ما مفهوم الرضا وما الأسباب الموصلة إليه؟
من كمال الإيمان وحسن الإسلام وأسباب السعادة أن يرضى العبد عن ربه، وأن يرضى بجميع قضائه وقدره فلا يتبرم لما أصابه ولا يحزن على ما فاته بل يكون الرضا سبيله في الحياة طريقا إلى مرضاة الله فما هو مفهوم الرضا ،يجيب فضيلة الداعية الاسلامى خالد الجندى عضو هيئة كبار العلماء فيقول:
ام معنى ومفهوم الرضا ضد السخط وقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك)، والرضا عمل من أعمال القلوب وقد ذكر العلماء في تعريفه أقوالا متعددة: فقال الجرجانى "الرضا هو سرور القلب بمر القضاء، وقال الكفوى: ابتهاج القلب وسروره بالمقضى، وقيل الرضا سكون القلب تحت مجارى الأحكام.. ويتبين من هذه التعريفات ان الرضا محله القلب وأنه يورث الراضى اطمئنانا إلى حكم الله تعالى فإن الله تعالى لا يختار لعباده الا ما يصلحهم.
اسباب الرضا
وللرضا أسباب تصل اليه من أعظمها أن يلزم العبد ما جعل الله رضاه فيه، فإنه يوصله الى مقام الرضا وليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والمكاره، فإن وجود التألم لا ينافى رضا النفس لأن التألم أمر فطرى فطر الإنسان عليه.
الرضا بقضاء الله
قال الإمام ابن القيم: السخط بالمقضى لا يستلزم السخط على من قضاه، كما ان كراهة المقضى وبغضه والنفرة عنه لا تستلزم تعلق ذلك بالذى قضاه وقدره.
ويعد الرضا بقضاء الله تعالى صفة من صفات المؤمنين، كما أن عدم الرضا بما قضى الله تعالى كان من صفات مشركى العرب، فقد قال قتادة في تفسير قوله تعالى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) هذا صنيع مشركى العرب، أخبرنا الله تعالى بخبث صنيعهم، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله له وقضاء الله تعالى خير للمؤمن من قضاء المرء لنفسه.
وما قاله قتادة متفق لقول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) أى يعلم ما فيه صلاحكم وصلاح أحوالكم ودينكم ودنياكم وانتم لا تعلمون ما فيه من صلاحكم.
حسن الظن بالله
والرضا دليل على حسن ظن العبد بربه، كما انه علاج ودواء، وهو وسيلة لتحقيق السعادة وتخليص العبد من مخاصمة الله تعالى في أحكامه وأقضيته، وهو علامة على شكر الله تعالى على نعمه، فقال الربيع ابن أنس: علامة الشكر الرضا بقدر الله والتسليم لقضائه.
الرضا في القران الكريم
لم يرد الأمر بالرضا في القران الكريم بمعناه الذى سبق ذكره وإنما جاء في القرآن مدح الله وثناؤه على المؤمنين الذين جعل الله جزاءهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كما جعل جزاءهم رضاه عنهم فقال تعالى (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم).
مدح المؤمنين
ومن الآيات التي ذكر فيها الرضا مدحا للمؤمنين قوله تعالى في سورة المائدة: (ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).