رئيس التحرير
عصام كامل

د. صموئيل عصام يكتب: المرونة الاستراتيجية المؤسسية

د. صموئيل عصام
د. صموئيل عصام

تُعرّف المرونة بأنها قدرة الشركة/ المؤسسة/ المنظمة على الحفاظ على الوظائف والعمليات الرئيسية في مواجهة الضغوط ثم الاستعادة أو التكيف مع التغيير. 

وتعتبر الحاجة إلى المرونة والتكيف لتخطي الظروف غير المتوقعة إحدى القدرات الاستراتيجية الرئيسية التي يجب على المنظمات في كل مكان تبنيها للنجاح على الصعيد التجاري والاجتماعي والسياسي، بالرغم من ذلك، يعجز أغلب المديرين عن الاستخدام الأمثل للموارد اللازمة لضمان قدرة منظماتهم على تخطي الكوارث والعوامل المدمرة.

الاستجابة للتغيرات

والمرونة الاستراتيجية: هى قدرة الشركة على الاستجابة للتغيرات الرئيسية التى تحدث فى بيئتها الخارجية من خلال تخصيص الموارد اللازمة للاستجابة لتلك التغيرات وإعادة التفكير بالاستمرار بالإستراتيجية الحالية وتعديلها أو التنقل بين الإستراتيجيات البديلة للتكيف مع متغيرات المحيط المختلفة.

ويمكن قياس المرونة الاستراتيجية بطريقتين: إما من خلال تعدد الإستراتيجيات وتنوعها وإما من خلال سرعة تحول الشركات من إستراتيجية إلى أخرى، لذلك ترتبط المرونة الإستراتيجية أساسًا بالقدرة على إدارة الأزمات والمخاطر وإقتناص الفرص وتجنب التهديدات واستخدام الموارد بطريقة استباقية وفعالة. 

ففي أغلب الأحيان يعجز قادة الشركات عن الإقرار أو الاعتراف بأن منظماتهم عرضة للعوامل التخريبية والأزمات وهم يدفعون ثمن ذلك اليوم حيث لن تنفعهم ثقتهم وإيمانهم بخططهم الاستراتيجية المتعلقة بالحالات الطارئة، وهم مضطرون للعمل في ظل هذه الأحداث غير المسبوقة.

التكيف بشكل فعال

ومن أمثلة التغيرات التى تتعرض لها الشركات، ويجب عليها التكيف معها بشكل فعال وفى أسرع وقت: دخول منافس قوى إلى السوق، وتقادم المنتج وظهور منتج جديد أفضل، وحدوث وباء، حروب، عقوبات إقتصاية، ندرة الموارد، والتغير فى رغبات العملاء وذلك لتحقيق المرونة الإستراتيجية فيجب على الشركات المسح المستمر للبيئة التنافسية والبحث عن الفرص والتقرب من العملاء والاستجابة السريعة لاهتماماتهم ومقترحاتهم، والتقرب إلى الموظفين والاستماع لمخاوفهم وتبني أفكارهم. كذلك يُعدُّ الإحتفاظ بأقلِّ قدر ممكن من الاستثمارات في الأصول الثابتة والعقود الطويلة الأجل، والإبتعاد عن التنظيم الهرمي والإجراءات الصارمة، إضافةً إلى تقليل عدد صناع القرار؛ من الخطوات المُهمَّة لتحقيق المرونة الاستراتيجية.

وخلاصة القول:

إن امتلاك المؤسسة المرونة الاستراتيجية يُحقِّق لها القدرات الديناميكية؛ الأمر الذي يسمح بالاستجابة الفعالة للبيئة الخارجية واستغلال الفرص والابتكار؛ وبذلك تحقيق ميزة تنافسية مستدامة.

----------------------------------------------------------

( * ) مستشار تعليمي

الجريدة الرسمية