صلاح طاهر.. 15 عامًا على رحيل شاعر اللمسة
قال عنه توفيق الحكيم العازف المبدع على أوتار الألوان ووصفه الدكتور يوسف إدريس بشاعر اللمسة، فنان تشكيلى جمع بين الفن والملاكمة، عمل مديرا للأوبرا ولمتحف الفن الحديث ثم رساما بالاهرام، هو الفنان التشكيلى صلاح طاهر الذى رحل فى مثل هذا اليوم 6 فبراير عام 2007.
فى شارع الجنزوري بحى العباسية ولد الفنان التشكيلي صلاح طاهر عام 1912، وفي مدرسة الحسينية الابتدائية التقى بالأديب نجيب محفوظ زميلا للدراسة، عشق الموسيقى وساعده والده فى تعلم العزف على البيانو حتى صار عازفا بارعا وهو فى العاشرة من عمره واتقن العزف على آلة الكمان وهو فى الرابعة عشر،
عشقه للملاكمة والبطولة
كماعشق صلاح طاهر رياضة الملاكمة وحصل على بطولة الجمهورية فيها وهو لم يتجاوز العشرين عاما ألا ان ان هواية رسم الاشياء والشخصيات تفوقت على كل هواياته.
التحق صلاح طاهرعام 1929 بكلية الفنون الجميلة وتتلمذ على يد أحمد صبرى ويوسف كامل، وبدأ برسم لوحات عن الريف بكل جماله، كما عمل مدرسا بمدرسة فؤاد الأول فى بادئ الأمر، وأقام أول معرض له عام 1935 ثم تولى الإشراف على مرسم مدرسة الفنون وهي شكل من أشكال الدراسات العليا، استمر فيه عشر سنوات من الإبداع والتأمل، ثم عين مديرا لمتحف الفن الحديث، بعدها ترك العمل الحكومي ليظل رساما وكاتبا في جريدة الأهرام منذ عام 1966 وحتى رحيله.
وأقام الفنان صلاح طاهر أول معرض له عام 1935 ثم تولى الإشراف على مرسم مدرسة الفنون وهى شكل من أشكال الدراسات العليا استمر فيه عشر سنوات من الإبداع والتأمل، ونظرا لنبوغه الفنى اختير مديرا لمتحف الفن الحديث ثم مديرا لدار الاوبرا، وكانت محطته الاخيرة أواخر الستينات رساما وكاتبا فى جريدة الاهرام ليقدم للمكتبة الفنية الف صورة بورتريه لكبار المشاهير فى البلاد منهم ام كلثوم وتوفيق الحكيم وعبد الوهاب ونجيب محفوظ اضافة الى شخصيات كثيرة اعترضت طريقه من البسطاء مثل الفلاح والعامل والبائع وغيرهم.
وقدم صلاح طاهر خلال مشواره الفنى أكثر من 80 معرضا خاصا فى مصر والعالم واشترك فى 67 معرضا جماعيا ونال جائزة الدولة التشجيعية عام 1960 والتقديرية عام 1974 ووسام الجمهورية عام 1975.
رحلة الفنان الفنية
وحول رحلته الفنية، قال الفنان صلاح طاهر: ليتنى كنت طفلا لا يكبر أبدا ولا يشيخ، فلا أنافق ولا أهادن، لا أكره، عشقت الطفولة وعشتها بريئة، فمازالت فى اذنى كلمات أمى بأنه ليس هناك مستحيل حتى اغتراف الماء بالمصفاة ليس مستحيلا اذا صبرنا حتى يتجمد الماء.
وبهذه الكلمات خلقت امى بداخلى العزيمة وأصبحت فولاذى الارادة لا استسلم ابدا لاى آراء او مسلمات بل اقول كلمتى وفقا لقناعتى، بدأت شخصية الفنان تنمو داخلى مع الملاكمة حتى ان العقاد اطلق على لقب صلاح طاهر الفنان الملاكم فابتعدت عن الملاكمة.
وأضاف: احب الحياة وعمر الانسان يقاس بإحساسه وشباب قلبه، والمعرفة ظلت تثير فضولى حتى تخطيت التسعين من عمرى ومازلت استمتع بالحياة انظر امامك دائما ولا اعرف الماضى ولا استعيده لكى لا افتح جراحا ولكنى استدعيه احيانا حتى لا تضيع التجربة هباء ورغم ذلك فأنا لا أخاف الموت ويمكن تجاوزه مادمنا حققنا انفسنا.