هل يشعل حي الشيخ جراح الحرب القادمة بين حماس وإسرائيل؟
ما زال حي الشيخ جراح يسيطر على العناوين في الإعلام العبري، في ضوء التوترات التي وقعت أمس بسبب تجاوزت الصهاينة في حق أهالي الحي العتيق، واليوم نشرت توقعات جديدة تتناول قضية تجاوز التوتر مرحلة المناوشات إلى إمكانية وقوع احتكاكات مباشرة بين حماس وإسرائيل، وتشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن تصاعد التوتر في الشيخ جراح في القدس المحتلة سيؤثر في الوضع الأمني في قطاع غزة أيضا.
غزة
وحسب ما ورد في وسائل إعلام عبرية فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن التوتر في الحي المقدسي نفسه، العام الماضي، كان بين أسباب جولة القتال والعدوان الإسرائيلي على غزة، في مايو الماضي.
ومنذ انتهاء هذه الجولة القتالية، تم الحفاظ على هدوء أمني بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل.
وحذرت حركة حماس من عواقب عدوان المستوطنين والشرطة الإسرائيلية في الشيخ جراح، أمس، في أعقاب طرد عائلة فلسطينية من بيتها ودخول مستوطنين إليها، واستفزازات عضو الكنيست الفاشي إيتمار بن غفير، الذي جاء إلى الحي وأعلن عن فتح "مكتب برلماني" له فيه.
وبحسب الصحيفة العبرية معاريف فإن الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أنه من السابق لأوانه النظر إلى تحذير حماس على أنه مؤشر للتصعيد في الأيام القريبة المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس بذلت جهودا خلال الأشهر الماضية من أجل تحسين قدراتها العسكرية، "من خلال ضلوع متزايد من جانب إيران"، وأن الاعتقاد في إسرائيل هو أن حماس تفضل في هذه المرحلة التركيز على ترميم قطاع غزة وتحسين قدراتها العسكرية.
حماس
وبحسب الصحيفة، فإن حماس تعمل على تحسين قدرات قذائفها الصاروخية وأسلحة أخرى بحوزتها من أجل الوصول إلى مستوى دقة، سيغير بشكل جوهري قدراتها في توجيه واستهداف أهداف، إلى جانب ترميم شبكة الأنفاق الدفاعية والهجومية. وتدل الأشهر الأخير على أن حماس تحافظ على هدوء لأسباب خاصة بها.
إلا أن الصحيفة لفتت إلى أن دروس الماضي التي تلزم حماس بقيادة خط متشدد ضد إسرائيل، مدعومة من الجهاد الإسلامي، مثلما حدث في حارس الأسوار (العدوان الأخير على غزة)، تدل على أنه توترا في القدس قد يقود إلى توتر في قطاع غزة.
وأضافت أن هذا يعني أنه في جهاز الأمن ينظرون بجدية إلى تهديدات حماس ويدركون أنه ينبغي أن يكونوا مستعدين لإمكانية كهذه أيضا، ووفقا لهذه التقديرات، فإن مقاتلي حماس الذين عززوا مكانتهم كـ’حُماة القدس’ في حارس الأسوار، لا يمكنهم السماح لأنفسهم بالوقوف جانبًا في حال تصاعد المواجهات بين اليهود والعرب في الشيخ جراح.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحذَّر من تداعيات ما يجري في القدس لا سيما في حي الشيخ جراح من اعتداءات على الفلسطينيين ومحاولة الاستيلاء على ممتلكاتهم.
وأكد "عباس" أن هذا الموضوع سيكون على جدول أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية القادم.
وجاء التصعيد الأخير بعد إعلان رئيس حزب "القوة اليهودية" المتطرف إيتمار بن غفير، أنه سيفتح مكتبه البرلماني في أحد البيوت التي استولى عليها المستوطنون في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
ويقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس، وتعود تسميته نسبة إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، وعُرف في ذلك الوقت بالجراح، ولما كان صلاح الدين محرِّر القدس وطبيبه الخاص الذي عمل على مداواته من جراحه سُمي الحي تيمنًا باسمه قبل نحو 800 عام مضى.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حيَّ الشيخ جراح في القدس الشريفة بعد التعدي على الأهالي في حملة ممنهجة لتهجير السكان الفلسطينيين العزل من الحي المنكوب.