المخرج جلال الشرقاوي.. أربعون عاما من المطالبة بإلغاء الرقابة على المسرح
يعتبر الفنان والمخرج جلال الشرقاوي علامة مميزة لتاريخ المسرح العربى بدءًا من الستينات حتى اليوم، أخرج مئات المسرحيات، حيث كان من أوائل من قدم المسرحية السياسية المباشرة وتعرض بسبب ذلك إلى الاضطهاد ومنع مسرحياته، كما قدم العديد من الافلام والمسلسلات التى تركت بصمة مضيئة فى تاريخ الفن العربي.
وعاش جلال الشرقاوي حياته مصرا على وجود مسرحه " مسرح الفن " كصرح فنى قدم خلاله على مدى أربعين عاما 41 مسرحية بدأها بمسرحية شهرزاد تأليف الدكتور رشاد رشدى وانهاها بمسرحية دنيا أراجوزات تأليف محمود الطوخى التى اقامها على مجموعة من الشباب وأنفق على دعايتها مبالغ طائلة وعلى الموسيقى وحدها 120 الف جنيه رغبة فى تقديم عمل متكامل.
صاحب مشروع
يتحدث جلال الشرقاوى عن نفسه فى حوار سابق مع فيتو عام 2016 ويقول:عشت حياتى المسرحية والفنية صاحب مشروع ورسالة وهذا الامر ليس جديداعلى مسرح الفن وكان عرض دنيا اراجوزات الاخير على مسرح الفن نموذج للمسرح السياسى الذى قدمه مسرح الفن طوال مسيرته بل هو شقيق لكل الاعمال الجريئة التى قدمناها من قبل لكنها اعتمدت هذه المرة على شكل الكباريه السياسى لكن الله يسامحهم تعامل المسئولون مع مصطلح الكباريه على انه مرادف للملهى السياسى فى شارع الهرم فكانت الازمة التى واجهت مسرح الفن بإغلاقه بعد اربعة أيام من بداية العرض وفصل النور والمياه عنه.
والمخرج جلال الشرقاوى ولد عام 1934 وهو صاحب تاريخ طويل فى الفن، خاصة فى مجال المسرح، تخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة ودراسات عليا فى علم النفس، ونظرا لحبه وشغفه للمسرح الذى كان عاشقا له حصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية بتقدير امتياز 1958، ودبلومة الاخراج من معهد (جوليان برتو) للدراما في فرنسا واخرى من قسم الاخراج بمعهد الدراسات السينمائية فى فرنسا.وعاد ليعمل استاذا بمعهد الفنون المسرحية وتخرج على يديه اجيالا كثيرة، ويعلق جلال الشرقاوى على تلك الفترة من عمره انه عمل صبى كهربائى فى المسرح الفرنسى لكى يتعلم الاخراج.
وظائف مسرحية
شغل الراحل خلال مشواره الفني عدة وظائف منها مدرس التمثيل وفى عام 1967 وبعد النكسة تولى جلال الشرقاوى ادارة مسرح توفيق الحكيم الى جانب عمله أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية وعميد المعهد العالى للفنون المسرحية واستاذا غير متفرغا حتى الرحيل.
ايقونة المسرحيات
من أهم مسرحياته التى أخرجها: مدرسة المشاغبين، دنيا حبيتى، كوتش، أنا متفاءل تصور، حودة كرامه، أشطة وعسل، الجنزير، بحبك يا مجرم، عطية الإرهابية وآخرها دنيا اراجوزات، أرملة وثلاث بنات، دستور ياسيادنا، راقصة قطاع عام، الجوكر، قصة الحى الغربى المليم بأربعة.
للمخرج الراحل جلال الشرقاوى عدة مؤلفات مسرحية منها: مدخل إلى دراسة الجمهور فى المسرح المصرى باللغة العربية، السينما فى الوطن العربي ، حياتى فى المسرح، ولقد حصل خلال مشواره على عدة ميداليات وشهادات تقدير وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون من مصر عام 1994.
الحسين ثائرا
كانت امنية المخرج جلال الشرقاوى طوال مشواره المسرحى تقديم مسرحية الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى الحسينثائرا وشهيدا على مسرح الفن، حتى انه اقترح تقديمها بدون تمثيل الشخصيات الدينية بريقة الراوى فقط، لكنه اصطدم بالرقابة ورفض الازهر اكثر من مرة على التصريح بها
الغاء الرقابة
يرى المخرج جلال الشرقاوى رحمه الله ان اهم معوقات الفن هى وطأة الرقابة على الفن وان هموم البلد مازالت تشغله لكن فرج الله قريب فقد تحولت نكسة 67 الى نصر كبير فى سنوات قليلة وهو ينتظر فرج الله باليوم الذى تلغى فيه الرقابة على الفن نهائيا سواء فنية أو دينية فالإبداع ليس عليه رقابة بل حرية يتحملها المبدع.