رئيس التحرير
عصام كامل

لا للأحزاب الدينية


الدعوة لعدم إقصاء أحد وضرورة مشاركة الجميع بمن فيهم الإخوان في العملية السياسية هي دعوة صحيحة وسليمة ولن تستقر الأوضاع السياسية في البلاد بدون تنفيذ هذه الدعوة على أرض الواقع، ولكن في ذات الوقت يجب ألا تستغل هذه الدعوة لقيام أحزاب دينية أو إنشاء جماعات وجمعيات سرية تعد جزءا من تنظيم عالمى وذا طابع عسكري وتعمل في سرية.


إن هذا هو الخطأ الذي وقعنا فيه عشية تنحى حسنى مبارك حينما سمحنا بإنشاء أحزاب دينية وسكتنا على أن تعمل جماعة الإخوان بعيدا عن القانون رغم أنها جزء من تنظيم دولى، وثبت لنا الآن أنها كانت ذا طابع عسكري حيث تقوم الآن بأعمال عنف تستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة.. ولا يجب أن يتكرر هذا الخطأ عشية عزل محمد مرسي وإلا كنا نحكم مقدما على هذه المرحلة الانتقالية بالفشل ونسلم أنفسنا مجددا لأسر جماعات تستثمر الدين في السياق السياسي.

فقد دفعنا حتى الآن ثمنا فادحا لهذا الخطأ الفادح من تدهور اقتصادى وخطر يمزق أوصال البلاد وهيمنة أمريكية وضياع لاستقلالنا وتخلف ثقافى مع قهر واستبداد سياسي باسم الدين.. وما زلنا ندفع الثمن نتيجة لإرهاب أسود عاد ليطل علينا بوجهه القبيح مع تلك الأحزاب الدينية والجماعات ذي الطابع العسكري.

لذلك يجب أن نعى الدرس وألا نكرر الخطأ مجددا.. لقد حظر الإعلان الدستورى إنشاء جمعيات يكون نشاطها معاديا لنظام المجتمع أو سرية أو ذات طابع عسكري وقيام الأحزاب على أساس التفرقة بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو الدين.. ولكنه في ذات الوقت لم يسمح بحل مثل هذا النوع من الأحزاب القائمة إلا بحكم القضاء وهكذا ما زال أمامنا مشوار لتشفى بلادنا منها.
الجريدة الرسمية