في مثل هذا اليوم.. عرض أجرأ فيلم هز مصر ورصد حالها بعد ثورة يوليو 1952
في مثل هذا اليوم عام 1967 قدمت السينما المصرية فيلم "السمان والخريف" بسينما ديانا بالقاهرة،الفيلم وصفه النقاد كما نشرت مجلة صباح الخيرعام 1967 بأنه أجرأ فيلم قدمته السينما المصرية، حيث انتقد رجال ثورة يوليو في عز وجودهم في السلطة.
والفيلم أخذ عن رواية السمان والخريف التي قدمها الكاتب الأديب نجيب محفوظ عام 1962 استطاع فيها الأديب الكبير رصد بصورة دقيقة حالة مصر بعد ثورة يوليو 1952بتجسيد حال الشخصيات الحزبية التى انتهت أدوارها بعد الثورة.
واستخدم في القصة الرمزية فى صورة عيسى الدباغ الذى استبعد من مركزه القيادى فى الدولة بعد أن كان يطمح بمنصب أكبر فى الدولة، وتتخلى عنه خطيبته الارستقراطية التى أحبها، ويصاب بحالة نفسية سيئة فيلتقى بفتاة ليل تتسكع على كورنيش الاسكندرية وتقوم بينهما علاقة غير شرعية وتعوضه فقد القوة والسلطة وقام بتجسيد دوره ببراعة الفنان محمود مرسى وقامت نادية لطفى بدور ريري الفتاة اللعوب.
المركز 95
ظلت رواية " السمان والخريف "حبيسة أدراج المنتج سعد الدين وهبة خمس سنوات لانشغاله بالكتابة للمسرح القومى، ثم خرجت القصة الى النور لتقديمها سينمائيا وشارك سعد الدين وهبة والكاتب أحمد عباس صالح في كتابة السيناريو والحوار، وأخرجه حسام الدين مصطفى وساعد في الإخراج أحمد السبعاوى.وصمم الديكور شادى عبد السلام.
واحتل الفيلم المركز 95 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.
يعامل الدباغ ريرى بكل قسوة، فهو يصب كل عقده فيها ويمارس القوة عليها فى الأوامر والنواهى وحين يعلم أنها حامل يطردها من بيته وينزوى وحيدا بعيدا عن الأضواء، يغريه صديقه الفنان عادل أدهم للمشاركة الوطنية لتدارج أمور البلاد وبعد سنوات يفاجأ بأن له ابنة ـ قامت بدورها علا رامى وهى فى سن الخامسة ـ منها فيحاول أن يعود إليها لكنها ترفض وتتوالى أحداث الفيلم.
أحدثت قصة السمان والخريف ضجة وقت صدورها وتناولها النقاد بالنقد والتحليل واخذت مشوارا فى الرقابة على المصنفات إلى أن أجيز عرضها كفيلم فى دور السينما الفيلم بطولة نادية لطفى ومحمود مرسي ونعيمة وصفى وليلى شعير وعبدالله غيث وعادل أدهم وميمى شكيب وعبد العظيم عبد الحق وعلا رامى في أول أدوارها.
رأى النقاد
حول هذه القصة يقول الأديب رجاء النقاش: بعد أن أصدر نجيب محفوظ ثلاثيته " بين القصرين، قصر الشوق، السكرية " كنت من الذين يعتقدون أن نجيب محفوظ انتهى وأدى رسالته، ولست أدرى بالضبط من أين جاءنى هذا الاعتقاد، وقد تغير هذا الاعتقاد في نفسى منذ أن بدأت أتابع إنتاج نجيب محفوظ بعد الثلاثية، لقد أدركت أن شيئًا جديدا يولد في قلب هذا الفنان وعقله، وأن هذا الشىء آخذ الظهور يوما بعد يوم في أدبه. ولم يكن هذا الشىء الجديد واضحا أمامى عندما قرأت روايته اللص والكلاب لكنه ازداد وضوحا ودقة بعد أن قرأت روايته التالية السمان والخريف.