باحث نيجيري: إسرائيل ستعود إلى الاتحاد الإفريقي.. والسبب هذه الدول
نبه إدريس آيات، الباحث النيجيري المتخصص في الدراسات الأمنية الإفريقية، على أن ما تم في الأمس الأحد، في اجتماع الاتحاد الإفريقي هو مجرد تعليق لصفة مراقب لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي وليس، كما يُعتقد انه إلغاء لصفة مراقب التي مُنحت لإسرائيل من قبل رئيس المفوضية بشكل أحادي في أغسطس الماضي.
إسرائيل تعود للاتحاد الإفريقي
وكتب آيات إدريس تغريدة على تويتر:"#جيوسياسية_أفريقيا.. قراءة تحليلية في قرار تعليق، صفة "مراقب" لإسرائيل في الاتحاد الأفريقي:
أولا: تجدر الإشارة إلى أنّ "التعليق" ليس "إلغاءً" كما فسّرته بعض القنوات الإعلامية. فالتعليق يعني ضرورة إعادة النظر في القرار الذي اتخذه رئيس المفوضية بشكل أحادي متجاوزًا صلاحياته دون الرجوع إلى الأعضاء المعنيين جميعهم.
ثانيًا: انطلاقا مما سبق، قرر الاتحاد الأفريقي تشكيل لجنة من 7 رؤساء دول في الاتحاد، لدراسة المسألة. وتضم اللجنة رئيس السنغال، والذي هو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي "ماكي سال"، والرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا" ورئيس رواندا "بول كاغامي"، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية "فيليكس تشيسكيدي" ورئيس نيجيريا "محمد بخاري"، ورئيس الكاميرون "بول بيا". ويُلاحظ من أسماء الدول المذكورة، أنّ قيادات 4 دُوَل من اللجنة تميل إلى كتلة بقاء قرار منح إسرائيل "صفة مراقب".
هذه الدول هي: رواندا، السنغال، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الكاميرون، من طرف. ومن الطرف الآخر، توجد كتلة المعارضين الشرسين لقرار المنح وهم قيادات ثلاث دُوَل ثقيلة: جنوب أفريقيا، الجزائر، وإلى حد ما دولة نيجيريا. بعبارة أشدّ صراحةً، سيكون النقاش مشحونًا بين الكتلتين في لجنة دراسة القرار، وسيتوقف كلّ شيء على قدرة الضغط وتوازن المصالح، وقوة الحجة والإقناع، والابتزاز السياسي والاقتصادي -ربما- في اللجنة المعنية بدراسة القرار.
ثالثًا: بعد هذا القرار الذي يعتبر انتكاسًا للدبلوماسية الإسرائيلية في القارة الأفريقية، حيث وصفت قرار المنح سابقًا بـ"إنجاز عظيم" و"خطوة تاريخية" فإنّ إسرائيل لن تبقى دون السعي الحثيث وراء رفع التعليق، باعتبار أن صفة "عضوٍ مراقب"، انتصار دبلوماسي لإسرائيل على المتعاطفين مع فلسطين، فالاتحاد الأفريقي هيئة تضم 54/5 دولة، وهذا يعني احتمال الفوز بتصويتات أخرى على الصعيد الدولي، كما لها مصالح".
وقال ادريس: "جيو-اقتصادية، وجيواستراتيجية أخرى تتماشى مع قرار المنح، ما يفضي إلى نشاط سياسي، ودبلوماسية التمويل وربما الإغراء من طرف اللوبيات الإسرائيلية في أروقة الاتحاد، وسأرجع بتحليل - لاحقًا- في هذا الإطار".
يذكر أن الاتحاد الإفريقي قرر تعليق منح إسرائيل صفة "مراقب" في الاتحاد الأفريقي، حيث كان رئيس المفوضية "موسى فقي" قد منح الصفة لإسرائيل بدعم من تشاد، المغرب، بورندي، توجو، من بين آخرين، بعد نشاط مكثف من لوبيات إسرائيلية في أنحاء القارة.
وكانت إسرائيل تعتبر منحها صفة مراقب في الإتحاد الإفريقي انتصارًا لدبلوماسيتها، في الوقت الذي جاء تعليق صفة المراقب لإسرائيل بالاتحاد الإفريقي انتصارًا لدبلوماسية كل من جنوب أفريقيا والجزائر.