رئيس التحرير
عصام كامل

جنسية مصر وجنسية الجماعة (2 )


الأرض عنده عرض وترابها أغلى من كنوز الأرض، حدود مصر لها من القداسة ما يجعله يفتديها بروحه وماله وكل ما يملك، هذا ما يؤمن به المصرى المحب لوطنه المنتمى فقط له، أما الإخوانى الذى تجرع سم الجماعة منذ صغره تربى على أن الحدود مجرد تراب وأرض جدباء تذوب فى كيان أكبر قوامه دولة الجماعة، فمادام النظام القائم فى دولة ما يتبع التنظيم الدولى للإخوان أويدين بالولاء له ويشاركه نفس التدنى الفكرى فلا يهم أن يقتطع من مصر ما يشاء . 



لذا لم يندهش الكثيرون ممن يعرفون الجماعة جيدا من حماقة مرسى ونظامه عندما وعد من لا يملك من لا يستحق بالتنازل عن أرض حلايب وشلاتين المصرية لإخوانهم فى نظام البشير الفاشى فى السودان المُقسم دويلات على أيديهم . 

اللفظ الحقير الذى استخدمه المتهم مهدى عاكف مرشد الجماعة السابق، طز فى مصر، ليس إلا تعبير صادق من جماعة لا تعرف الصدق إلا قليلا، حقا فإن يأتى لحكم مصر أو قل التحكم فيها وفى شعبها أى متطرف من أعضاء التنظيم فى باكستان أو أفغانستان أو من أى ماخور إخوانى، أمر عادى بل ومحبب إسهاما فى بناء إمبراطورية الشر الإخوانية .

فلتسقط إذن فكرة الوطن وليقبل المواطنون بأى ميليشيا حاكمة تتبع التنظيم وليحيا الناس تحت القهر الإخوانى المقدس الضال المضل زلفى للوثن الأعظم المُنصب للجماعة برعاية كاهنه الأكبر مرشدهم . 

إذن هو خلق لصراع ولاءات متعددة بين دولة الجماعة ودولة الوطن، فلكل أخ بيعة فى رقبته لمرشد الجماعة تفوق عنده بل تمحى ولاءه لوطنه، لماذا؟ لأن الوطن فى نظرهم يحكمه غير مسلمين أو على الأقل غير مؤمنين أو كارهون للإسلام وفقا لهوى الجماعة ومنظومتها الفكرية، فإذا أمر المرشد أبناء دولته بالقيام بعمل يخالف قانون الدولة التى يحيون بها ويتناقض مع دستورها ونظامها العام، قام أبناء دولة الجماعة ملبين دعوة مرشدهم المقدس صدى رسول الله كما يتوهمون ويضلون . 

هذا هو الحادث الآن وهو سبب الاضطرابات العنيفة التى تحاول هز كيان الوطن والدولة المصرية التى لا يؤمنون بها اللهم فى توصيف آخر يعتبرها مجرد ولاية للجماعة أو إقطاعية تتبع كبراء رجالها . 

لكل ضلال وحماقة تخريبية للأوطان عندهم بعد دينى مختلق وملفق يحل بل ويبارك ما يجرمون به فى حق الوطن، فالأخ يؤمن بالولاء والبراء الإخوانى الذى يهون عليه كل إجرامه بل يزينه له، الولاء لجماعة المسلمين والمتمثلة فى تنظيمهم الأوحد والبراءة من جماعة الشرك والكفر المتمثلة فى كل من خالف الجماعة أو حتى اعترض عليها أو على سياستها . 

لذا فسلاح التكفير الذى يمقته أغلب البشر والمسلمين والأسوياء بشكل عام هو أثمن وأقوى وسيلة مفضلة لدى الجماعة لإقصاء خصومها على المستوى السياسى أو الفكرى خاصة فى وسط مجتمعات أغلب أفرادها أميون أو جهلاء رغم حملهم لشهادات ودرجات علمية فاسدة ومهترئة . 

هل ينتظر أحد من جماعه بمثل هذا التطرف أن تعترف بالإختلاف الطبيعى أوالسياسى أوالعقدى، الجماعه هى الوطن وهى الحاكم وهى المحكوم وهى الدين أوأعلى كثيرا . 

الجريدة الرسمية