المنشد علي الهلباوي: لن أهين عمامة أبي لأصبح "تريند".. وأرفض إقصاء مطربي المهرجانات (حوار)
الإنشاد الديني يعاني من غياب الكلمة الجيدة.. ونتمنى اهتمام “المهرجانات"
تعلمت المقامات الغنائية من والدي وأرغب في استعادة أمجاد دولة الابتهالات والأناشيد الدينية،
لا توجد جهات لدعم وتمويل المنشدين والمبتهلين الجدد ولا يوجد اهتمام كافٍ بهذا الفن
مطربو "المهرجانات" يحتاجون تعلم فن المقامات والارتجال وعلم النغم
يعد الفنان "علي الهلباوى" نجل الشيخ محمد الهلباوي من أشهر المنشدين الدينيين الذين يقدِّمون لونًا مختلفًا من الإنشاد الديني الممزوج بالطرب، مستفيدًا من النشأة الدينية التي تربَّى فيها، ومن والده الذي يعد واحدًا من العلامات البارزة في دولة الابتهالات والأناشيد الدينية.
وُلد الشيخ الراحل محمد الهلباوي في 9 فبراير 1946 بحي باب الشعرية بمحافظة القاهرة، وتعود أصوله إلى محافظة القليوبية، وتربَّى في كنف الأزهر الشريف وتخرج ليسجل نفسه بالإذاعة سنة 1978 كمنشد ديني، وذاع صيته وتحوَّل إلى واحد من أشهر منشدي ومبتهلي عصره، واستعانت به العديد من المعاهد الموسيقية لتدريس أصول الإنشاد الدينى بوصفه أحد رموزه،
كما عمل محكمًا دوليًّا ومحاضرًا أيضًا، وقام بتدريب القراء والموشحين بإيران وفى مدن أصفهان ومشهد وزاهدان فى أعوام (2002 - 2003) وله محاضرات أيضًا فى التواشيح بدولة الكويت فى (2003 - 2006) وأنشأ مقارئ للقرآن الكريم وفرقة للإنشاد الدينى بجامعة ألبرتا بكندا عام (2005) وألقى محاضرات فى فن التواشيح والتلاوة.
وتُوفي الهلباوى عصر يوم السبت 15 شهر يونيو 2013 إثر حادث أليم.
يذكر أن علي الهلباوى ابن المنشد الدينى الشيخ محمد الهلباوى، بدأ الغناء في عمر 17 عامًا مع فرقة "الهلباوى" ثم انفصل تدريجيًّا عنها حتى أصدر ألبومه الخاص الذى يضم مجموعة من الأعمال التي تمزج بين الغناء والإنشاد.
وقدَّم العديد من الحفلات الناجحة بمختلف الأماكن الثقافية فى مصر ونجح فى تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة.
"فيتو" حاورت المنشد الشاب نجل الشيخ الهلباوى الكبير على هامش زيارته لمحافظة الإسماعيلية، حيث كشف عن جانب من كواليس حياته وسر ابتعاده نسبيًا عن الأضواء:
*بداية.. كيف تأثرت بنشأتك داخل منزل منشد كبير؟
نشأتي داخل منزل المنشد الديني الكبير الشيخ محمد الهلباوي أثَّرت فيَّ بشكل كبير حيث بدأتُ طريقى في تعلم الإنشاد منذ وقت مبكر، وكنت أتعلم المقامات الغنائية المختلفة من والدى، بالإضافة إلى حفظي القرآن الكريم، والذى أفادنى كثيرًا في حياتى.
*ما سبب اختفائك عن وسط الإنشاد الدينى؟
لم أختفِ عن الوسط بل أحيي العديد من الحفلات التي أقدِّمها سواء في ساقية الصاوي أو غيرها من الأماكن ولكن ما يؤرقني هو عدم وجود الشعر والكلمات المناسبة التي تتناسب معى مع ما أقدمه.
*ماذا عن أعمالك الجديدة؟
لدي العديد من الأعمال الجديدة مثل: "على أي وضع" و"كافة الأسباب " و"دُم" و"أنا الفاني" و"لمة روح" وغيرها من الأعمال التي قمت بتقديمها للجمهور لكننى لم أقم بتسجيلها ديجيتال، لعدم وجود تمويل لإنتاج جيد لتلك الأعمال.
*هل ترى أن الإنشاد الدينى بحظى بالاهتمام الكافى؟
أرغب في استعادة أمجاد دولة الابتهالات والأناشيد الدينية، وهذا لن يحدث في ظل عدم الاهتمام الكافي بهذا الفن، فضلا عن غياب الكلمة الجيدة والمؤثرة، وعدم وجود جهات إنتاج لدعم وتمويل المنشدين والمبتهلين الجدد.
*كيف ترى ظاهرة مطربي المهرجات التي أثارت صخبًا في الفترة الأخيرة؟
مطربو " المهرجانات" يحتاجون إلى تقويم من أهل الفن حيث يجب على المختصين تعليمهم بالفنون المختلفة مثل فن المقامات، والارتجال، وعلم النغم
ثم بعد ذلك يتم تعليمهم كيفية الكلام والتحدث لأنهم أصحاب "منابر "، ويدخلون بيوت الكثيرين ولذلك يجب أن يتم تعليمهم تعليما صحيحا، ولكن ليس من المحبب أبدا ومن الظلم أن يتم إقصاؤهم عن الحياة الفنية، لمجرد أنهم يحتاجون إلى تقويم من الجهة المانحة لتصاريح الغناء.
*هل يمكن أن تجرى وراء التريند؟
لن أركب موجة "التريند" ولن أتنازل عن فنى وما تعلمته من والدى مقابل أن أكون تريند على حساب عمامة الشيخ "محمد الهلباوي".
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"…