"أمريكا المكروهة"..واشنطن بوست:المصريون اختلفوا على كل شىء واتفقوا على كُره البيت الأبيض..أمريكا تتلاعب بالمعارضة وأنصار "مرسى"..الثوار:أوباما يدعم الإرهاب..وإسلاميون يتهمونه بالتخلى عن المعزول
رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين والمعارضة العلمانية والليبرالية في ميدان التحرير لديهم بعض القواسم المشتركة، لأن كلا الطرفين يعتقد أن الحكومة الأمريكية تتآمر ضدهم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الحكومة المؤقتة حددت جدولا زمنيا لإجراء الانتخابات وعينت رئيسا للحكومة، ولكن الإخوان يرون أنها غير شرعية وتري الجماعات الجهادية أن الديمقراطية في مصر غير فعالة.
قالت الصحيفة إن المشاعر المعادية للولايات المتحدة هي فرصة نادرة للاتفاق في مصر، بعد عام من تواصل الولايات المتحدة مع جماعة الإخوان المسلمين، عقب انتخابات الرئيس محمد مرسي وتعيينه رئيسا للبلاد، ينظر للولايات المتحدة على أنها منحازة على نطاق واسع للإسلاميين، ونظرة لعدم الثقة لها.
في الوقت نفسه، رفضت إدارة أوباما إدانة الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وقضت بسرعة على النوايا الحسنة التي بنتها مع الإخوان، دون أن تمنح الثقة لأي جانب من المعارضة أو أنصار مرسي.
قال بولس فيكتور، "34 عامًا" تاجر: "نحن نحب الشعب الأمريكي ولكن نكره أوباما وباترسون ونتمني أن تحزم حقائبها وترحل عن مصر نحن نكرها أكثر من مرسي".
أضافت الصحيفة أن العديد في ميدان التحرير يقولون بصوت عالي أمام الجميع إنهم يكرهون آن باترسون أيضًا، وكان هناك بعض الثوار في ميدان التحرير يحملون لافتة مكتوب عليها "أوباما يدعم الإرهابيين".
وأوضحت الصحيفة أن بعد فوز مرسي في يونيو الماضي، عرضت الولايات المتحدة دعم العملية الديمقراطية الوليدة في البلاد وأول زعيم لها منتخب ديمقراطيا.. وفي فصل الخريف استضافت السفارة الأمريكية وفدا رفيع المستوى من قادة الأعمال في محاولة لتشجيع الاستثمار، خلال الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة، انحنى الأمريكيون بشكل كبير احتراما لمصر لتوسطها في المساعدة لتحقيق هدنة بين إسرائيل وقطاع غزة.
ولكن حكومة الولايات المتحدة نادرا ما تحظى بشعبية في الشارع العربي، وكانت الفوبيا المعادية للولايات المتحدة بين الحشود المضادة لمرسي في القاهرة في الأسابيع الأخيرة بشكل واضح. وبعض الاتهامات ضد إدارة أوباما كان تتعلق بكيفية تخطيط الحكومة الأمريكية وحليفتها إسرائيل لسرقة سيناء.
وكانت هناك اتهامات أحدث، حيث يقول معارضو مرسي إنه قبل أيام قليلة من الإطاحة بمرسي، ألقت السفيرة الأمريكية خطابا صريحا على نحو غير معتاد رأى الكثيرون أنه محاولة منها لإبقائهم في منازلهم وعدم مشاركتهم في احتجاجات 30 يونيو، وهو ما أثار غضب عشرات الآلاف من المتظاهرين الذي شاركوا في الاحتجاجات ورفعوا صورتها ووضعوا عليها علامة إكس.
ونقلت الصحيفة عن بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية اعترافه بأن هناك نوعا من الاستياء بين الشرائح المختلفة في المجتمع المصرى ضد الولايات المتحدة في الوقت الراهن.
أضاف: نحاول هنا أن نشرح لوسائل الإعلام أن الموقف الأمريكى يتطور، وأن واشنطن في النهاية ستقف مع إرادة الشعب المصرى، وأن هذا أمر مهم للغاية، ويفهمون الآن أن الولايات المتحدة تتجنب استخدام كلمة "انقلاب".
من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة رأى أنصار مرسي في الموقف الأمريكى وقال أحدهم إن الجيش يحاول أن يصور للشعب أن أمريكا تدعم مرسي، لذلك يجب أن يثوروا ضده.
من جانبه، قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إنهم يحاولون أن يسيروا على خط المصلحة الذاتية.. لكن لا يمكن اختيار كلا الأمرين، فالآن يوجد أناس يكرهون أمريكا هنا بين أنصار مرسي، ومثلهم بين معارضيه.