عالم أزهري: النصب الإلكتروني فساد في الأرض والتوبة منه برد الأموال لأصحابها
حذرت الشريعة الإسلامية اتباعها من استحلال أموال الناس بغير حق، ومن اتباع الطرق غير الشرعية للسب الأموال والتربح من أجل الوصول إلى الغنى السريع، وفي السنة النبوية المشرفة نجد أحاديث كثيرة حذر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكل أموال الناس بالباطل.
وتوعد من يسلك بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، كما دعا النبي الأمين أتباع أمته أن يكون لديهم من الحذر والحيطة ما يمكنهم من عدم الوقوع فريسة لأصحاب الأطماع ومن يسعون لغش الناس.
الحفاظ على المال
ومن جانبه أكد الدكتور عبد السلام عبد المنصف أحد علماء الأزهر الشريف، أن الإسلام جعل "الحفاظ على المال" من مقاصد الشريعة الغراء سواء أكان هذا الحفظ بالإيجاب من خلال تحريمه للتبذير والإسراف أو من خلال تحريمه للسرقة والغش والنصب والاحتيال.
ومن هنا: أقام الإسلام حدًّا من حدوده من أجل جريمة السرقة والتي تقوم في الأساس على أكل الناس بالباطل والذي حرمته الشريعة في قول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ).
عقوبة النصب في الإسلام
وأضاف “عبد المنصف” لـ “فيتو” أن النصب والاحتيال داخل في هذا المفهوم الذي حرمته الشريعة الغراء بل ويزيد عليه بأنه قد اشتمل على الغش والخداع والذي بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ليس من سمات وصفات المؤمن حيث قال (من غشنا فليس منا).
حكم النصب الإلكتروني
وأوضح أن النصب الإلكتروني يدخل في معنى الكبيرة خاصة أنه يتعلق بحقوق الآدميين من خلال أكل أموالهم والكذب عليهم واستخدام الحيلة المحرمة لسرقة أموالهم؛ بالإضافة إلى أنه نوع فساد في الأرض يدخل الخوف على الناس في معاملاتهم وينزع الأمن من بينهم وهذا أمر آخر حرمته الشريعة الغراء وأنكرته.
ولعظم هذا الأمر فإن التوبة منه لا تكون ولا يقبلها الله سبحانه إلا برد الأموال المنهوبة إلى أصحابها وطلب مسامحتهم وهذا أمر في غاية الصعوبة أن يتحقق، وكأن مرتكب هذا الفعل يدخل نفسه في دائرة لا يعلم كيف يخرج منها.