رئيس التحرير
عصام كامل

اندثار الحضارة الإنسانية.. قرى تتحول إلى إطلال بعد هجرة سكانها | صور

سر اختفاء الحضارات
سر اختفاء الحضارات

في هذا العالم الكبير تختفي الأشياء كل يوم دون رجعة غير أن اختفاء الحضارة الإنسانية يعد واحدا من أقصى الظواهر على الإطلاق. 

الحضارة الإنسانية 

فبناء الحضارة هو هدف الإنسان الأساسي من الحياة والذي نجح فيه الى حد بعيد؛ وبهذا المفهوم دخل الإنسان في تحد مع الطبيعة الأم، حيث نجح إلى حد بعيد في تطويعها لإرادته غير أن هناك حالات عجز فيها الإنسان أمام قوى الطبيعة أو الظواهر الغربية بلا تفسير. 

ومن أبرز هذه الحالات قرية "أسيريدو" الواقعة بمنطقة جاليسيا في إسبانيا، والتي جرى غمرها بالماء سنة 1992 لأجل إقامة حوض مائي في المنطقة.

القرية الإسبانية الشبح 

القرية الشبحية بإسبانيا 

ومن بين الأطلال عادت القرية الشبح إلى الظهور من جديد بعد انحسار المياه عنها أثر انخفاض الطاقة الاستيعابية للحوض المائي بالمنطقة بنحو 15 % فقط، خلال الآونة الأخيرة.

وبين الحسرة وحنين الذكريات بدأ توافد السياح إلى المكان بشغف حتى يروا ما أصبحت عليه القرية بعد عقود من التواري عن الأنظار.

قرية ليتل باي آيلاندز بكندا 

وفي حادث مماثل في كندا لم يعد لقرية "ليتل باي آيلاندز"  في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور وجودا على خارطة كندا.

وبدأت قصة القرية الكندية في مساء آخر يوم من سنة 2019، بعدما انطفأت أنوار الشوارع في القرية وانقطعت الطاقة الكهربائية وتوقفت العبّارة التي تربط الجزيرة التي يقطنها 54 نسمة ببقية المقاطعة.

وجاء ذلك بعد استفتاء نُظّم في الجزيرة حيث قرر السكان قبول أموال من حكومة المقاطعة في مقابل "إغلاق" قريتهم.

وقررت القرية بأكملها، باستثناء زوجين وهما جورجينا ومايكل بارسونز، الانتقال إلى مكان آخر في نيوفاوندلاند.

قرية ليتل باي آيلاندز بكندا 

وتلقى المقيمون الدائمون الذين يعيشون في الجزيرة 250 ألف دولار للانتقال إلى مكان آخر في نيوفاوندلاند.

وتقدر المقاطعة أنها ستوفر 20 مليون دولار على مدار 20 عامًا من خلال إغلاق هذا المجتمع الصغير الذي "كان على جهاز التنفس الصناعي لمدة عقد".

وتمّ إغلاق محطة معالجة السلطعون والمدرسة الوحيدة، ولم يعد هناك محل بقالة أو طبيب.

ويُذكر أن "ليتل باي آيلاندز" هي المجتمع الثامن الذي يوقع اتفاقيات نقل مع حكومة نيوفاوندلاند ولابرادور منذ عام 2000.

الزوجان المتبقيان في قرية ليتل باي آيلاندز 

وعلى الرغم من نقل المقيمين الدائمين، لا يزال العشرات من السكان الموسميين الذين لديهم ممتلكات في الجزيرة يخططون للعودة كل صيف بمفردهم.

قرية سوموتو بالكونغو 

ومن كندا  ننتقل الى الكونغو مع قصة قرية سوموتو الغربية.

ففي الكونغو اختفى سكان قرية تدعى "سوموتو" في ظروف غامضة وبلا أسباب وبلا رجعة. 

وبدأت القصة عام 2001 حينما ذهبت بعثة من الأمم المتحدة الى قرية تدعى "سوموتو" لتقديم المساعدات الطبية.

قرية سوموتو بالكونغو

وقرية سوموتو كانت قرية عادية ضمن قرى كثيرة في شمال الكونغو تعاني من المجاعة والفقر والمرض؛ ولكن الغريب ان بعثة الأمم المتحدة لم تجد أحدًا من السكان حين وصلت إلى القرية في صباح الأول من فبراير عام 2001.

وقال شهود العيان كانت البيوت سليمة والمواقد مشتعلة والحيوانات تحوم حول المكان ولكن لا أثر للسكان. 

وحينها افترض البعض أن سكان القرية أبيدوا على يد المتمردين ولكن البحث في الطرقات والبيوت لم يسفر عن إيجاد جثة واحدة؛ وعلى بعد كيلومترات قليلة كانت توجد قرى مشابهة لم يسمع أهلها شيئًا غريبًا حدث لسكان سوموتو ولم يستقبل منهم أحدا. 

ببساطة اختفى سكان القرية بأطفالها وشيوخها ولم يكتشف لهم أثر حتى الآن.

مستعمرة هولرفيردا بالبرازيل 

أما في البرازيل فقصة مستعمرة "هولرفيردا" تعد واحدة من اغرب القصص؛ حيث أرسلت حكومة البرازيل بعثة لتقصي أثر مستعمرة اختفت بأكملها في غابات الأمازون في حادثة غريبة تضاف لحوادث كثيرة غامضة اختفت فيها بعض المجموعات بلا سبب واضح أو مقنع.

مستعمرة هولرفيردا بالبرازيل 

وبدأت القصة عام 1956 حينما أرسلت حكومة البرازيل بعثة لتقصي أثر مستعمرة اختفت بأكملها في غابات الأمازون، كانت الحكومة قد بدأت بإنشاء كتجربة لتأسيس مدن جديدة في أعماق البلاد. 

وبدأت مستعمرة "هولرفيردا" بـ600 مزارع قبلوا الانتقال مقابل مزايا اقتصادية وأراض مجانية؛ غير أنهم اختفوا بلا سبب واضح بعد عامين ولم يكتشف لهم أثر حتى يومنا هذا؛ وكانت هذه الحادثة سببا في فشل برنامج حكومة البرازيل في استيطان الأمازون.

جزيرة روانك 

وفي القرن السادس عشر وصل من إنجلترا عدد كبير من العائلات للاستيطان في جزيرة روانك التي لا تبعد كثيرًا عن الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة. 

وكان المستوطنون يتمتعون بمستوى اقتصادي مرتفع نظرًا لخصوبة الأرض ووفرة المحصول والأهم بعدهم عن هجمات الهنود الحمر ان ذاك.

جزيرة روانك بالولايات المتحدة 

غير أن سكان الجزيرة اختفوا تمامًا عام 1905في الوقت الذي بقيت فيه مزارعهم ومواشيهم بدون أذى أو تغيير يذكر.

وفي النهاية وعلى الرغم من قصص الاختفاء غير المبرر تركت الحضارة الإنسانية أثرها في الطبيعة ونجح الإنسان في الاندماج مع البيئة التي يعيش فيها وحقق العديد من الانجازات المساهمة في إعمار الأرض وبناء الحضارات المتقدمة.

الجريدة الرسمية