رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تركيب لوحة عاش هنا بعمارته.. نجل الشهيد أحمد حمدي: والدتي مبسوطة أوي

الشهيد اللواء أحمد
الشهيد اللواء أحمد حمدي

عبر عبدالحميد أحمد حمدي، نجل الشهيد اللواء أحمد حمدي وزوج ابنة اللواء الراحل عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة الأسبق، عن سعادته لتركيب الجهاز القومي للتنسيق الحضاري للوحة "عاش هنا" باسم والده الشهيد، مؤكدًا أن والدته سعيدة جدًا بلوحة تخليد اسم وذكرى والده الشهيد أحمد حمدي.
وكتب عبد الحميد أحمد حمدي تغريدة على تويتر "هنا عاش" تم تركيبها بالعمارة وحاجة تفرح-  والدتي مبسوطة اوي - زمان كنت بتمني نعمل الموضوع دا ذي اوربا وبقيت سعيد اننا بقينا بنعملها ذي اوربا ولم اتخيل انها هيتم تركيبها عندنا"
يذكر أن اللواء مهندس أحمد حمدي هو مهندس العبور في حرب أكتوبر 1973، وأنشأ المعابر التي مر عليها الجيش المصري من الغرب إلى الشرق، وهو أحد أبطال وحدات الكباري بسلاح المهندسين، وصاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو، وأُطلق اسمه على أول دفعة تخرجت في الكلية الحربية بعد حرب أكتوبر في 2 يناير 1974.
تزوج الشهيد أحمد حمدي السيدة تفيدة الأيوبي وأنجب ثلاثة أبناء؛ أمنية، وعبدالحميد، ونجلاء، بلغ أكبرهم عند وفاته 12 عامًا وأصغرهم أربعة أعوام.
الجدير بالذكر أن الشهيد أحمد حمدي ولد في 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، تخرج أحمد حمدي من كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954. 
حصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز. التحق بالقوات الجوية، ونقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، ثم تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة "لواء"، وتولى عدة مناصب قيادية أهمها كبير معلمي مدرسة المهندسين، وقائد وحدات الكباري، ونائب سلاح المهندسين، حصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1957، ثم على دورة القادة والأركان من أكاديمية ميخائيل فاسيليفتش فرونز العسكرية  بالاتحاد السوفيتي بدرجة امتياز عام 1961، وأيضًا دورة الأركان الكاملة بدرجة امتياز والدورة الإستراتيجية التعبوية بأكاديمية ناصر العسكرية بدرجة امتياز. 
شارك في عدة حروب ومنها حرب العدوان الثلاثي 1956 والاستنزاف 1967 وأكتوبر 1973، وأسهم في التخطيط والتجهيز الهندسي لمنطقة سيناء، حيث كان وقتها نائبًا لرئيس الفرع الهندسي بالمنطقة الشرقية، وبعد صدور الأمر بالانسحاب في 6 يونيو 1967 قام بتكليف من الفريق "صلاح محسن" قائد الجيش الميداني بنسف المستودع الرئيسي للقوات المسلحة بسيناء الذي كان يضم كمية كبيرة من الذخيرة والوقود والأسلحة والمهمات والطعام، وأيضًا نسف خط أنابيب المياه الممتد من الإسماعيلية إلى عمق سيناء حتى لا يستفيد منها العدو، وتمكن من سحب بعض المهمات من أحد المستودعات بالشاطئ الشرقي للقناة ونقلها غرب القناة وأعاد تنظيم وتجهيز الدفاعات.
تم تكليف اللواء أحمد حمدي بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل وهو الذي تم تخصيصه لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني عام 1971، وتحت إشرافه المباشر تم تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور، وكان له الدور الرئيسي في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس.


تميز اللواء أحمد حمدي بقدرته على تفكيك الألغام، ولقبه زملائه "باليد النقية"، وكان موسوعة علمية هندسية عسكرية في الميكانيكا والمعمار والتكتيك والعلوم العسكرية، تولى قيادة سلاح المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني، وكان القاعدة الأساسية لحرب أكتوبر1973، وفى يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية، لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضة هذا الجزء إلى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدًا عن منطقة العمل، ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر، وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري أصيب بشظية متطايرة بين جنوده، وأشار لجنوده بعدم التقدم وآخر ما قاله (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ثم استشهد.


أطلق الرئيس الراحل محمد أنور السادات اسم الشهيد على النفق الذي يعبر تحت قناة السويس ويربط سيناء بباقي أرض مصر. ومُنح نجمة سيناء بعد وفاته تقديرًا له.
 

الجريدة الرسمية