رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل نادية لطفي.. صعيدية تحدت نجيب محفوظ بثلاثية جديدة واعتزلت الفن بسبب أفلام العري

الفنانة نادية لطفى
الفنانة نادية لطفى

فنانة مصرية حسناء نتاج الريف والصعيد، بالرغم من أن شكلها خواجاية إلا أن الأب من قنا والأم من الزقازيق، أدت أدوارا متنوعة ومتميزة فى السينما المصرية، فهى مادى فى النظارة السوداء، الشقراء بائعة البرتقال فى الأقمر، ريرى اللعوب فى السمان والخريف، زوبة العالمة فى قصر الشوق وبين القصرين، شهرت فى قاع المدينة، سهير الجامعية فى الخطايا، الراقصة فى أبى فوق الشجرة، انها الفنانة القديرة نادية لطفى.


فى مثل هذا اليوم منذ  عامين ـ 2020 ـ رحلت الفنانة المصرية نادية لطفى التى حصدت حب الجميع، قدمت على مدى اربعين عاما 68 فيلما سينمائيا بنجومية كبيرة كان اول ادوارها تلميذة بضفائر فى فيلم سلطان عام 1958 حين اكتشفها المنتج رمسيس نجيبمع وحش الشاشة فريد شوقى وقدموها فىه من اخراج نيازى مصطفى، 

68 فيلما 


من الافلام التى قدمتها نادية لطفى للسينما: الناصر صلاح الدين حيث قدمت دور لويزا، المومياء حيث قدمت دور زينة، حب الى الابد اخراج يوسف شاهين، حبى الوحيد، عمالقة البحار، نصف عذراء، الاخوة الاعداء، وراء الشمس،، الزائرة، للرجال فقط، من غير ميعاد، الشبع بنات،  وكان آخرها فيلم الاب الشرعى عام 1986 امام شكرى سرحان ومحمود يس وحقق نجاحا كبيرا، 
انتجت نادية لطفى فيلما تسجيليا واحدا باسم ( سات كاترين ) تكلف 36 الف جنيه لفت اليه الانظار الدولية لدعوته الى السلام فى العالم، وحصلت عليه من بابا روما على شهادة تقدير، كما قدمت مسرحية واحدة هى (بديعة مصابنى ) ومسلسل اذاعى واحد هو انف وثلاث عيون، ومسلسل واحد بالتليفزيون ( ناس ولاد ناس)،ولها تجربة سينمائية فريدة من نوعها عندما شاركت وزارة الثقافة فى الفيلم الوثائقى جيوش الشمس عام 1973 بالتعاون مع القوات المسلحة استعدادا لحرب اكتوبر. 

صداقة الادباء 


كانت نادية لطفى تحب القراءة والاحتكاك بالادباء والمثقفين وكبار الكتاب والصحفيين ومن هنا جاءت صداقتها بالادباء احسان عبد القدوس ويوسف ادريس ونجيب محفوظ ويحيى حقى ويوسف السباعى.

أطلق عليها الصحفى كامل الشناوى لقب مواقف لطفى بدلا من نادية لطفى لأنها صاحبة رأى ودائما لها مواقف تجاه مختلف القضايا، 
تملك نادية لطفى تجربة طويلة مع المعارضة والمقاومة والنضال العربى فاشتغلت على قضايا التحرر فى بيروت تحت الحصار واشتهرت بالمواقف السياسية.

اسمى بولا 

تتحدث نادية لطفى عن نفسها وتقول: اديبنا نجيب محفوظ له ثلاثية فى الأدب، وأنا لدى ثلاثية فى السينما من خلال ثلاث شخصيات قدمتها على الشاشة وهى زنوبة العالمة مع حسن الإمام، وشهرت وريرى مع حسام الدين مصطفى.


وتحكى الفنانة الراحلة نادية لطفي فى مذكراتها التى صدرت باسم " اسمى بولا " عن سبب اعتزالها السينما  فتقول: تأثرت صناعة السينما بعد نكسة 1967كثيرا، حتى أن أغلب النجوم اضطروا للهجرة إلى بيروت بحثا عن فرصة، واضطر بعضهم للمشاركة في أعمال أساءت إلى تاريخهم، بسبب وصول جرعات الجنس والعري والهزل في تلك الأفلام إلى مستويات غير مسبوقة وكأنها كانت مخدرا للجمهور لينسى مرارة الهزيمة الا انه وبعد سنوات من التخبط وعدم الاستقرار جاء نصر أكتوبر واستردت مصر كرامتها وأرضها وروحها، وكان الأمل أن تسترد السينما عافيتها كسابق عهدها، ولكن الواقع كان عكس ذلك، فقد رفعت السينما تزامنا مع الانفتاح الاقتصادى شعار كل شىء قابل للتجارة والبيع والتنازل، ورفعت الدولة يدها عن الإنتاج ودخل إلى سوق الإنتاج والتوزيع السماسرة، فظهرت سينما البوتيكات التي يحكمها قانون السوق بأن (الجمهور عايز كدة) فانتشرت أفلام الجنس والمخدرات والتفاهة وكان الهدف من كل ذلك هو ضرب الفن المصري واغتياله، ولم أرتح لهذا المناخ وقررت الانسحاب احتراما لنفسي ولمشوارى الطويل فى السينما.
 

الجريدة الرسمية