مكالمة مسربة تكشف فساد الحرس الثوري الإيراني.. والبرلمان يتعهد بمحاسبته
كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمود عباس زاده مشكيني، اليوم السبت، عن البدء في إجراءات فتح تحقيق في البرلمان، ولجنة الأمن القومي، فيما يتعلق بقضية تسريب مكالمة هاتفية بين اثنين من القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني.
وتناولت المكالمة المسجلة بين قادة الحرس الثوري، عدد من قضايا الفساد التي تؤرق الحرس الثوري.
وأوضح محمود عباس في تصريحاته لوكالة الأنباء ”إيلنا“ الإيرانية، ”أحيانا تدخل ظاهرة التسلل إلى أنظمة المراقبة والوصول إلى القضايا الحساسة وتتسبب بالباطل ليحل محل الحق“، معتبرا أن ”نفوذ الجماعات الأجنبية قضية حساسة ومهمة للغاية ويجب أن نأخذها على محمل الجد“.
وأكد العضو البرلماني الإيراني، أن تسريب مثل هذه المكالمات يدل على تدخل أيدي خارجية، لتجسس على القادة الإيرانيين.
وزعم محمود عباس أن هذه التسريبات تهدف إلى زعزعة استقرار إيران، مضيفا أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تنال من الحرس الثوري.
واعتبر العضو البرلماني أن هذه الحادثة جزأ من حرب نفسية تتعرض لها إيران من قبل قوى دولية وإقليمية، وذلك حسب زعمه.
واعتقلت السلطات الإيرانية، العشرات من قيادات الحرس الثوري، وذلك على خلفية اتهامهم بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، والاشتراك في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني، فخري زاده.
الحرس الثوري
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي" في تقرير نشرته الأحد الماضي، أن الحرس الثوري الإيراني اعتقل عددا كبيرا من قياداته، وذلك لاتهامهم بالإشتراك في عملية اغتيال العالم النووي فخري زاده في أواخر عام 2020، والتي أعلنت إسرائيل مسئوليتها عن الحادث.
وقال وزير الاستخبارات الإيراني السابق، محمود علوي، "إنه أبلغ الأجهزة الأمنية، بوجود مخطط لاغتيال العالم محسن فخري زاده، ومكان وتاريخ تنفيذ هذا المخطط، وذلك قبل حدوثه بشهرين"، وذلك حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية في تقريرها.
اغتيال فخري زاده
ونوهت "البي بي سي" البريطانية، إلى أن علوي رجح أن أفراد القوات المسلحة الإيرانية، كانت هي العقل المدبر في عملية اغتيال العالم النووي فخري زاده بالاشتراك مع الموساد الإسرائيلي.
وكشفت "البي بي سي" في تقريرها، أن هناك مصادر داخل الجناح الأمني لسجن "إيفين" في العاصمة طهران، الذي يضم متهمين بالتجسس لصالح دول أخرى، قالت لـ"BBC" أن العشرات من قيادات رفيعة المستوى في الحرس الثوري محتجزون هناك.
وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية في التقرير الصادر عنها أن أن الحكومة الإيرانية تمتنع عن نشر أسماء هؤلاء القيادات المحتجزين أو رتبهم لتفادي الإضرار بسمعة الحرس الثوري.
ونقلت الهيئة البريطانية عن ضابط استخباراتي سابق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري تأكيده أن وكالات أجنبية جمعت أدلة ضد عدد من السفراء الإيرانيين وقيادات الحرس الثوري، موضحا أن هذه الأدلة تضم معطيات عن علاقات غرامية مع نساء يمكن استخدامها لابتزاز هؤلاء المسؤولين وإجبارهم على التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية.
وكانت إيران قد أعلنت العام الماضي، عن كشفها ملابسات حادث اغتيال العالم النووي فخري زاده، ومعرفة كل الأطراف المشتركة في العملية.