هل هكذا تجني الجوائز العالمية؟ مخرج «ريش» يجيب..ويرد على اتهامه بالإساءة لمصر
التقت “فيتو” بالمخرج المصري العالمي عمر الزهيري أثناء تواجده بالدورة الـ 53 بمعرض الكتاب الدولي في لقاء فكري خاص حول رؤيته للسينما المصرية ومستقبل صناعة السينما، وأسباب تراجع السينما المصرية عالميا بعدما كانت هوليود الشرق الأوسط.
وكشف عمر الزهيري لـ “فيتو” عن خطط أعماله المقبلة التي يجري عليها التحضيرات الآن.. ويأتي ذلك عقب النجاح الهائل الذي حققه بمختلف المهرجانات العربية والعالمية والتي من أبرزها حصده جائزتين بمهرجان كان الدولي، وحصد جائزة أفضل فيلم لعام 2021 بمهرجان الجونة السينمائي، وإلى نص الحوار:
– أين ترى صناعة السينما المصرية اليوم.. وهل مازالت تتصدرة المشهد الفني العربي؟
صناعة السينما بمصر أو خارجها هي صناعة مكلفة جدًّا أكثر مما يتخيل الكثيرون، فجميع مخرجو العالمي يشتكون من هذا الأمر، ورغم ذلك ما زالت مصر تحاول وتتنج ومازالت مصر هي البلد الرائدة فنيًّا وسينمائيًّا بالوطن العربي لا خلاف على ذلك أو تشكيك فيه، ولكن لا نستطيع أن نخدع أنفسنا ونقارن بينها وبين الصناعة العالمية، فمصر إلي الآن تعتمد في تقديمها الفن علي المشاعر الصادقة والنابعة من عقول أبنائها ولكن ينقصنا بالتأكيد الصناعة الحسابية للفن.
لكن إذا تحدثنا عن مصر فإننا لا نستطيع أن ننكر بأنها علي رأس الدول العربية مع إحترامي الكامل لتجارب دول الخليخ ولبنان وتونس وغيرهم.. لكن السينما المصرية لها تواجد واحترام بكل العالم، وبحكم تعاملاتي الفنية بالخارج فأنني أفاجئ أن جميع صُناع الفن من كل أجناس العالم يعرفون تمامًا أفلامنا بأسمائها وبسنوات طرحها بالسينمات بل وبالإيرادات أيضًا.
– الطلاء المقشر والأثاث المكسور بـ “ريش” والإساءة لمصر كما وصف البعض.. هل هكذا تجني الجوائز العالمية؟
بالطبع لا.. فيلم "ريش" هو دارمي على المستوى الأول وكوميدي عبثية، حيث يبدأ الفيلم بأسلوب الدراما الاجتماعية الواقعية من النوع الذي تدور الأحداث فيه داخل مكان مترب ومتهدم وتبقى الشخصيات مجهولة من أجل إبراز حقيقة أن هذه قصة يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي مكان.
ففي مشاهد الفيلم الأولى المكثفة حياة الزوجة الكادحة التي نادرًا ما نراها تتحدث أو تبتسم وعيناها حزينة بشكل دائم لأنها منهمكة في الأعمال المنزلية فهي تطبخ بجدية وتنظف وتعتني بالأطفال الثلاثة وتطيع أوامر زوجها الذي يريد الثناء على كل ما يفعله، وهو ما يجعل الرجال أكبر مشاكلها بشكل عام لأنهم يعتقدون أنهم يعرفون الأفضل لعوائلهم أو يستعدون للقيام بأي شيء، فتواجه الزوجة تحدي كونها تصبح المعيلة لأول مرة في حياتها.
– بعد النجاح الساحق.. خطوات عمر الزهيري القادمة تسير في إي اتجاه هل تكرر تجربة ريش أم ستذهب بالمشاهد إلى عوالم أخرى؟
ريش هو ثاني تجاربي بمهرجان كان السينمائي ومهرجانات أخرى، ولكنها الأولى في الأفلام الروائية الطويلة، إلا أنني في عام 2011 شاركت بفيلم روائي قصير وهو فيلم "زفير" وعرض في مهرجان دبي وحصل على جائزة لجنة التحكيم أيضًا كما حصد "ريش" من مهرجان كان.. وعرض في مهرجان "مونبلييه" بفرنسا.
وهناك فيلم كوميدي اسمه "ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375" وهو أطول اسم لفيلم روائي قصير وتم عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" للأفلام القصيرة في قسم أفلام الطلبة وكانوا لأول مرة يختارون في المهرجان فيلما مصريا وكان حدث مميز حينها.. فخطواتي القادمة تسير علي نفس المنوال فمشاركتية فـ كان للمرة الثانية لن تكن الأخيرة…
أما عن الذهاب بالمشاهد المصري والعالمي إلي عوالم أخري فبالتأكيد لن أكرر تجربة فيلم “ريش” بأن أعمل مع ناس عادية وليس محترفين تمثيل فهو أمر مرهق فوق الوصف… والفيلم الجديد سيبصر للنور قريبًا.
معرض القاهرة للكتاب
الجدير بالذكر أن الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتقام بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتستمر حتى 7 فبراير 2022، وتعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم.
ويشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًّا وعربيًّا وأجنبيًّا وتوكيلًا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و"رؤية"، ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
الأديب يحيى حقي
وظهرت شخصية الأديب يحيى حقي "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية الدورة الحالية" مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.
كما تشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي.
كما يتم إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر، كما أن هذه الدورة، ويبلغ عدد الأجنحة بالمعرض 879 جناحًا.