رئيس التحرير
عصام كامل

"الإيكونوميست" ترصد تباين ردود الأفعال فى الشرق الأوسط إزاء سقوط نظام الإخوان.. الديمقراطية ليست سبيل الإسلام أو شرع الله.. النهضة التونسى لن يسلك مسلك الإخوان.. فتح تبارك وحماس تستنكر وإيران تدين

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي

رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تباين ردود الأفعال إزاء سقوط نظام الإخوان في مصر إثر تدخل الجيش.. مشيرة إلى استحسان بعض الجهات في الجوار العربي والإسلامي ما حدث، واستياء جهات أخرى، وتردد وارتباك جهات غير هذه وتلك.


ولفتت المجلة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني الأربعاء- إلى استنكار وإدانة الأحزاب الإسلامية المعتدلة هذا التدخل من قبل الجيش، ولكنهم في الوقت نفسه نأوا بأنفسهم عن إخفاقات نظام الإخوان التي أثارت الأحداث الأخيرة.. مشيرة إلى سرعة استنكار أعضاء الحزب الإسلامي الحاكم في تركيا لما حدث بمصر.

وكذلك إخوان سوريا، الطامحين إلى السلطة بمجرد سقوط الأسد، أدانوا الأحداث. 

وفي تونس بادر راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإسلامي الحاكم، مع إدانته لما وقع إلى التأكيد على أن حزبه لن يسلك الطريق الذي سلكته جماعة الإخوان في مصر.

على صعيد آخر مغاير تماما، استغل السلفيون والجهاديون بمنطقة الشرق الأوسط الأحداث الأخيرة لتبرير عدائهم القديم لصندوق الانتخابات، ورصدت المجلة تعليق الجبهة الإسلامية السورية في تغريدة على تويتر بالقول: إن "الديمقراطية ليست سبيل الإسلام أو شرع الله".

وعلقت "الإيكونوميست" على ترحيب الرئيس السوري بشار الأسد بما حدث في مصر.. واصفا إياه بأنه "نهاية الإسلام السياسي"، قائلة: إن هذا الموقف يبدو غريبا عندما يصدر من نظام مدعوم من نظام ديني، في إشارة إلى النظام الإيراني. 

ومشيرة إلى حرص بشار على تصوير ما يجري في بلاده على أنه معركة بين نظام علماني ومتطرفين.

أما في فلسطين، فقد رصدت المجلة انقساما إزاء ما حدث في مصر، فبينما باركت حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة هذا التدخل من قبل الجيش، أدانته حركة "حماس" في قطاع غزة.

وعلى صعيد الخليج العربي، نوهت "الإيكونوميست" إلى موقف أنظمة الخليج التي ترى تنظيمات الإسلاميين، لا سيما جماعة الإخوان بمثابة كابوس تكره رؤيته أكثر من كرهها لمرأى مئات الآلاف يتظاهرون في الشوارع. 

ورصدت المجلة رد فعل السعودية الفرح إذ عرضت على الفور تقديم مساعدات بقيمة 5 مليارات دولار إلى مصر، كما وصفت قناة "العربية" التي تديرها المملكة ما حدث في مصر بأنه "ثورة ثانية".

وعلى الصعيد نفسه، رصدت المجلة البريطانية مبادرة الحكومات والقادة في كل من البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة إلى تهنئة الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، مشيرة إلى تعهد الإمارات بتقديم 3 مليارات دولار مساعدات إلى مصر حتى تتجاوز أزمتها.

وفي قطر، اتسم رد الفعل إزاء الأحداث في مصر بشيء من الحذر بحسب "الإيكونوميست" التي أشارت إلى دعم قطر لأذرع جماعة الإخوان في المنطقة، معيدة إلى الأذهان أنها دعمت نظام الإخوان في مصر بأكثر من 8 مليارات دولار أمريكي لإنعاش الاقتصاد المصري المتعثر.

وأشارت المجلة البريطانية إلى الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة القطرية والتي تخصص الكثير من بثها المباشر لتغطية التظاهرات المؤيدة لنظام الإخوان. 

ورجحت المجلة على الرغم من ذلك أن يغلب القادة الجدد في قطر مصلحة بقاء نفوذ دولتهم إقليميا على دعم الأيديولوجية الإسلامية.

يبقى الحديث عن الجهات المترددة حيث رأت "الإيكونوميست" أن إيران وجدت صعوبة في تقرير موقفها مما حدث في مصر.. معيدة إلى الأذهان موقفين متباينين اتخذهما نظام الإخوان إزاء إيران على مدى حكمه الذي لم يستمر أكثر من عام واحد، أول هذين الموقفين هو محاولة التواصل مع نظام آيات الله في طهران وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران بعد انقطاع دام عقودا. 
والموقف الثاني جاء مؤخرا عندما دعا النظام في مصر إلى الجهاد ضد نظام الأسد الشيعي في سوريا.

ورصدت المجلة شواهد هذا التردد في أنه بعدما بدت وسائل الإعلام الموالية للنظام الإيراني مرحبة بالإطاحة بنظام الإخوان في مصر وسط صمت الدوائر الرسمية في طهران، لم تمض خمسة أيام حتى أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا انتقدت فيه ما وصفته بديمقراطية الشوارع في مصر.
الجريدة الرسمية