رئيس التحرير
عصام كامل

"البتاو" و"دورة رمضان" و"ليلة الذكر".. أبرز عادات الشهر الكريم بالأقصر

مدينة الأقصر - صورة
مدينة الأقصر - صورة أرشيفية

رمضان دائما له مظاهر وطقوس خاصة، وتختلف هذه الطقوس والعادات ‏من محافظة لأخرى، ومن المدن التي يتميز فيها رمضان بطابع خاص ‏الأقصر، فيبدأ الاحتفال بالشهر الكريم، في اليوم السابق لأول يوم في ‏رمضان، وبالتحديد عقب صلاة العصر.


ويقيم أهل الأقصر ما يسمى ‏‏""بـ"دورة رمضان"، فيخرج تجار البلح وتجار الياميش والجزارون ‏والفكهانية وأصحاب المهن المختلفة وصانعو الفوانيس، في سيارات بها ‏سماعات مكبرة للصوت يغنون أغاني الشهر الفضيل ويجوبون بها أنحاء ‏المدينة ويلقون بالحلوى للأطفال في الشوارع.

كما يزين الأطفال شوارعهم ‏بالفوانيس والجوامع المصنوعة من الكارتون بعد أن يجمعوا نقود الزينة من ‏سكان الشارع.

ويتميز أهل الأقصر في أكلاتهم في الشهر الكريم، فيصنعون "البتاو"، ‏وهو نوع من أنواع الخبز من دقيق الذرة الصافي، وينقعه أهل الأقصر مع ‏البلح واللبن بعد أن يقطّعوه قطعا صغيرة.‏

والكنافة أيضًا في الأقصر تختلف في طريقة عملها عن التي نعرفها، فما زال ‏بعض الأهالي لا يشترون الكنافة الجاهزة من المحال بل يصنعونها بأيديهم ‏ولا يصنعون منها صواني دائرية بل تشوّح في السمن البلدي والسكر ويكون ‏لونها أبيض وتوضع في إناء خاص بالكنافة يكون موجودا في كل منزل.‏‎ ‎

وعلى مدى الشهر الكريم في الأقصر تظل موائد الرحمن على الطريق ‏السريع "مصر/ أسوان" الذي يمر بقرى الأقصر شرق وغرب، ويحرص ‏ساكنو تلك المناطق على أن يستوقفوا السيارات ويعطوهم البلح والعصائر ‏مع وجبات خفيفة.‏
‎ ‎
وفى النصف الثاني من رمضان تبدأ العائلات في العزومات للأقارب ‏والأصدقاء، وفى العديد من قرى الأقصر يحرص الرجال في العشرة ‏الأواخر من الشهر الكريم على الاعتكاف في الديوان أو المندرة الخاصة ‏بالعائلة.

ويأتي له أهل بيته بصينية تحتوي على البلح الذي هو سنة إفطار ‏الرسول الكريم حتى نهاية الشهر الكريم، ولا يخرج الرجال المعتكفون من ‏دواوينهم، ويأكل الرجال القليل من البلح والشوربة الساخنة ثم العصير ‏المرطب ثم يهمون لصلاة المغرب، وبعد التراويح تكون الوجبة الرئيسية‎.‎

واعتاد أهل الأقصر أن يقيموا ما يعرف بـ"ليلة ذكر" للوالدين المتوفين ‏وتكون دائما بعد صلاة التراويح، حيث يعكف الجميع من أقارب المتوفى ‏على ختم القرآن الكريم على روح المتوفى ويقيمون التسابيح حتى وقت ‏السحور.‏‎ ‎


الجريدة الرسمية