علي الصحراوي.. تعرف على بطل عملية الحفر اليدوي لإنقاذ الطفل ريان
في قصة إنسانية مؤثرة ظهر اسم أحد البسطاء من أبناء الشعب المغربي لدورة الكبير كأحد فرسان عملية انقاذ الطفل ريان.
علي الصحراوي
علي الصحراوي، أو كما يُناديه المشاركون في عمليات الحفر والإنقاذ "عمي علي" أو "سي علي" بطل شق الطريق لانتشال ريان بعد أن فقد الجميع الأمل.
فبعد أكثر من 100 ساعة في رعب الظلام الدامس تحت الأرض استقر جسم الطفل ريان الهزيل في حفرة للمياه الجوفية تاركا الجميع بين اليأس والرجاء.
الطفل ريان
وبدأت القصة قبل 5 ايام من داخل حفرة بإقليم شفشاون في المغرب لا يتعدى قطرها الستين سنتيمترًا في المدخل، ويضيق ليصل إلى العشرين سنتيمترًا نحو الأسفل فيما يتجاوز عمقها 32 مترًا.
ومع وعورة التضاريس والتهديد الدائم بانهيار أرضي جراء استعمال آليات الحفر الثقيلة ظهر اسم على الصحراوي كأمل أخير لإنقاذ الطفل ريان والذي قضى هذه المدة الحالكة على بعد 32 مترا تحت سطح الأرض.
وبالحفر اليدوي قاد علي الجاجاوي، أعقد مراحل إنقاذ الطفل ريان العالق داخل بئر جاف منذ الثلاثاء الماضي، شمال المغرب.
والعم علي الجاجاوي، مغربي في الخمسينيات من العمر، من سكان مدينة أرفود (شرقي المغرب)، يمارس منذ أكثر من 20 عاما مهنة حفر الآبار بطرق تقليدية يدوية، إلى جانب عمله في مجال البناء، والملقب بالصحراوي، نسبة إلى أصوله التي تعود لـ صحراء وسط شرقي البلاد.
حفر الآبار
ويشتهر "العم علي" بحرفيته العالية في حفر الآبار يدويا والتغلب على المعوقات الطبيعية أثناء الحفر دون الاستعانة بوسائل حفر حديثة؛ ونظرا لخبرة الجاجاوي في الحفر اليدوي للآبار، استعانت السلطات المغربية به، عقب تعذر إكمال مهمة الحفر بواسطة آليات ثقيلة.
وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون قيام الجاجاوي إلى جانب شخصين آخرين بحفر المنفذ الأفقي نحو الطفل العالق، وإزالة الأنقاض يدويا تجنبا لخطر الانهيار المفاجئ.
وعلق ريان (5 سنوات) منذ ظهر الثلاثاء، داخل بئر جاف بعمق 32 مترا، في القرية الزراعية "إغران"، التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
ووصف المتخصصون، مرحلة حفر المنفذ الأفقي اليدوي نحو البئر العالق بداخله الطفل ريان بالأصعب والأعقد في مراحل الإنقاذ، نظرا لاحتمالات انهيار التربة الهشة بالمنطقة.
شق صخري
وكان تسبب شق صخري جزئي فى توقف عملية الحفر الا أن الصحراوي كان حاضرًا بتفاؤله الذي أغرق المكان، فكلما تحدث إليه أحد قال بابتسامة: "سننقذ ريان".
وبالفعل نجح الصحراوي في شق الطريق ليتم إنقاذ ريان على يد الرجل الأمي البسيط، الذي احترف حفر الآبار لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ليتكسب رزقة.