صاحب الألف أغنية.. مرسى جميل عزيز صانع النجوم الذي قادته "من غير ليه" للمحاكم
صاحب أرق الكلمات فى الحب الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز، الذى كتب فى كل مجالات الأغنية: العاطفي والوطني والاجتماعى ومنها الأغانى الخفيفة والأغانى عميقة المعنى حتى أصبح من أشهر كتاب الأغنية طيلة أكثر من نصف قرن، ولقب بشاعر الالف اغنية، جواهرجى الاغنية ، وفكهانى الاغنية نظرا لأنه عمل بمساعدة والده فى تجارة الفاكهة فى بدايته.
تعرض الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز ـ رحل فى مثل هذا اليوم 9 فبراير عام 1980 ـ لأزمات وصعوبات كثيرة فى حياته، وكانت احدى هذه الصعوبات عندما كتب أغنية "من غير ليه" ليغنيها المطرب عبد الحليم حافظ الذى أعجب بكلماتها، لكن جاءته نهاية الأجل قبل أن يغنيها، وظلت الأغنية حبيسة الأدراج لمدة 12 عاما لدى شركة صوت الفن إلى أن قدمها الموسيقار محمد عبد الوهاب بصوته فى حفل عام 1989، وقد حقد أحد الصحفيين على نجاح الأغنية وتقدم بشكوى الى لجنة الفتوى بالأزهر باعتبار وجود كوبليه فى الأغنية اعتبره خروجا على الدين وهو يقول “ جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عاوزين ايه ” بإنكار وجود الله،وبناء عليه أصدرت لجنة الفتوى بالازهر حكما بوجود مخالفات شرعية فى كلمات الأغنية.
دعوى قضائية
وقام الصحفى برفع دعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة لوقف اذاعة وتداول الاغنية وإدانة كاتب الأغنية مرسى جميل عزيز،وتقدم المحامون وكتبت المقالات دفاعا عن الشاعر الذى رحل قبل تقديم الاغنية وأنصفوه واشادوا بكلماته طوال مشواره الشعرى الغنائي وبرأته المحكمة.
الفراشة اول الكلمات
التحق مرسى جميل عزيز بالإذاعة عام ١٩٣٩وأذيعت له أول أغنية من تأليفه ألحان رياض السنباطى باسم الفراشة، وفى العام نفسه انطلقت شهرته عندما كتب أغنية “يا مزوق يا ورد في عود” التي غناها عبدالعزيز محمود، واستمر إنتاجه الغنائى حتى أصبح الأعلى والأغزر إنتاجا ووصل إنتاجه لأكثر من ألف أغنية وسمي بـ"شاعر الألف أغنية" الذى وضع أغانى كانت سببا في شهرة كبار المطربين منهم فريد الاطرش وام كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبدالوهاب، كما كتب الأوبريت والقصة السينمائية والسيناريو والمقال.
سيرة الحب
وكتب مرسى جميل عزيز أجمل وأشهر أغانى أم كلثوم منها “سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة” التى كانت الأغنية الالف فى حياته، وكتب لعبد الحليم حافظ أشهر أغانى أفلامه حتى أن أول فيلم قدمه عبد الحليم كان بتشجيع من مرسى جميل عزيز الذى شجع المخرج حلمى حليم على تقديمه وكتب له أغانى فيلم أيامنا الحلوة وهى: فى يوم فى شهر فى سنة، بتلومونى ليه، حبك نار
يامه القمر ع الباب
وغنت له فايزة احمد “أنا قلبى ليك ميال، بيت العز يابيتنا، يامه القمر ع الباب، حيران، ياما الأسمرانى، وكتب لصباح ”مال الهوى ياما، زى العسل، بستانى يا بستانى “، وكتب لشادية ” على عش الحب، شباكنا ستايره حرير"، ولمحمد فوزى كتب “بلدى أحببتك يا بلدى، أى والله جرحونا الحبايب والله، الشوق الشوق”.
وغنى له محرم فؤاد:الحلوة داير شباكها، رمش عينه لمحرم فؤاد، وغنت نجاة الصغيرة: إيه هو ده، أنا باستناك، غريبة منسية من يومى مظلومة.
كما كتب اغنيات: سوف أحيا لفيروز، ويابو الطاقية شبيكة لحورية حسن، وتلات سلامات،ويا حلو صبح لمحمد قنديل،
فكهانى الاغنية
هو صاحب الألقاب المتعددة الشاعر مرسى جميل عزيز فلقب بـ"فكهانى الأغنية" وجواهرجى الأغنية و"شاعر الألف أغنية"، حيث كتب فى حياته أكثر من ألف أغنية غناها عدد كبير من المطربين والمطربات قال عنه الكاتب أنيس منصور هو "مهندس الأغنية" الذى أقام لها صرحًا عظيمًا متعدد الطوابق والأبواب والطرقات والنوافذ، وإذا كان نجيب محفوظ هو بطل الرواية العربية فإن مرسى جميل عزيز هو بطل الأغنية العربية.
الاوبريت الغنائى
كتب مرسى جميل عزيز أغاني 25 فيلما بدأها بـ "مبروك عليكي" عام 1949، وبعده فيلم "حسن ونعيمة" لمحرم فؤاد وسعادحسنى، واختتمها بـ"مولد يا دنيا "عام 1976 مع عفاف راضى ومدبولى، وأبدع في القصيدة الشعرية، والأغاني الوطنية، ومنها رائعته التي غناها محمد فوزي "بلدي أحببتك يا بلدي"، وتنوع بين كتابة الأوبريت الغنائي والقصة القصيرة والسينمائية، كما كتب سيناريوهات بعض الأفلام.