رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. "منصور" يطمئن المجتمع الدولى بجدول زمنى سريع.. منصب البرادعى الجديد واجهة مصر للغرب.. 8 مليارات مساعدات من السعودية والإمارات.. منهج الإخوان يؤكد ظهور تيارات متشددة فى المستقبل

المستشار عدلي منصور
المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت

أبرزت الصحف الأجنبية، الصادرة صباح اليوم الأربعاء العديد من الملفات المصرية التي كان من أبرزها الإعلان الدستوري، وتعيين رئيس وزراء جديد وفقًا لخارطة الطريق التي وضعها الجيش، ومساعدات كل من الملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمصر.


قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، الأمريكية إن رئيس الحكومة المؤقت عدلي منصور سعي لطمأنة العالم الخارجي بعد أسبوع من الاحتجاجات وعين رئيسا للوزراء لتشكيل حكومة جديدة وحث المواطنين لدعم الجدول الزمني لمدة ستة شهور لإعادة النظر في الدستور وإجراء انتخابات جديدة.

وأشارت إلى تعيين حازم الببلاوي، الخبير الاقتصادي الليبرالي في منصب رئيس الوزراء لينهي أياما من الارتباك بعد الاختيار الأول لهذا المنصب، وتم سحب ترشيح الحائز على جائزة نوبل للسلام المعارض العلماني البارز محمد البرادعي، فجأة بسبب معارضة من الإسلاميين المحافظين، ويقال إنه من المحتمل أن يعين نائب الرئيس للشئون الخارجية وهو المنصب الجديد الذي من شأنه أن يكون وجه مصر للغرب.

وأوضحت الصحيفة أن منصور وضع جدولا زمنيا سريعا نسبيًا لإجراء انتخابات جديدة، ووضعت خارطة طريق من قبل الجيش لاستعادة الديمقراطية، ولكنها جاءت مع تحذير شديد اللهجة لإنهاء الاضطرابات التي أعقبت ثورة 30 يونيو الأسبوع الماضي.

أضافت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما شجعت بحذر الجدول الزمني، وإشارت إلى أنها لن تقطع المساعدات لمصر التي تبلغ 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية السنوية لمصر. وكان هناك علامة أكبر من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أعلنوا منح مصر 8 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية.

تابعت الصحيفة أن عمالقة الاقتصاديين في الخليج كانوا يتعاملون مع مصر بحذر وتوتر لصعود جماعة الإخوان المسلمين خوفًا من تصاعد المتطرفين الإسلاميين في بلدانهم، وبعد رحيل الإخوان منحت الإمارات مصر 3 مليارات دولار، والسعودية 5 مليارات دولار، تقدم لمصر كشريان لاستعادة الحياة الاقتصادية وهي في حاجة ماسة لهذه المساعدات، وأكد المحللون أن المساعدات هذه المرة من شأنها تقلص بالفعل نفوذ الولايات المتحدة مع الحكومة الجديدة في القاهرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن التحركات العسكرية جاءت مع بدء النيابة المصرية في استجواب مئات من الناس حول المشاجرة الدامية أمام مقر الحرس الجمهوري في شرق القاهرة، حيث أطلق الجنود النار على مؤيدي جماعة الإخوان المعتصمين، ما أسفر عن مصرع أكثر من 50 مؤيدا لمرسي يوم الاثنين الماضي.

ويعد الحادث الأكثر دمويًا من تصاعد الاشتباكات على الصعيد الوطني، وغضبوا الإخوان كثيرًا وساروا في جنازة رمزية يوم الثلاثاء حاملين توابيت فارغة ملفوفة بالعلم المصري، وقال الجيش تعرضنا لهجوم وفتحنا النار لذلك.

ورأى جيفري مارتيني، محلل شئون الشرق الأوسط في مؤسسة راند أن إعلان يوم الثلاثاء يعد إشارة إلى أن الجيش يفهم أنه في خطر استعداء مؤيديها الغربيين، وعلينا أن نفعل شيئا لاسترضاء المجتمع الدولي.

وذكرت الصحيفة أن الإخوان رفضوا خارطة الطريق، ونددوا بالقادة العسكريين ووصفوهم بأنهم طغاة ومتمردين ولا يحترمون الناس، ودعوا لانتفاضة وطنية للانتقام من الجيش، وانتقدت أيضًا الجماعات اليسارية التي دعمت عزل مرسي خطة الطريق.

وحذرت صحيفة "تليجراف"، البريطانية من تصاعد التوتر من قبل جماعة الإخوان المسلمين واحتمال صعود تيارات إسلامية أكثر تشددًا على الساحة السياسية، موضحة أن هذا ما يؤكده منهج الإخوان.

