غراب البين يكتب: مراتك مش خدامة عند أمك
بعد انتهاء يوم طويل مليء بالعبث مع البنى آدمين وبينما كنت منكمش داخل ريشى قبل آذان فجر أمس وكان نفسى أنام ساعتين قبل أن يستيقظ العيال بتوع المدارس اللى بياخدوا أمهاتهم معاهم لينتظروهم حتى الانتهاء من امتحانات نصف العام وإذا بى أسمع هرج ومرج قادم من مدخل عمارة الحاج ممدوح
زوجة الواد حسام إبن الحاج ممدوح نازلة من العمارة ورأسها وألف سيف إنها تروح بيت ناسها.. والواد حسام عمال يشد فيها ويقول لها هتفضحينا يا بنت العبيطة الدنيا ليل والصوت بيسرى تعالى ادخلى والصباح رباح.. بينما هى مُصرة على الرحيل وتقول له انا مش خدامة عند أمك علشان تصحينى من النوم وعايزنى أنزل أعشيها هى واخواتك البنات.. ليه هو انت اشتريتنى من سوق الجوارى ولا انا من سبايا الحرب اللى خاضها ابوك عنتر زمانه؟.. لا يا حبيبى اخواتك يخدموا أنفسهم ماهماش جايين رحلة ومحناش فى فندق خمس نجوم وانا الشيف الشربينى بتاعهم
حسام قال لها: يابنتى دول جايين زيارة وكلها بكرة وكل واحده هتروح بيتها وأمى ست كبيرة مش قادرة تقوم تعملهم العشا
فقالت له: وهما يعنى مشلولين ولا على إيديهم نقش الحنة.. سيبنى أنا مروحة عند امى وأهو بالمرة مرات اخويا تصحى من النوم تخدمنى علشان أمى ست كبيرة زى أمك برضو
وفجأة بقا الناس صحيت على صوت حسام ومراته والبلكونات والشبابيك اتفتحت فى عز البرد وهنا مقدرتش استحمل ولا أسمع اكتر من كدا فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق.. فراح حسام ومعه مشاهدى البلكونات يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين يا فقرى جبتلنا الفقر والنكد
فقلت يا فكيك قبل أن يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جايبلكم الفقر والنكد يا شوية بنى آدمين أم تصرفاتكم هى سبب بلاويكم ومشكلاتكم؟.. طب بتتزوجوا ليه طالما انتم لا تعرفون قيمة الزوجة؟!.. طب لو انت عايز خدامة للست والدتك فلتأتى لها بخادمة.. لكن زوجتك ليست ملزمة بخدمة أمك.. زوجتك مش خدامة عند الست والدتك.. هى تخدمها بمزاجها وعن طيب خاطر وليس بالضغط والإجبار.. وما لا ترضاه لإخوتك لا ترضاه لزوجتك.. يعنى انت ترضى يا عم حسام وأنت يا حاج ممدوح إن بنتك أو أختك تتزوج راجل علشان تخدم أمه وبالإجبار؟!.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم!