التجسس على كل الإسرائيليين.. تطورات أزمة بيجاسوس وتداعياتها على تل أبيب
خصصت دولة الاحتلال أدوات جبارة تم تطويرها لمحاربة ما أسمته بـ الإرهاب الذي هو صناعتها بالأساس أنفقت عليها ملايين الدولارات - والآن يتبين أنها وجهت بشكل جماعي ضد الإسرائيليين أيضًا من ضمن لتخلق هذه الأزمة فضيحة داخلية عميقة لا تزال تداعياتها تشغل الرأي العام الإسرائيلي حتى اللحظة.
لن ينجح أي بيان سيصدر في إسرائيل قادر على وصف شدة الصدمة التي عصفت بدولة الاحتلال هذا الصباح بشكل عام، فإن كلمة "الزلزال" هي بسيطة خاصة بعد أن كشفت صحيفة "كالكاليست" العبرية واقعًا استبداديًّا مرعبًا تتنصت فيه الشرطة الإسرائيلية وتتعقب كل من يأتي إليها، لأي سبب كان: من المدير العام لوزارة العدل، حتى أصغر شرطي بما في ذلك أسرة رئيس الوزراء الحالي ورؤساء البلديات والناشطين في الاحتجاج الإثيوبي، بمعنى أدق الجميع بشكل.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أنه في العقود الأخيرة، بسبب الاستخدام غير المناسب للتنصت على المكالمات الهاتفية من قبل الشرطة، تم وضع 40 إجراءً لتنظيم هذه القضية. ولكن فضح "كالكاليست" لقضية التجسس يثير مخاوف بشأن انتهاك ليس فقط للقانون، ولكن للعقد الأساسي مع المواطنين في ما يسمى بالنظام الديمقراطي.
فضيحة بيجاسوس
أعلنت إسرائيل، اليوم الاثنين، أنها بصدد إجراء تحقيق وطني فيما وصفته وسائل إعلام محلية بـ "فضيحة بيجاسوس".
وحسب وكالة "رويترز"، فقد قال وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، إنه كان يشكل لجنة تحقيق على مستوى مجلس الوزراء، وتلقى دعوات من بعض الزملاء في الحكومة لإجراء تحقيق أكثر استقلالية.
وكانت صحيفة "كالكاليست" العبرية قد أكدت في تقرير لها أن بيجاسوس، وهي أداة لاختراق الهواتف المحمولة صنعتها مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية، استخدمت في "التصيد الاحتيالي للاستخبارات حتى قبل فتح أي تحقيق ضد من استهدفتهم، ودون أوامر قضائية".
نجل نتنياهو
وقالت "كالكاليست" إن الأهداف في إسرائيل تضمنت نجلًا لنتنياهو واثنين من مساعديه - الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها - بالإضافة إلى متهم آخر والعديد من الشهود، وبشكل منفصل، مسؤولان سابقان يشتبه في قيامهما بتسريبات للصحفيين.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت المزاعم ضد الشرطة بأنها "خطيرة للغاية إذا كانت صحيحة".
وقال في بيان إن بيجاسوس "لم يكن المقصود استخدامها في حملات التصيد التي تستهدف الجمهور أو المسؤولين الإسرائيليين، ولهذا السبب نحتاج إلى فهم ما حدث بالضبط".
يشار إلى أن هذه الضجة حول بيجاسوس، أضافت زاوية محلية إلى ما أثير العام الماضي عن إساءة استخدام بيجاسوس، من قبل عملاء أجانب ضد الصحفيين والنشطاء الحقوقيين وشخصيات أخرى، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار أوامر بمراجعات التصدير.
وكان قد كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "FBI" في بيان صادر، عن شراء برنامج "بيجاسوس" للتجسس من NSO Group الإسرائيلية.