في ذكرى تنحي مبارك.. كواليس خطاب التخلي عن الحكم.. والكلمة التي أراد الرئيس الأسبق تغييرها
قبل 11 سنة، كان ميدان التحرير بوسط القاهرة هو النقطة المركزية للاحتجاج ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك وحكومته، ففى 11 فبراير عام 2011، انطلقت مظاهرات مليونية اجتاحت الميادين الكبرى للقاهرة والمحافظات تطالب بإسقاط حكمه، ثم أطل علينا مبارك بخطاب التنحي.
تفويض عمر سليمان
مع تصاعد الاحتجاجات، التي بدأت يوم 25 يناير من عام 2011، قرر مبارك في خطاب ألقاه 10 فبراير من نفس العام، تفويض نائبه اللواء عمر سليمان في اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور".
وقال مبارك في خطابه، إنه سيبقى وسيموت على أرض مصر، ولن يترك أرواح الشباب الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات تضيع هدرًا وسيحاسب المخطئ، وأعلن أنه لا يقبل إملاءات من الخارج، لكن المتظاهرين رفضوا ما جاء في خطابه، واستمروا في المطالبة برحيله نهائيًا عن الحكم.
ومع طلوع شمس الجمعة 11 فبراير، خرج المتظاهرون في جمعة أسموها "الزحف"، وتوجه قطاع منهم إلى قصور الرئاسة، مثل قصر الاتحادية، والقصر الرئاسي في منطقة رأس التين بالإسكندرية.
وفي مساء نفس اليوم، ومع وصول مسيرات احتجاجية إلى محيط قصر الاتحادية، ظهر عمر سليمان، في بيان تلفزيوني، أعلن فيه أن مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد
خطاب التنحي
وكان البيان كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله الموفق والمستعان".
كواليس خطاب التنحي
تمت صياغة البيان الذي قرأه عمر سليمان على مبارك تليفونيًا، ولم يطلب الرئيس الأسبق سوى تعديل كلمة واحدة بدلا من التنحي لتصبح التخلي عن الحكم، وقبلها كان قد اجتمع الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان والفريق سامى عنان والمشير حسين طنطاوي لبحث الأمر، وجرى الاتفاق على مطالبة الرئيس بالتنحي من السلطة، وطلبوا من عمر سليمان أن يتحدث إلى الرئيس مبارك ويطلب منه التنحي عن السلطة.
وعندما طلب عمر سليمان من مبارك التنحي قال له: لماذا أتنحى وقد نقلت لك كل الاختصاصات؟ ولكن سليمان أكد له أن الوضع خطير، وفى النهاية وافق مبارك وطلب منه أن يستبدل كلمة «التنحي» بكلمة «التخلي عن السلطة».
وفي أعقاب تنحي مبارك تم تجميد أرصدة رموز نظامه، كما تم تقديم مبارك ونجليه والعديد من قيادات الشرطة إلى القضاء، على خلفية قتل المتظاهرين وفي قضايا الفساد والاستيلاء على المال العام، إلا أن البراءة كانت حليفهم فيما بعد من تهمة تلو أخرى، حيث يمارس نجلاه حياتهما بصورة طبيعية في الشارع المصري، وفي نوفمبر 2014، قررت محكمة أخرى إسقاط التهم عن مبارك وتبرئته، لكن النيابة طعنت في الحكم.
براءة مبارك
وفي مارس 2017، قضت المحكمة ببراءة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، نهائيا من تهمة التواطؤ في قتل المتظاهرين، والإفراج عنه من مستشفى القاهرة العسكري حيث كان محتجزًا منذ عام 2011 بسبب ظروفه الصحية.