لماذ احتفظ السادات بحسين الشافعي نائبا له رغم انقلابه على رجال عبد الناصر
هو أحد الضباط الأحرار، اشترك فى التنظيمات السرية، حرب فلسطين، كان قائدا لسلاح الفرسان ليلة الثورة فلعب دورا بارزا وهاما فى قيام ثورة يوليو، اختاره الرئيس عبد الناصر نائبا له، كما اختاره السادات نائبا له، وظل فى منصبه حتى رحيله بلا إقالة أو استقالة، فى مثل هذا اليوم 8 فبراير 1918 وُلد السيد حسين الشافعى بمدينة طنطا لوالد يعمل مهندسا فى بلدية طنطا.
وتلقى حسين الشافعى تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسية، وكانت تُسمَّى باسم القديس لويس لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى المدرسة الأميرية وهي مدرسة القاصد الابتدائية في طنطا، وأتم تعليمه الثانوي في المدرسة الثانوية في طنطا بمدرسة المنصورة الثانوية عام 1934.
بداية المشوار
التحق حسين الشافعي بالكلية الحربية عام 1936 الدفعة السابقة على دفعة جمال عبد الناصر، وكان من دفعته الفريق عبد المنعم رياض، وسافر إلى إنجلترا لمدة ثلاثة أشهر قبل تخرجه في الكلية الحربية عام 1939م، وهو ذات العام الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية حيث التحق بسلاح الفرسان واستمر فيه حتى قيام الثورة.
بدأت علاقة حسين الشافعي بتنظيم الضباط الأحرار عندما التقى جمال عبد الناصر فى إدارة الجيش عام 1951 ولم يكن الشافعي يعلم أن عبد الناصر على رأس تنظيم الضباط الأحرار، ولما علم موقعه بالضبط اصبح واحدا منهم وتولى قيادة سلاح الفرسان لحساب الثورة فعمل على تجنيد الكثيرين لحساب الثورة، ثم تولى قيادة الكتيبة الأولى للمدرعات التي أطاحت بالملك ليلة الثالث والعشرين من يوليو 1952.
تولى حسين الشافعي منصب وزير الحربية عام، 1954 وانتقل بعدها بعام ليصبح وزيرًا للشؤون الاجتماعية وكان له أثر كبير في إدخال نظام التأمين الاجتماعي وإطلاق برامج معونة الشتاء وقطار الرحمة لمساعدة الفقراء،كما تولى وزارتى التخطيط، وشئون الأزهر، وفي عام 1963 اختاره الرئيس عبد الناصر لمنصب نائب رئيس الجمهورية، وكان الشافعي عضوا في محكمة الثورة ومنح قلادة النيل من الرئيس عبد الناصر عام 1956 وكان حسين الشافعى هو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة الوحيد الذى خرج من منصبه بلا إقالة أو استقالة ورحل عام 2005.
بعد تولى السادات الحكم تعرض حسين الشافعى للتجاهل بعد وفاة عبد الناصر وفى هذا يقول الشافعي في مذكراته: اتفق رجال السادات على تولية السادات الرئاسة من منطلق أنه لا يجوز أن يظل منصب رئيس الجمهورية شاغرا، ووجدتهم أيضا قد اتفقوا على السادات رغم أني النائب الأول والأقدم وكان الواضح أن السادات قد رتب أموره جيدا بداية من عدم حضوره جنازة عبدالناصر، وبالتالي لم أجد هناك مفر من الموافقة على هذا الأمر خاصة أنني لم أكن أسعى إلى أي سلطة بل واستمر عملي كنائب للسادات بعد ذلك حتى عام 1974 لغرض واحد فقط وهو كيف نحافظ على نظام جمال عبد الناصر مع تأكيد استمرار ثورة 23 يوليو.
شخصيات فى حياته
عن الشخصيات التى أثرت فى حياته قال حسين الشافعى: في حياتى شخصيتان إحداهما إسلامية والأخرى غربية، الأولى هي شخصية الفاروق عمر بن الخطاب، وقد بدأ إحساسي بعمقها منذ صغرى منذ ترددت على الجامع الموجود في بلدتنا، والثانية هى شخصية إبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كانت عظمته تنحصر في جهاده لتحرير العبيد، وثورته على الأوضاع القائمة وقتئذ في أمريكا، وجاء إيماني بهذه الشخصية نتيجة قراءتى لكتاب تاريخ حياة إبراهام لنكولن، وكان مقررا علينا في البكالوريا عام 1935.