د. ياسمينا شاهين تكتب: نسير ونسير.. في طريق طويل
نسير ونسير، في طريق طويل.. بدايته محسومة، ونهايته محتومة، وسكته محكومة، والكلمة فيه بعد -إرادة الله تعالى- لصاحب المقام، هذا الفارس الهمام، الذي يجتاز كل صعوبات الرحلة بشجاعة، هاربا من مخالب الظروف وحواجز الخوف ومحطات الألم وأسوار النسيان.
ولأن الرحلة بداية من مسماها قد كتب عليها منذ قديم الأزل أن تكون مليئة بالصعاب والمغامرات والتحديات والمشقة بكل أشكالها، ولأن العسر هو مكون أساسي من مكوناتها، وجب على الفارس أن يمضي مهرولا بكل ما أوتي من قوة وسرعة ليسبق عجلة العمر في سباق الإنجاز !!
الإنسان مخير
ولعل إيمان الإنسان بأنه مخير، يجعله يشعر بالمسئولية في كل نفس يأخذه، وفي كل كلمة ينطقها، وفي كل خطوة يخطوها في طريق بناء الغيب.
ولكن، هل اجتمعت البشرية على الوسيلة ? !
فلو اجتمع الجميع على خطوات بناء المستقبل بعيدًا عن الروتين المشترك، لما وجدنا كل هذه المتغيرات والمعادلات البشرية الموزونة منها واللاموزونة !
ولو كان الضمير موحدا، لما رأينا كل هذا الضلال والتشتت المهدد لهدوء النفس، وسلامة العقل وثبات القلب !!
بناء مستقبل الفرد
ولو كان الإنسان يدرك حقًّا دور الأخوة الإنسانية في بناء مستقبل الفرد حتى قبل الجماعة، لما وجدت الأنانية ولما استشرى الجحود !!
هل يمكن أن تغمض عينيك لدقائق معدودة ?!
أغمض عينيك وتخيل الحياة باللون الذي ترسمه في خيالك المثالي في العالم الافتراضي الواقعي !!
ألوان الصفاء والبهجة
فإذا ترك الإنسان نفسه لخياله الفطري البريء، لوجد الدنيا تتلون أمامه في دقائق بألوان الصفاء والبهجة، ولتؤنس بأصوات الدفء والشهامة، ولتنفس عطر الجمال الروحاني، ولانشرح برؤية الضمير الإنساني متألقا في أبهى صوره !!
فالمستقبل ما هو إلا وليد الخيال المفعم بالرضا، والإيمان بعد مشيئة الله تعالى وقدره.
والإنسان هو الرابح الخاسر الأول في قضية مواجهة المستقبل حسب ميزان عقله وسعة صدره ووعي قلبه !!
وتذكر، إن كانت الحسبة حسبة ثمانين سنة من العمر مثلا، فالآخرة خير وأبقى..
الاستمتاع بسلام الوحدة
وإن كانت المنافسة على الدنيا تغنيك، فمنافسة الآخرة أربح وأنقى.
وإن كنت تؤمن بأن الحياة تحلو بانعدام البشر، والاستمتاع بسلام الوحدة، فالفطرة الاجتماعية أوقع وأزهى.
ولكل منا الخيار في أن يعيش ببصره أم ببصيرته.