وأشارت إلى أن الوضع في مصر يشبه الوضع في سوريا في بعض الصور، حيث نجد ظهور مجموعات تحمل راية تنظيم القاعدة التي اشتهروا بها، ووضعوا تلك الإشارة على مقر حرس الحدود في سيناء عندما هاجمه مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي، وقتل في سيناء في نهاية الأسبوع 5 من أفراد الشرطة، كما أطلق مسلحان النار على قس قبطي وقتلاه، وقال بعض المحتجين في سيناء إنهم مستعدون للرد على الجيش إذا هاجمهم.

أضافت الصحيفة أن هناك مخاوف من توسع الاشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه والجهات الأمنية، بعد وقوع 50 قتيلا من جماعة الإخوان المسلمين، ودعا حزب الحرية والعدالة للتدخل الدولي وإيقاف ما وصفه بالمجزرة من أجل تجنب ما وقع في سوريا، واختتمت بالإشارة إلى كيف يمكن للجيش تثبيت مبادئ الديمقراطية في ظل تلك الأوضاع.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إن ظل الجزائر يخيم على مصر وحثت الجيش وجماعة الإخوان المسلمين أن يتعلموا من درس الجزائر وألا يكرروا التجربة في مصر.

وأوضحت أنه بعد 20 عامًا مازالت الجزائر متأثرة بأحداث العنف التي شهدتها البلاد في التسعينيات، عقب تعطيل الجيش للمسار الانتخابي الذي كان لصالح الإسلاميين، ممثلين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وأشارت إلى تحذير قياديين إسلاميين جزائريين، لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعدم اللجوء إلى حمل السلاح، بعد عزل الرئيس محمد مرسي على يد الجيش، وألا يسيروا على خطى نهج الإسلاميين في الجزائر، وأن يتعلموا من التجربة التركية، حيث أعاد الإسلاميون بناء أنفسهم في تركيا بعد ما أبعدهم الجيش عن السلطة.

ورأت الصحيفة أنه لابد من وضع مصر مقارنة مع الجزائر لتشابه الأحداث، لعزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي بعد عام من توليه منصبه لاستعدائه قطاعات كبيرة من شريحة المجتمع وتحطيمه لأسطورة الازدهار، ولكن الفتنة في مصر لن تأخذ نفس شكل الجزائر وسيواجه الجيش تمرد مصري من قبل الجماعات المتطرفة والجهاد الإسلامي.

وعلى الرغم من الاختلافات بين الحالتين، الجزائر يقدم مجموعة من الدروس ينبغي لمصر تجنبها لكي تحقق مستقبلا أكثر استقرارًا.

تجربة الإسلاميين الجزائريين تحذر الإخوان من الوقوع في فخ الهزيمة الذاتية للعنف أو يختارون الخروج من العملية السياسية.

وأيضًا التجربة الجزائرية الفاشلة تحذر الجيش من قمع الإسلاميين أو محاولة إقصائهم عن العمل السياسي.

وعلقت القناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيلى على رد فعل جماعة الإخوان جراء استبعادها من الحكم من قبل الجيش المصرى بعد أن نفذ رغبة الشعب في عزل الرئيس محمد مرسي.

وأشارت إلى أن إسرائيل ينتابها القلق من عودة جماعة الإخوان للعمل في تنظيمات سرية، كما حدث أيام الرئيس الأسبق مبارك، موضحة أن هناك صعوبة في تحديد أماكن هذه التنظيمات كما كان الحال في عهد مبارك والسادات.

وأوضحت القناة أن إسرائيل تخشى أيضًا قيام الإخوان بتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء، مشيرة إلى أن الأوضاع في مصر تغيرت بعد أحداث الحرس الجمهورى التي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصا وإصابة كثيرين.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه بوجي يعالون"، إن عدم الاستقرار في مصر يحتم على جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يكون في حالة يقظة استخباراتية وعملياتية.

أضاف "يعلون" في تصريحات نقلتها القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، أن مصر يوجد بها ثورة وثورة مضادة وأن حالة عدم الاستقرار التي من الصعب معرفة نهايتها تلزم الجيش بالتيقظ من الناحيتين الاستخباراتية والعملياتية، وتلزم المستوى السياسي أيضا باليقظة التامة.

وأشارت القناة اليوم الأربعاء إلى أن تصريحات يعلون جاءت خلال مؤتمر نظمته جامعة تل أبيب بمناسبة مرور 40 عاما على حرب 1973، مضيفا: "الأحداث في مصر وسوريا ولبنان هي أحداث تاريخية يجب فهمها بعمق ولن تنتهي في الوقت القريب".
الجريدة الرسمية