أول دليل على إصابة الديناصورات بعدوى تشبه الإنفلونزا قبل 150 مليون عام
حدد العلماء أول دليل على أن الديناصورات تمكنت من النجاة من جائحة الإنفلونزا قبل نحو 150 مليون عام.
واكتشف العلماء دليلا أحفوريا على وجود مرض تنفسي شبيه بالإنفلونزا في عظام نوع طويل العنق من الديناصورات العاشبة المعروفة باسم سحليات الأرجل أو الصوروبودا، والملقبة باسم "دوللي"، والتي عاشت منذ نحو 150 مليون سنة خلال العصر الجوراسي (201.3 مليون إلى 145 مليون سنة) في ما يعرف الآن بمونتانا.
ويعتقد العلماء أن العدوى ربما انتشرت بسرعة بين الوحوش، ما تركها تسعل وتعطس وترتجف.
نزلات البرد
وأشار الفريق إلى أن "دوللي" ربما عانت من أعراض مشابهة لأعراض البشر عند الإصابة بنزلات البرد، مثل السعال وصعوبة التنفس والحمى، لكن العدوى التنفسية لم تقتل الديناصورات باعتبار أنها استمرت في العيش لمدة 100 مليون عام أخرى بعد هذه الإصابة المسجلة.
وقال الدكتور كاري وودروف من متحف Great Plains Dinosaur في مونتانا: "لم يعثر على عدوى مثل هذه في أي ديناصور، لذا فهي تعطينا نافذة مثيرة على الماضي. منذ ملايين السنين، قبل اختراع اللقاحات وعلاجات الحلق، عانت من نفس الأعراض الجسيمة التي نشعر بها جميعا".
ويصعب تشخيص الأمراض التي تعاني منها الديناصورات لأن أعضاءها وأنسجتها الرخوة لم تنجُ. ولكن حفرية "دوللي" المكتشفة في مونتانا عام 1990، قدمت للعلماء دليلا على هذه الحالة الطبية.
وقام وودروف وزملاؤه بفحص ثلاثة عظام من عنق "دوللي" وحددوا نتوءات عظمية غير طبيعية لم يسبق رؤيتها من قبل والتي لها شكل وملمس غير عاديين.
وعثروا على هذه النتوءات في منطقة من كل عظم حيث كانت متصلة بهياكل مملوءة بالهواء، والمعروفة باسم الأكياس الهوائية، والتي ترتبط بالرئتين وتشكل جزءا من الجهاز التنفسي للديناصور.
وأظهر التصوير المقطعي المحوسب للنتوءات غير المنتظمة أنها مصنوعة من عظام غير طبيعية تشكلت على الأرجح استجابة لعدوى.
وبناء على موقعها، يعتقد العلماء أن النتوءات العظمية غير الطبيعية تشكلت استجابة لعدوى في الأكياس الهوائية لـ"دوللي"، والتي انتشرت بعد ذلك في عظام رقبتها.
ويرجحون أن هذا قد يكون ناتجا عن عدوى فطرية تشبه داء الرشاشيات، وهو مرض تنفسي شائع يصيب الطيور والزواحف ويمكن أن يؤدي إلى التهابات في العظام.
وقال الفريق إنه إذا أصيبت "دوللي" بداء الرشاشيات، فربما تكون عانت من أعراض الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي مثل فقدان الوزن والسعال والحمى وصعوبة التنفس.
ولأن داء الرشاشيات يمكن أن يكون مميتا للطيور إذا لم يقع علاجه، فإنهم يعتقدون أن "دوللي" ماتت في النهاية بسببه، عندما كان عمرها 15 إلى 20 عاما.