تنديد مغربي بنشر "صور دامية" للطفل ريان
أعلن المجلس الوطني للصحافة بالمغرب أنه ”يتابع بأسف شديد بعض الممارسات المشينة، التي صاحبت تغطية محاولات إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في بئر بإقليم شفشاون“، مسجلا ”العديد من الخروقات المخالفة لميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، والتي تم ارتكابها من طرف بعض الصحف الإلكترونية“.
وسقط ”ريان“، البالغ من العمر 5 أعوام، يوم الثلاثاء الماضي، في فوهة بئر ضيقة غير مغطاة، بالقرب من منزل العائلة في إقليم شفشاون شمال المغرب، بينما بدأت جهود الإنقاذ، صباح يوم الأربعاء.
ودعا المجلس في بيان، الجمعة، إلى الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة في تغطية عملية إنقاذ الطفل ريان، مشددًا على أن المقاولات الصحفية والصحفيين المهنيين، ”كان من المفترض أن يلتزموا بهذه المبادئ، خاصة في ظل أزمات وفواجع، لا يمكن أن تتحول، بأي حال من الأحوال، إلى مجال للربح المادي والإثارة الرخيصة“.
وفي هذا الصدد، استعرض المجلس بعض نماذج هذه الخروقات، من قبيل تصوير الطفل ريان في قاع البئر بوجهه الدامي، في وضعية إنسانية صعبة، مما يشكل ضررا لمشاعر عائلته، بالإضافة إلى خرق مبدأ الحق في الصورة وكذا تصوير واستجواب أطفال قاصرين وهم في حالة إنسانية غير طبيعية، جراء التأثر بالحادث المتعلق بمصير حياة طفل قاصر، وكذا نشر صور قاصرين عبر أشرطة مصورة بمحيط عملية الإنقاذ، بغرض الإثارة المجانية وفق تعبيره.
وتخالف هذه الممارسات بحسب المجلس الوطني للصحافة- المحور الأول من ميثاق أخلاقيات المهنة، ولا سيما البند الأول منه، المتعلق بالبحث عن الحقيقة، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع المعلومات والمعطيات المتعلقة بعملية الإنقاذ، بشكل غير مهني، من خلال ترويج أخبار غير صحيحة، وطغيان الهاجس التجاري والتسويقي، دون التأكد من صدق المعلومات.
وأضاف المصدر ذاته، أن بعض الصحف الإلكترونية قامت باستجواب أسرة الطفل، مصرحة بشكل فاضح أن هذا التصوير سيرفع عدد المشاهدات، بالإضافة إلى توظيف الوضع النفسي للأسرة، بطرح أسئلة لا علاقة لها بقواعد الصحافة، في عمل تجاري بحت.
وفي هذا السياق، دعا المجلس مختلف وسائل الإعلام إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة ومبادئها النبيلة وقواعدها.
وبالتزامن مع ذلك، تداولت صفحات على فيسبوك الجمعة مقطع فيديو ملفقا قالت إنه للحظة إنقاذ الطفل ريان وإخراجه من البئر، وكان ذلك بهدف الحصول على أكبر عدد من المشاهدات، وفق ما أكده نشطاء عبروا عن استهجانهم لمثل هذه التصرفات.واستأنفت فرق الإنقاذ المغربية، مساء الجمعة، عملية الحفر اليدوي بشكل أفقي لإنقاذ الطفل ريان العالق داخل بئر منذ 4 أيام بإقليم شفشاون شمالي المملكة.
وكانت عملية الحفر قد توقفت بشكل مؤقت إثر اكتشاف شق صخري جزئي وحدوث انهيار مفاجئ في التربة المحيطة بالبئر.
قصة الطفل ريان
وأثارت قصة الطفل ريان تعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب والعالم العربي، وأطلق الناشطون وسما بعنوان (#أنقذوا_ريان)، مناشدين سرعة إنقاذه.
كما تفاعل عدد كبير من الفنانين والرياضيين والإعلاميين في المغرب وخارجه مع هذا الحادث المفجع ومجريات عملية إنقاذ ريان.
