كيف يمكن لأمريكا مساعدة مصر بشكل أفضل
لقد شهد البيت الأبيض، حالة من الارتباك حيال ما حدث في مصر، وما إذا كان ما حدث انقلاب عسكري أم لا، وأيا كان التوصيف الدقيق لما حدث، فالأمر يحتاج من الولايات المتحدة انطلاقة جديدة في منطقة الشرق الأوسط المتفجرة ومعالجة الأخطاء.
مصر بحاجة إلى بداية جديدة، فقد كانت مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي وحكومة الإخوان المسلمين تدار بطريقة غير متقنة، لدرجة أنها كانت تقترب من الإفلاس كما وصفت ذلك قبل شهر.
ورفض مرسي محاولات من قبل الولايات المتحدة وقطر للتوسط في الأزمة والوصول إلى حل وسط، ومن ثم تدخل الجيش ما أدى إلى دورة جديدة ورهيبة من العنف، ولكن لا يمكن أن تظل مصر في هذا الشلل أطول من ذلك، ولابد من فعل شىء.
فقد كانت مأساة رئاسة مرسي أنه كان مثل الزعيم الخشبي وغير الكفء لشعب مبدع وديناميكى، مصر تستحق أفضل وهذا هو السبب الذي جعل الكثير من المصريين يؤيدون تحركات الجيش.
والثورة الثانية في مصر، من الناحية النظرية يجب أن توفر فرصة للحصول على الديمقراطية وتوجيهها في مسارها الصحيح، وهذا يعني انتخابات للرئاسة والبرلمان في غضون ستة إلى تسعة أشهر؛ وكتابة دستور حقيقي، وتدريب قوة الشرطة على الديمقراطية التي يمكن أن توفر الأمن للسكان المصابين بصدمات نفسية؛ وضخ مبالغ مالية كبيرة من دول الخليج لاستعادة الثقة وإعادة اقتصاد مصر إلى طريقه الصحيح.
والمشكلة الأساسية، هي أن مصر في وضع هش حاليا وغير متماسك وقابلة للاشتعال في أي وقت، فما حدث مؤخرا كان وضعا غريبا كمن قام بتخدير المريض ووضعه على طاولة العمليات ومازال يتنظر نقل الدم، ففي نهاية الأسبوع الماضي بدا من الممكن أن الحكومة المدعومة من الجيش يمكن أن تتواصل مع الإسلاميين مثل حزب النور السلفي التي دعم الانقلاب، وحتى عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بعد ذلك جاء مقتل أكثر من 50 متظاهرا من الإخوان المسلمين صباح الاثنين في عملية مروعة، تؤكد أن الرئيس مرسي وأنصاره يفضلون الاستشهاد على تقديم تنازلات.
وفى هذه الحالة، ما هو الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الولايات المتحدة في مجال الصدمات النفسية في مصر؟ هذا يقودنا إلى محور هام، وهو مضاعفة الجهد، فقد تركت واشنطن المسرح باسترخاء خلال رئاسة مرسي وسلم البيت الأبيض السياسة الأمريكية في مصر إلى حد كبير ليد السفيرة آن باترسون في القاهرة، وبالطبع هي واحدة من أفضل الدبلوماسيين في البلاد، ولكن كان تركيزها حتما على العمل مع الحكومة المنتخبة، ما جعل العديد من المصريين يرون أن الولايات المتحدة تدعم مرسي - وإلى تشويه صورة باترسون شخصيا- وكان هذا غير عادل، لكنها كانت نتيجة لموقف سلبي للغاية، في واشنطن.
هذه المرة، الرئيس أوباما بحاجة لقيادة الجهود من قبل الجميع من حلفاء أمريكا الإقليميين - من المملكة العربية السعودية إلى قطر إلى إسرائيل - في مساعدة الحكومة المصرية الجديدة لتحقيق النجاح. وفى الوقت نفسه على البيت الأبيض نفسه أن يفخر أنه في عهد مرسي لم تعد أمريكا تمثل مشكلة بالنسبة للإسلاميين، وتغيرت النظرة التي كانت تقوم على الغطرسة. ومما لاشك فيه أن أمريكا تحتاج إلى البقاء على اتصال مع القوى السياسية المعتدلة في الشرق الأوسط في كل وقت؛ خصوصا أن المنطقة في بداية مرحلة طويلة من الجهد من أجل الوصول إلى العدالة والديمقراطية، ومع العديد من الانتكاسات على طول الطريق. لم يكن لدى الولايات المتحدة متسع إلا البقاء والتواصل.
فكرة أن أمريكا يجب أن تقطع المساعدات لمصر احتجاجا على الانقلاب، والتي تقدم بها السيناتور جون ماكين وغيره، لا معنى لها إلا كقطعة من الخطاب المؤيد للديمقراطية. هذا هو الوقت الذي يجب أن تكون أمريكا أكثر انخراطا، مع مصر وحكامها (حتى الجنرالات). ومن الأفضل مواصلة تقديم المساعدات، والإصرار على أن تكون مشروطة بإجراء الانتخابات المبكرة.
ومع ذلك، يبقى الخطر الحقيقي للانقلاب في عملية الاعتقالات والقتل، وهو ما يمكن أن يدفع جماعة الإخوان المسلمين للعمل تحت الأرض مرة أخرى - وتجديد دورة من القمع الحكومي والعنف الإرهابي الذي أدى إلى انحرف أجيال من الشباب المسلم وأدى هذا المأزق السياسي لصعود تنظيم القاعدة (من أصول مصرية) وتغيير العالم بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك. وهذا هو الجزء المهم الذي يجب أن تدركه أمريكا.
