لماذا تنجح الولايات المتحدة في اصطياد رؤوس داعش؟
على مدار العقود الماضية، والولايات المتحدة الأمريكية تثبت قدرتها على اصطياد رؤوس داعش وقياداته الكبرى وزعماء التنظيمات المتطرفة المعادلة له، مهما طالت سنوات الاختباء، أو حاولت هذه التنظيمات التمويه بكل الحيل الممكنة لإخفاء قيادتها عن الاستهداف والضربات القاتلة لأمريكا، التي كان آخر عملياتها اصطياد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم داعش الذي قتل مع جميع أفراد أسرته. ما قبل الاستهداف
يقول شارلز ليستر، رئيس قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، أن فهم القضية يبدا من العودة قبل أسبوعين، حيث شن تنظيم داعش أكبر هجوم له في سوريا والعراق منذ هزيمته الإقليمية قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
يوضح ليستر أن التنظيم وعبر 300 مقاتل من داعش شن هجومًا على سجن الصناعة في مدينة الحسكة السورية بعد أن فجر انتحاريان شاحنة مفخخة خارج الجدران الشمالية للسجن، ليمهدا الطريق لهجوم بري داخل المنشأة وسيطر السجناء المسلحون على الجناح الشمالي، ويتمكنوا من إطلاق سراح المئات من المتطرفين المتشددين في الشوارع.
أضاف: بعد الهجوم الدراماتيكي، احتاجت قوات سوريا الديمقراطية أسبوعًا لإعادة سيطرتها على السجن، لكن لم يحدث ذلك إلا بتدخل القوات الخاصة البريطانية والأميركية وسلسلة ضربات بطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة.
تابع: بعد أسبوعين من هجوم داعش على السجن في شمال شرقي سوريا، هبط فريق النخبة من عناصر قوة دلتا الأميركية بطائرة مروحية خارج منزل في شمال غربي سوريا، وقتلوا زعيم داعش ولم تستغرق العملية التي استندت إلى أشهر من التخطيط والمعلومات الاستخباراتية أكثر من ساعتين لقتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو وأسرته بأكملها.
محورية دور الاستخبارات الأمريكية
يكشف الباحث أن الاستخبارات الأمريكية دائما ما ترصد رموز داعش بنظرائهم في جميع بلدان العالم، خاصة مع اندفاعه الدائم لشن عمليات هجومية تضع اتصالات وخطط التنظيم بين أيدي القوات الأمريكية.
تابع: لتنظيم داعش على سبيل المثال سجل حافل من الهجمات على السجون، فقبل عقد من الزمان، أدت حملة تحطيم الجدران في العراق إلى خروج مئات السجناء من المعتقلات، وحفزت على ظهور التنظيم الإرهابي مجددًا بشكل دراماتيكي، لكنها كانت فرصة لإظهار الأعضاء والمؤيدين لداعش لأجهزة الاستخبارات.
أوضح رئيس قسم مكافحة الإرهاب أن تحليل الهجوم ونتائجه، يكشف أن «داعش» لا يستطيع بسبب هذه الضربات العودة كما كان في عام 2014، بل يبقى كتنظيم متمرس في شن حرب عصابات يلعب على عامل الوقت.
أضاف: دحر الكيان الإقليمي لـ«داعش» مهمة كبيرة من الناحية الاستراتيجية، فمواجهة الإرهاب عملية معقدة ضد عدو يختبئ في الظل، لكنه أيضا يبقى للقوة العسكرية الأمريكي تنظيم حافل بالثغرات والفراغات التي يمكن النفاذ منها للقضاء عليه.