرؤية التغيرات الطارئة على التركيبة الدوائية أثناء التخزين.
شروط تخزين الأدوية
يوجد شروط صحية لحفظ الأدوية بطريقة صحيحة قبل انتهاء صلاحيتها حتى تكون آمنة وفعالة ومنها:
- التأكد من قراءة الملصق الموجود على العبوة لمعرفة ما إذا كانت هناك تعليمات تخزين محددة أم لا.
- يجب تخزين بعض الأدوية في الثلاجة، والآخر لا يتعرض لدرجات حرارة عالية.
- يمكن أن يساهم التخزين الخاطئ في تقليل الفعالية حتى لو لم تنتهي صلاحيته، مثلًا عند تخزينه في صيدلية الحمام فسيمتلئ الدواء رطوبة.
- عند التخزين في خزانة المطبخ، تأكد من أنه بعيد عن الأجهزة الساخنة والمغسلة بسبب تغير درجات الحرارة والرطوبة.
- التخزين في منطقة واضحة في المنزل، مثل المطبخ أو الصالة، وتوخي الحذر لمنع وصول الأطفال المعرضين لخطر التسمم.