إن ما تعلمته أمريكا خلال أكثر من اثني عشر عاما بعد أحداث سبتمبر 2001؟ هو حماية الوطن، وعدم إرسال جيوش الولايات المتحدة لخوض حروب الشرق الأوسط، وتعزيز التسامح للمسلمين في الداخل والخارج، والبقاء على اتصال مع القوى الإسلامية المعتدلة، ومساعدة الشركاء في مكافحة الإرهاب، ومساعدة الجيش المصري على توفير الأمن ولكن ليس القمع.
فقد كانت مأساة رئاسة مرسي أنه كان مثل الزعيم الخشبي وغير الكفء لشعب مبدع وديناميكى، مصر تستحق أفضل وهذا هو السبب الذي جعل الكثير من المصريين يؤيدون تحركات الجيش.
والثورة الثانية في مصر، من الناحية النظرية يجب أن توفر فرصة للحصول على الديمقراطية وتوجيهها في مسارها الصحيح، وهذا يعني انتخابات للرئاسة والبرلمان في غضون ستة إلى تسعة أشهر؛ وكتابة دستور حقيقي، وتدريب قوة الشرطة على الديمقراطية التي يمكن أن توفر الأمن للسكان المصابين بصدمات نفسية؛ وضخ مبالغ مالية كبيرة من دول الخليج لاستعادة الثقة وإعادة اقتصاد مصر إلى طريقه الصحيح.
والمشكلة الأساسية، هي أن مصر في وضع هش حاليا وغير متماسك وقابلة للاشتعال في أي وقت، فما حدث مؤخرا كان وضعا غريبا كمن قام بتخدير المريض ووضعه على طاولة العمليات ومازال يتنظر نقل الدم، ففي نهاية الأسبوع الماضي بدا من الممكن أن الحكومة المدعومة من الجيش يمكن أن تتواصل مع الإسلاميين مثل حزب النور السلفي التي دعم الانقلاب، وحتى عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بعد ذلك جاء مقتل أكثر من 50 متظاهرا من الإخوان المسلمين صباح الاثنين في عملية مروعة، تؤكد أن الرئيس مرسي وأنصاره يفضلون الاستشهاد على تقديم تنازلات.
وفى هذه الحالة، ما هو الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الولايات المتحدة في مجال الصدمات النفسية في مصر؟ هذا يقودنا إلى محور هام، وهو مضاعفة الجهد، فقد تركت واشنطن المسرح باسترخاء خلال رئاسة مرسي وسلم البيت الأبيض السياسة الأمريكية في مصر إلى حد كبير ليد السفيرة آن باترسون في القاهرة، وبالطبع هي واحدة من أفضل الدبلوماسيين في البلاد، ولكن كان تركيزها حتما على العمل مع الحكومة المنتخبة، ما جعل العديد من المصريين يرون أن الولايات المتحدة تدعم مرسي - وإلى تشويه صورة باترسون شخصيا- وكان هذا غير عادل، لكنها كانت نتيجة لموقف سلبي للغاية، في واشنطن.
هذه المرة، الرئيس أوباما بحاجة لقيادة الجهود من قبل الجميع من حلفاء أمريكا الإقليميين - من المملكة العربية السعودية إلى قطر إلى إسرائيل - في مساعدة الحكومة المصرية الجديدة لتحقيق النجاح. وفى الوقت نفسه على البيت الأبيض نفسه أن يفخر أنه في عهد مرسي لم تعد أمريكا تمثل مشكلة بالنسبة للإسلاميين، وتغيرت النظرة التي كانت تقوم على الغطرسة. ومما لاشك فيه أن أمريكا تحتاج إلى البقاء على اتصال مع القوى السياسية المعتدلة في الشرق الأوسط في كل وقت؛ خصوصا أن المنطقة في بداية مرحلة طويلة من الجهد من أجل الوصول إلى العدالة والديمقراطية، ومع العديد من الانتكاسات على طول الطريق. لم يكن لدى الولايات المتحدة متسع إلا البقاء والتواصل.
فكرة أن أمريكا يجب أن تقطع المساعدات لمصر احتجاجا على الانقلاب، والتي تقدم بها السيناتور جون ماكين وغيره، لا معنى لها إلا كقطعة من الخطاب المؤيد للديمقراطية. هذا هو الوقت الذي يجب أن تكون أمريكا أكثر انخراطا، مع مصر وحكامها (حتى الجنرالات). ومن الأفضل مواصلة تقديم المساعدات، والإصرار على أن تكون مشروطة بإجراء الانتخابات المبكرة.
ومع ذلك، يبقى الخطر الحقيقي للانقلاب في عملية الاعتقالات والقتل، وهو ما يمكن أن يدفع جماعة الإخوان المسلمين للعمل تحت الأرض مرة أخرى - وتجديد دورة من القمع الحكومي والعنف الإرهابي الذي أدى إلى انحرف أجيال من الشباب المسلم وأدى هذا المأزق السياسي لصعود تنظيم القاعدة (من أصول مصرية) وتغيير العالم بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك. وهذا هو الجزء المهم الذي يجب أن تدركه أمريكا.
إن ما تعلمته أمريكا خلال أكثر من اثني عشر عاما بعد أحداث سبتمبر 2001؟ هو حماية الوطن، وعدم إرسال جيوش الولايات المتحدة لخوض حروب الشرق الأوسط، وتعزيز التسامح للمسلمين في الداخل والخارج، والبقاء على اتصال مع القوى الإسلامية المعتدلة، ومساعدة الشركاء في مكافحة الإرهاب، ومساعدة الجيش المصري على توفير الأمن ولكن ليس القمع.